بعد إعلان الخارجية سعيها للإفراج عن محتجزي الحديدة
الصراع اليمني يعلق مصير مختطفي الإسكندرية
ما بين الحاجة وقلة فرص العمل يكون السفر هو الحل الأمثل، ففي الثمنينيات والتسعينيات انتشرت ظاهرة سفر المصريين لدول الخليج أو أي من الدول العربية وكان أبرزها العراق، الكويت، اليمن، السعودية، بحثا عن الرزق وللإنفاق على الأسرة.
عقب دخول داعش إلى ليبيا عانت بعض الأسر المصرية من حالات اختطاف الأبناء المغتربين بحثا عن لقمة العيش، كان أبرزها الفيديو الشهير الذي قتلت فيه داعش عدد من المصريين العاملين في ليبيا، وجاء بعدها رد الجيش المصري بضرب معقل داعش في "درنة"، ورغم ذلك استمر كثير من المصريين في العمل بالدول التي تشهد حالات صراع محتدمة مثل اليمن وما تعانيه من صراع بين الحوثيين وأنصار الرئيس عبد ربه منصور.
وأعلنت الخارجية المصرية اليوم عن استمرار سعيها للإفراج عن المصريين المحتجزين في اليمن من قبل الحوثيين، مشيرة إلى أنها تتواصل مع الحكومة الشرعية في البلاد للمصريين المحتجزين في محافظة الحديدة.
فلم تختلف الإسكندرية عن كثير من محافظات مصر، وكان لها نصيب من انتظار نتيجة المساعي المستمرة للخارجية المصرية، وفي منطقة العصافرة بشرق المحافظة كانت أسرة"سيد محمد السيد الديب" 35 عاما أول المنتظرين.
وقال محمد الديب والد المصري المختطف من قبل الحوثيين في اليمن إن نجله اختطف وشريكه في محل الحلاقة الخاص بهم وهو سكندري أيضا، موضحا أنهم يملكون المحل بشراكة 2 آخرين.
وعن كيفية معرفتهم باختطاف نجلهم أضاف، لـ "مصر العربية" أنه يعيش في مدينة الحديدة، وأن آخر اتصال جاء منه للأسرة كان منذ 21 يوم تقريبا، في 14 نوفمبر الماضي، وأثناء حديثهم معه انقطع الاتصال فجأة، وهو ما أشعرهم بالقلق حتى علموا بخبر الاختطاف من إحدى القنوات الإخبارية.
لم تكن الحرب قد اندلعت حين سافر سيد للعمل باليمن منذ 10 سنوات، حيث تمكن من الحصول على تأشيرة الدخول والإقامة، واستمر طوال هذه السنوات في العمل وإرسال المال لأسرته للإنفاق على اخوته، لم يتغير الأمر عقب الحرب ولم يفكر في العودة إلى مصر بسبب الالتزامات المادية، فاستمر في العمل وإرسال المال، إلى أن تم اختطافه، وأبلغت الأسرة وزارة الخارجية في القاهرة.
ويشير الأب إلى أن تصريحات المسئولين في اليمن توضح أن الاختطاف جاء من قبل جماعة الحوثيين، وأنهم أودعوا نجلهم وباقي المختطفين في سجن الثورة بصنعاء، إلا أن تلك التصريحات لم تطفأ النار في قلب الأب، الذي يؤكد أنه لا يملك أي معلومات عن حالة ابنه منذ 20 يوم، مشيرا إلى أن الدولة تسعى لحل الأزمة، وأنه قد لا يكون متاح الإدلاء بمعلومات لدواعي أمنية.
ولم يختلف الحال بالنسبة لأسرة المختطف الثاني وشريك سيد في محل الحلاقة وهو"محمد صبحي عبد اللطيف" 37 سنة، أب لاربع أبناء، فيقول نبيل أبو الفتوح زوج شقيقته، أن محمد وسيد تم إيداعم في بداية الأمر بسجن الحديدة، ثم نقلوا إلى سجن الثورة بصنعاء، وأنهم لم يتمكنوا من الاطمئنان عليهم، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من العودة إلى مصر بسبب التزاماته المادية.
وأضاف أبو الفتوح أن ما وصل إليهم من معلومات تشير إلى أن القبض عليهم جاء بحجة انتهاء إقامتهم في اليمن، وأن بعض زملائهم قالوا أن القبض عليهم وقع في الثالثة فجرا من داخل منازلهم، وأنهم ألقوا القبض على كثير غيرهم من جنسيات مختلفة وقاموا بتكسير محالهم.