بالصور| أمام تلال قمامة في قنا.. احذر هناك مدرسة
"مدير المدرسة في اليابان يأكل قبل الطلبة بنصف ساعة من مطبخ المدرسة للتأكد من أنَّ الأكل سليم ولن يمرضهم".. هذا حديث كاتب سعودي عن مدرسة باليابان، وفي قنا هناك مدرسة تحاصرها تلال القمامة.
"بكام ومنين".. تساؤلان مقتضبان لخَّص بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي - يومًا - الرد على كل سائل يسأل عن تطوير التعليم.. إلا أنَّ الحال في "مدرسة قناوية" لا يسأل عن تحديث مناهج أو الحد من تكدس طلابي لكنَّه يشكو القمامة.
أمام مدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية بمنطقة الحصواية بمدينة قنا هناك قطعة أرض، "وهي ليست فضاء رغم كونها فضاء"، فهي في واقع الأمر غير مستغلة لكنَّ تغمرها تلال القمامة، فباتت مقلبًا تصدِّر دخانًا يحتل صدور الطلاب ويقتحم أنفاس المعلمين.
"دخان القمامة بيدخل علينا الفصول والاكوام أغلقت الباب للخلف للمدرسة".. هكذا وصف طلاب ومعلمي المدرسة ما قالوا إنَّها معاناتهم من "تلال القمامة" في قطعة أرض فضاء مجاورة للمدرسة، بعد أن استغلها الأهالي لتكون مقلبًا للقمامة.
أولياء أمور الطلاب أكَّدوا أنَّ أبناءهم باتوا يشكون يوميًّا من الروائح الكريهة وإصابة بعضهم بحساسية الصدر نتيجة ما يصادفونه يوميًّا وهم في طريقهم صباحًا إلى المدرسة، وخلال اليوم الدراسي حين تطبق عليهم الأدخنة من كل جانب.
"مصر العربية" رصدت الوضع هناك، فقال محمد ربيع موظف ومقيم بجوار المدرسة إنَّ مساحةً كبيرةً تتجاوز الخمسة أفدنة قيل - في وقت سابق - إنَّها تتبع لوزارة الأوقاف، وبعدها اتضح أنَّ أحد المواطنين اشتراها، لافتًا إلى أنَّ قطعة الأرض بدلًا من أن تبنى عليها وحدات سكنية تخدم الشباب أو مصالح خدمية يستفاد منها الأهالي، تحوَّلت إلى مقلب قمامة يستفاد منه الأهالي بإلقاء مخلفاتهم يوميًّا حتى تحولت إلى تلال.
وأضاف: "بين الحين والآخر يستأجر سكان المنطقة ترفع هذه الأكوام، وما إن تمر أيام حتى تعود مرة أخرى، وخاطبنا التربية والتعليم أكثر من مرة، فكان ردهم دي مش مشكلتنا دي مشكلة مجلس المدينة".
وأشارت "أسماء. س"، معلمة بالمدرسة، إلى أنَّها تخرج يوميًّا من منزلها القريب من مقلب القمامة، لتفاجئ بأدخنة ملأت الشارع بسبب إشعال بعض النيران في هذه المخلفات، لافتةً إلى أنَّها تبعث بروائح كريهة لا سيَّما حين تشتد سرعة الرياح ليتحول فناء وفصول المدرسة إلى سحابة سوداء كادت أن تقتلنا الجميع، حسب تعبيرها.
وعلق خالد عبد الراضي، طالب: "كنت سعيدًا بأن أنهيت دراستي من تلك المدرسة بسبب الأدخنة والروائح الكريهة التي كانت تصل إلينا داخل الفصول، وكنت أعاني من ضيق في التنفس بشكل مستمر".
وكشف أنَّه يصادف أثناء مروره يوميًّا بأطفال يجلسون بالقرب من أكوام القامة يفرزون ويستخرجون الأشياء المعدنية والتي تصلح في تجارة الروبابيكيا ثمَّ يشعلون النيران في باقي المخلفات.
وذكر جمال فرحات، عامل وولي أمر طالب: "لا يمر أسبوع ونجد ألسنة النيران والدخان تشتعل بالقرب من أسوار المدرسة بسبب أكوام القمامة، وخاطبنا المسؤولين كثيرًا دون جدوى، فقد تحولت حياتنا إلى جحيم ونخاف على أبنائنا يوميًّا بسبب الأمراض التي تجلبها تلك القمامة من حيوانات نافقة".
وأكَّد فرحات أنَّ دخان القمامة لا يؤثر فقط على طلاب المدرسة لكنه مع سرعة الرياح تنتشر الأدخنة في محيط المنطقة والعمارات السكنية القريبة منها، مطالبًا المسؤولين بسرعة حل هذه المشكلة والعمل على وضع صناديق للقمامة للحد من تلك الكارثة.
"مصر العربية" حاولت التواصل مع رئيس مجلس مدينة قنا، إلا أنَّه لم يتسنَ ذلك لرفضه التواصل مع وسائل الإعلام.