اﻷهالي: "ماحدش بيسأل فينا"
بالفيديو| "عزبة الشمعدان" باﻹسكندرية.. معيشة على تلال القمامة وشبح الثعابين
رائحة كريهة تصل إلى أنفك عند مرورك بالطريق الدولي في الإسكندرية، وهي إشارة للمرور بمنطقة الملاحات، المختصة باستخراج ملح الطعام، وقد أصبحت هذه الرائحة علامة طبيعية لا يعلق عليها من اعتاد المرور بالطريق الدولي يوميا.
وفي عزبة الشمعدان بمنطقة الدخيلة الجبل وداخل منازل صغيرة مطلة على الملاحات تسكن بعض الأسر حيث اعتادت أنوفهم رائحة الملاحات المختطلة بالصرف الصحي.
"التعابين بتطلع علينا بالليل وأحنا نايمين، الصرف مخلوط بالملاحة يعني كلنا بناكل ملح بالصرف" بهذه الكلمات عبر عدد من سكان منطقة الشمعدان عن معاناتهم اليومية، مؤكدين أنهم لم يجدوا اهتمام من المسئولين، واصفين منطقتهم ب"المعدمة"
تقول نادية علواني إن معاناتهم تتلخص في انتشار القمامة ومياه الصرف الصحي أمام منازلهم، مشيرة إلى أن الأمر وصل في بعض المنازل إلى وصول المياه وتراكمها تحت الأسرة، معلقة"أحنا منطقة معدمة وماحدش بيسأل فينا"، موضحة أنهم تقدموا بكثير من الشكاوى للحي ولم يجدوا استجابة من أحد.
وأشارت إلى خطورة استمرار تراكم مياه الصرف والقمامة أمام منازلهم، حيث أن الأطفال يقومون باللعب فيها في غفلة من الأهالي، إضافة إلى انتشار الثعابين والفئران وغيرها من الحشرات، مطالبة بردم الترعة الصغيرة المواجهه لمنازلهم، والتي تسببت في غرق بعض الأطفال آخرهم طفل في السادسة من عمره منذ حوالي شهرين، مضيفة"حاجة مرار وماترضيش ربنا"، موضحة أن الأمر يزداد سوء مع الشتاء، حيث تتراكم المياه وتمنع الأهالي من الخروج من منازلهم.
فيما أوضح يحيى السيد من أهالي المنطقة أن الترعة الموجودة أمام المنازل، كانت عبارة عن خط تغذية لشركة الملح، يرفع مياه البحر من أمام محكمة الدخيلة ويرميها في الملاحات بهدف زيادة كمية الملح الموجودة في الأحواض، إلا أنه تحول بعد ذلك إلى خط للصرف الصحي حيث تم تحويل صرف منطقة الجبلاية بأكملها، وبدلا من أن يعمل الصرف في الغرف والمطابق الخاصة بالشركة أصبح الصرف في هذا الخط.
وأشار إلى أن كافة المنازل الموجودة في المنطقة الخلفية تستخدم هذا الخط في الصرف الصحي، كذلك يتم إلقاء القمامة به ومخلفات الصرف وكل ما يسبب أمراض، موضحا الخط تم حفره منذ أكثر من 20 سنة بهدف تغذية الملاحات، وتحول منذ 11 عام كخط يستقبل الصرف الصحي، مرجعا ذلك إلى أن المنطقة تفتقر لوجود صرف صحي فرغم وجود الغرف إلا أنها "مسدودة" ولا يوجد بها أغطية.
وأضاف أن المنطقة في الشتاء تتحول إلى معاناة حيث ترتفع نسبة المياه في الخط لتغطي الشوارع، وتمنع حركة المارة والسيارات، موضحا أن الحي يهتم بالشوارع العمومية أكثر من الشوارع الداخلية.
وقالت أم شريف إن مياه الصرف الصحي تؤرقهم بشكل كبير، وأنها تملأ المنازل في فترة الشتاء، وهو ما يعرضهم للخطر وقت وصول المياه للتيار الكهربائي، معلقة"محدش بيسأل فينا ولا بيدور علينا"
وأشار طارق الضو أن مشكلتهم الأساسية في الصرف الصحي واختلاطه بالملاحة معلقا"أحنا بناكل من الملح والملح في قلب المصارف"، موضحا أن المنطقة في المساء تتحول إلى خلية للناموس والبعوض، مشيرا إلى أنه لا يمتلك المال الذي يكفي للانتقال من المنطقة لأي مكان آخر فقال"هو في حد معاه يشتري ب200 ألف تعالوا اتفرجوا على اللي احنا فيه"
وأضاف أن الخط المتواجد أمام منازلهم كان خط مخصص من قبل الحكومة لتزويد الملاحات بمياه البحر، وتحول إلى خط للصرف الصحي، ويرمي على الملاحات معلقا"فين العدل بتاع ربنا؟"، موضحا أن هذه الترعة شهدت حالات غرق آخرها طفل في السادسة من عمره قائلا"ماحدش بيسأل فينا، الحي بيجي يقبض ويخلع"
وتابع"اللي نازلين مجلس الشعب نازلين علشان السرقات، كل واحد يجي يوزع بطاطين على الدايرة لكن مابيدوروش على مسئول يمسكها نضيف" مطالبا بتطهير الخط من مياه الصرف الصحي وعمل "بلاعات" خاصة بالصرف الصحي.
من جانبه قال اللواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية أنه في حالة إقامة صرف من قبل الأهالي على الملاحات فذلك يعد مخالفة للقانون وتعليقا على طلبهم بإنشاء خط صرف صحي قال أن ذلك دور الجهاز التنفيذي، ,ان دور الشركة هنا التشغيل والإصلاح.