انفجار الكاتدرائية من الألف للياء .. أشلاء وتنديد وصراخ

كتب: هادير أشرف

فى: تقارير

23:35 11 ديسمبر 2016

نساء ثُكالى يبكين، جدران ملطخة بالدماء، أطفال قُتلوا بلا ذنب، أشلاء متناثرة، ضحايا لم يتبق منهم إلا ملابسهم، وشموع أطفأها الحزن، صلبان سقطت على اﻷرض، وصلاة تحولت إلى فزعة مؤلمة، صعدت فيها 24 روح إلى السماء، وأصيب 49 آخرون.


ففي الوقت الذي ينتظر فيه اﻷقباط عيدهم بعد أسابيع قليلة، تحول العيد إلى مآتم، ليعيد إلى اﻷذهان حادثة من أكثر الحوادث ألمًا، وهو حادث كنيسة "القديسين" باﻹسكندرية، الذي وقع في الساعة الثانية عشر، عشية احتفالات رأس السنة الميلادية لعام 2011، وراح ضحيته 21 قتيلًا، و43 مصابًا.
 

 

قديسين أخرى

تقول شهود العيان الذين كانوا داخل الكنيسة وقت الانفجار أن الحادث نسخة مطابقة اﻷصل لحادث القديسين، حتى أن اﻷشلاء المتطايرة كان يتم تجميعها من أسفل المقاعد.
 

 

الهتاف ضد النظام

التفجير أثار غضب شباب اﻷقباط الذين لم يجدوا سبيل للتنفيس عن غضبهم إلا بالهتافات المختلفة، فهتفوا ضد اﻷمن وضد وزير الداخلية وضد النظام وعلت أصواتهم بهتافات "دي مش فتنة طائفية ارحل يا وزير الداخلية" في إشارة منهم للتقصير الأمني.
 

 

اشتباكات مع الداخلية

لم ينته اﻷمر بمجرد التنفيس عن الغضب بالهتاف ولكن وصل اﻷمر إلى وقوع اشتباكات بين قوات اﻷمن والمتظاهرين الغاضبين، حتى أنهم اقتحموا الحواجز اﻷمنية وأردوها أرضاً.
 

 

شهود عيان: تقصير أمني

 

أجمعت شهود العيان أن السبب اﻷساسي وراء التفجير هو التقصير اﻷمن الشديد من جانب قوات اﻷمن، حتى أن مواطنة أكدت أن الأمن يكتفي برؤية الصليب فيسمح لهم بدخول الكنيسة.

وأكد شاهد آخر أنه استطاع الدخول إلى الكنيسة أمس دون تفتيش من اﻷساس.
 


 

الاعتداء على الإعلاميين

وفي الوقت ذاته تعرض  عدد  من الإعلاميين  فور وصولهم  لمقر الكتدرائية البطرسية بالعباسية للاعتداء من جانب المحتجين الذين وصفوهم بـ"المضللين"،  وهم  أحمد موسى، وريهام سعيد ثم لميس الحديدي، على الرغم من سماحهم للإعلامي عمرو أديب بالدخول إلى داخل الكنيسة وتصوير آثار التفجير.
 

لم تهدأ الهتافات بَعدُ، "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، في إشارة من المتظاهرين إلى ضرورة معرفة من وراء هذا العمل اﻹرهابي الذي يعتبر الانفجار اﻷعنف ضد اﻷقباط بعدما تخطى عدد الضحايا عدد ضحايا القديسين فوصل عددهم اليوم إلى 24 .

 

محاولات للتهدئة

ومن جانبه حاول القس مكارى يونان كاهن الكنيسة البطرسية، تهدئة اﻷقباط المحتجين أمام الكنيسة الكاتدرائية، وطالبهم بعدم الانجرار وراء المؤامرات الخارجية، والصلاة من أجل مصر ورئيسها وحكومتها، ولكن لم يستجب له الشباب الغاضب هناك.

 

 

شموع.. وصلاة

ومع دخول الليل لم يجد المتظاهرون سوى ترديد اﻷناشيد الدينية وإشعال الشموع للصلاة من أجل الضحايا الذين صعدت أرواحهم إلى ربها وهم يؤدون القداس اﻷسبوعي لهم.
 

 

لمحة تاريخية

يعود بناء الكنيسة البطرسية إلى عام 1911 ميلادية بعد أن تولت عائلة "بطرس غالى باشا" رئيس وزراء مصر الأسبق، بنائها فوق ضريحه عام 1911 م على نفقتها الخاصة، عقب اغتياله على يد إبراهيم الورداني 1910.

 

وتعتبر الكنيسة البطرسية أشهر كنيسة كرست اسم الرسولين "بطرس" و"بولس"، حيث تقع  في شارع رمسيس بالعباسية، ويوجد بها  المدفن الخاص بعائلة بطرس غالي باشا.

 

اعلان