أشلاء بين الكراسي والأخشاب.. قصص حزينة من «قاعة الدم» بالكنيسة البطرسية
من بين الناجين من حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع صباح أمس الأحد بحي العباسية بالقاهرة، وقفت السيدة "فيري" تتأمل ما حدث، وهي غير مصدقة أنَّ "الإرهاق" الذي حل بها في الصباح وأجبرها على العودة إلى منزلها كان سببًا في نجاتها، وأولادها الثلاثة من موت محقق.
القدر أنقذها وأطفالها
بعد سماعها أنباء التفجير، عادت فيري "32 عامًا" إلى الكنيسة البطرسية، وهناك قالت لـ"الأناضول": "لقد أنقذني القدر أنا وأطفالي الثلاثة، فبعد أن أنهيت صلاة الليل، ومكثت داخل الكنيسة حتى الثامنة صباحًا، شعرت بإرهاق شديد ما دفعني للعودة إلى المنزل".
وأضافت: "سمعت بخبر التفجير من وسائل الإعلام فور عودتي للمنزل، فعدت مسرعة للكنيسة لأتابع الحادث وأطمئن على أصدقائي".
أشلاء وسط الكراسي والأخشاب
قريب منها، لكن بملابس ملطخة بالدماء، وعيون لم تجف من الدموع وجسد يرتعش، وقف "بيتر" يسترجع ذكريات الساعة الماضية التي فقد خلالها أمه وشقيقته مع عشرات غيرهما كانوا يؤدون الصلاة.
بيتر قال إنَّه سارع بمجرد سماعه دوي الانفجار إلى قاعة النساء لإنقاذ أمه وشقيقته، لكنه وجدهما "أشلاء ممزقة وسط كراسي وأخشاب محطمة".
وأضاف: "فقدت السمع لبعض الوقت بسبب صوت الانفجار القوي، كما أصبت بانهيار عصبي ما زلت أعاني منه حتى الساعة"، قبل أن يعود ويكرر: "فقدت أمي وشقيقتي في ثوانٍ معدودة".
عامٌ على عرسها
أمَّا داخل مستشفى"دار الشفا" القريب من الكنيسة فكانت صرخات ذوي الضحايا تغطي على كل شيء.. وبالكاد قالت سيدة في العقد الثالث من العمر إنَّها فقدت في هذا التفجير، شقيقتها التي لم يمر على عرسها سوى عام واحد.
وذكرت بصوت تخنقه العبرة: "ليس لي في الدنيا غيرها بعد وفاة أبي وأمي منذ فترة وجيزة"، مشيرة إلى أنَّها تتمنى "القصاص العاجل من الإرهابيين والقتلة"، حسب وصفها.
وسقط 25 قتيلًا و49 جريحًا إثر تفجير وقع بالكنيسة البطرسية الملقحة بالكاتدرائية بالعباسية، صباح أمس.
وأمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام بالتحفظ على كاميرات المراقبة المتواجدة داخل وخارج الكنيسة المستهدفة والكاتدرائية، وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات بشأن الحادث والتوصل إلى مرتكبيه والمحرضين عليه لتحديد المسئوليات الجنائية.
وذكر بيانٌ صادرٌ عن مكتب النائب العام أنَّ النيابة العامة اتخذت إجراءات مناظرة جثامين القتلى، وأمرت بندب الطب الشرعي لتوقيع الكشف عليها وتحديد أسباب الوفاة والتصريح بدفنها.
وانتقل فريق محققي النيابة العامة إلى المستشفيات للاستماع إلى شهادات المصابين جراء الحادث، وتكليف المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات بإجراء المعاينة لموقع الانفجار ورفع آثاره وفحصها وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفني اللازم.
وأدان الرئيس عبد الفتاح السيسي التفجير، مؤكِّدًا أنَّ مثل هذه الحوادث لن تؤثر على "وحدة وتماسك المصريين"، معلنًا الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام.
وقال الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان إنَّ أغلب الضحايا نساء وأطفال، لافتًا إلى أنَّ الانفجار وقع في الهيكل الأيمن المخصص للسيدات، لافتًا إلى نقل المصابين لمستشفى دار الشفاء ومستشفى عين شمس التخصصي.
وكلَّف اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث للتوصل إلى المتورطين في التفجير.
وأمر الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي بعلاج المصابين في مستشفيات القوات المسلحة على الفور.