فيديو| مؤسس البيانولا: جامعة الإسكندرية حرمتني من تمثيل مصر ببريطانيا
"أشعر بالقهر.. وجامعة الإسكندرية حرمتني من تمثيل مصر بالمجلس الثقافي البريطاني".. هكذا أعرب عبد الله إبراهيم البحار، طالب بكلية الآداب، ورئيس مؤسسة البيانولا للفنون بالإسكندرية، عن استيائه الشديد، من عدم سفره لتمثيل كليته بسبب عدم تمكنه من الحصول على توقيع رئيس الجامعة الدكتور عصام الكردي.
تبدأ القصة من حصول "البحار" على تهنئة من كلية الآداب، لاختياره من المجلس الثقافي البريطاني ليمثل مصر في مؤتمر الشباب المبدعين".
على مدار أسبوع يقف "البحار" منذ التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء في رحلة يومية محاولا الحصول على توقيع رئيس الجامعة الدكتور عصام الكردي على أوراق سفره، ولم يتخيل أن ينتهي الحال بعودته إلى منزله في الإسكندرية بينما تحلق طائرته في طريقها إلى بريطانيا.
"قهر، ضياع للأحلام، إذا حاولت خلق راتب لنفسك لن يتركوك تفعل ذلك" كلمات وصف بها عبد الله ما يعانيه من إحباط وشعور بالهزيمة عقب فشله في السفر للمشاركة في المؤتمر الذي اختاره وحده ليمثل مصر ضمن 10 دول تضم شبابا لهم إبداعات خاصة، يقول البحار، إنه كان يحلم بوجود مساحة آمنة يستطيع الناس أن يعبروا من خلالها عن أنفسهم عن طريق الفنون، موضحًا أنه تم ترشيحه لحضور ملتقى يضم أهم مبادرات في 10 دول، في لقاء يمتد 7 أيام في انجلترا.
وأضاف أن حصول المؤسسة على هذا الترشيح كان خطوة مثمرة بعد عمل استمر عام ونصف بجهود ذاتية دون تلقي أي دعم، موضحا أن كونه طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية تطلب الحصول على موافقة الجامعة وتوقيع رئيس الجامعة، مشيرا إلى أنه كان يتوقع أن يحمل أوراقه ويلتقي برئيس الجامعة ويدور بينهم حديث قصير ثم يلتطقوا صور تذكارية ويحفزه رئيس الجامعة ويصفه بأنه طالب مشرف وما إلى ذلك، إلا أنه صدم بالواقع فمقابلة رئيس الجامعة تتطلب موافقة عميد الكلية وغيرها من الإجراءات الروتينية.
بدأ مؤسس بيانولا في تنفيذ الخطوات المطلوبة منه لمقابلة رئيس الجامعة والحصول على توقيه، حيث قام بترجمة الخطاب المرسل له من المؤسسة البريطانية، والحصول على خطاب من اتحاد الجامعة، وعقب تسليم هذه الأوراق حصل على موافقة عميد كلية الآداب والتي يشير فيها إلى أن الكلية ليس لديها ما يمنع سفر الطالب وتوجه هذه الموافقة في خطاب لرئيس الجامعة، حيث أكد له عميد الكلية أن موافقة رئيس الجامعة مضمونة طالما أن الكلية وافقت على سفره.
عقب تسليم الأوراق في رئاسة الجامعة، أخبره الموظف المختص أن أوراقه مستوفاه إلا ورقة واحدة لا غنى عنها وهي تعهد من الكلية يحمل ختم النسر، فقام بإحضار التعهد مختوما بختم النسر، وحصل على رقم قرار استلام الأوراق وطالبه الموظف بالمرور في اليوم التالي لمتابعته، وفي اليوم التالي توجه إلى مكتب رئاسة الجامعة متوقعا الحصول على موافقة رئيس الجامعة ليبدأ الاستعداد للسفر إلا أنه فوجئ بتسويف الأمر لمدة 5 أيام يسمع في كل يوم منها كلمة"تعالى بكرة".
لم يتبق سوى 24 ساعة على موعد الطائرة إلا أن البحار لم يفقد الأمل في الحصول على توقيع رئيس الجامعة، فظل واقفا في انتظار رئيس الجامعة أو نائبه وحين رأى رئيس الجامعة توجه إليه مسرعا حيث وصف عبد الله الموقف قائلا"كأني صحفي بيجري ورا رئيس الوزراء وهو بيجري في وسط الحراسات الخاصة"، فأخبره بأنه لم يتبق على طائرته سوى 24 ساعة وأنه متجه لتمثيل مصر وأن هذه التجربة ستفيده كثيرا في عمله فكان الرد"مش بإيدي حطهولي على مكتبي".
توجه عقب ذلك لنائب الطلاب الدكتور هشام وهو في حالة انهيار أخبره أن ذلك مستقبلة وأنه يسعى جاهدا للمشاركة في هذا المؤتمر فكان رده"مستقبلك إيه؟" وأخذ يقلب في الأوراق قائلا"مش مهم" وأغلق باب غرفته.
حاول عبد الله بعد ذلك خوض المحاولة الأخيرة فهو يحمل في يده تذكرة الطيران ودعوة المؤتمر وكافة الأوراق فقرر التوجه إلى الجيش ليحصل منهم على موافقة منهم، إلا أنهم أكدوا له أنهم لم يتمكنوا من استخراج الموافقة دون توقيع رئيس الجامعة، مشيرًا إلى أن آخر ما سمعه من كلمات من مدير مكتب نائب الطلاب"ما تقلقش أنت مش حيجيلك سفر تاني" فشكره البحار وجاء تعليق الدكتور"نبعت معاك 2 موظفين كمان".
ووصف ما وجده من معاملة بأنها لا تحمل أي تقدير لشاب حاول السعي لخوض تجربة تفيده في عمله مضيفا"هم بيقولولنا الشباب لازم يشتغل ومؤتمر الشباب لكن الحقيقة كل ده بيموت على أعتاب أبواب موظفين البيروقراطية."
وتابع"رجعت للبيت في الوقت اللي كان المفروض أكون فيه مسافر وبحضر للي حقدمه بعد رجوعي" مشيرا إلى أنه لم يتلق أي رد من أحد يوضح فيه سبب عدم حصوله على توقيع رئيس الجامعة، مؤكدا أن الجهة التي يحق لها منعه من السفر هي الجيش وذلك في حالة وجود ما يمنع سفره.
وأكد أنه لا يعترض على قوانين أو لوائح ولكن يتسائل ما الوقت الذي يحتاجه رئيس الجامعة للتوقيع على الأوراق؟ موضحا أن كل ما كان يرغب فيه هو الشعور بالانتصار واستكمال طريقه مع زملائه من الشباب الذين بدأوا من الصفر وعملوا في مجال المسرح والسينما والورش الخاصة بهم، وسط إشادة الجميع بعملهم، مضيفا"اعتذرت عن السفر ومفيش ممثل لمصر، وفي ممثل لأمريكا، بولندا، ومن باقي الدول ال10، لأن رئيس الجامعة شاف أن السفرية مش أد المقام أو الطالب ملهوش واسطة".
وأوضح أنه لم يطلب دعمًا أو تمويلًا من أحد وكل ما يطالب به هو إعطائهم الفرصة للعمل، مشيرا إلى أنه بدأ منذ عام ونصف العمل في مؤسسته واجتهد طوال هذه الفترة وكانت دعوته للمشاركة في هذا المؤتمر نتاج لهذا الجهد، وهو المؤشر الذي كان يحتاجه ليتأكد من أنه في الطريق الصحيح، ودافع معنوي معلقا"فقدت الأمل حتى الحاجة الوحيدة اللي مستنيها ضاعت".
لم يتوقع عبد الله حجم الدعم الذي تلاقه عقب كتابة ما حدث معه في كلمات بسيطة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مؤكدا أنه كتب ما حدث لمجرد "الفضفضة"، مشيرا إلى أنه لم يطالب بشئ وأن رئيس الجامعة لم يرد حتى على الجهات الإعلامية التي حاولت التواصل معه للتعليق على الأمر.
فيما حاولت مصر العربية على مدار يوم أمس الأحد التواصل مع الدكتور عصام الكردي رئيس الجامعة للتعليق على الأمر مما اضطرنا لتأجيل نشر الموضوع للحصول على رده لكنه لم يجب على هاتفه.
شاهد الفيديو..