بالصور| التطوير يهدد باغتيال أشجار نادرة في أقدم مدارس الإسماعيلية

كتب: ولاء وحيد -نهال عبد الرءوف

فى: تقارير

13:30 22 ديسمبر 2016

اغتيال الأشجار النادرة بالإسماعيلية بات مسلسلًا يوميًا يتكرر في جنبات المدينة التي اشتهرت منذ نشأتها مع حفر قناة السويس  بمساحتها الخضراء وحدائقها الغنّاء.. أشجار يافعة عمرها من عمر المدينة صارت مهددة بالقطع والإزالة من أجل التطوير والتجميل الصناعي.

 

هكذا يبدو الحال داخل أماكن متفرقة بالمدينة ولعل أبرزها التهديدات الأخيرة لواحة الأشجار داخل مدرسة قناة السويس للغات – أقدم مدرسة بالمدينة - فتحت شعار تطبيق معايير الجودة في التعليم بدأت إدارة مدارس هيئة قناة السويس للغات تتخذ إجراءات لإزالة وقطع الأشجار النادرة المتواجدة بفناء المدرسة والتي تعد أقدم مدرسة في المحافظة بهدف توسعة الفناء لمطابقة معايير الجودة التي تفرضها وزارة التربية والتعليم على المدارس.

 

حملة توقيعات إلكترونية قادها خريجي المدرسة ومذكرة مكتوبة قدمها الطلاب القدامى وأولياء الأمور للطلاب الحاليين للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس لمنع القرار ووقف تنفيذ مجزرة الأشجار كما وصفوها.

 

وتقول الدكتورة دينا ياقوت احد خريجي المدرسة القدامي "فوجئنا أن ادارة مدرسة هيئة قناة السويس للغات بصدد اتخاذ  قرار بقطع و إزالة أشجارالمدرسة التاريخية والمتواجدة بالمدرسة منذ أكثر من مائة عام لتوسعة ملاعب المدرسة للحصول على شهادة الجودة.

 

وتابعت: "هذه الأشجار لها  قيمة أثرية و تاريخية لبلادنا و كانت شاهدة على تاريخ قناة السويس الحافل بالثقافات المتعددة، والمبانى المعمارية التى تؤرخ لتاريخ الإسماعيلية المتميز والمتفرد على مدار التاريخ الحديث.

 

وطالبت ياقوت بالحفاظ على تراثنا الغالى و ايقاف هذا الاجراء الذى من شأنه ان يضر بميراثنا الثقافى و التاريخى و الذى اصبح الشغل الشاغل لأهالى الاسماعيلية هذه الايام.وأشارت انهم تقدموا بمذكرة عاجلة للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس لمطالبته بالتدخل وإيقاف المذبحة بإعتباره رئيس الهيئة التي تتبع لها المدرسة.

 

وجاء بالبيان الذي تداواله أهالي الإسماعيلية إلكترونيًا "أن مدرسة هيئة قناة السويس للغات – سان فنسان دو بول سابقا - ليست مدرسة عادية، هى مدرسة بعمر الاسماعيلية و اشجارها من هذا الميراث.. هى مدرسة تخرج منها خريجون مصريون و من جميع الجنسيات يخدمون فى شتى أنحاء العالم و فى كل المجالات بكل فخر بانتمائهم لهذه المدرسة العريقة وفخورون بميراثها التاريخى و الحضارى وساءهم كثيرًا ما سيحدث بمدرستهم خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها هذا الإجراء الحزين للأشجار العريقة."

 

وقالت فرح وائل طالبة بالصف الأول الثانوي بالمدرسة، "جودة التعليم عليها أن تنظر للمناهج العقيمة وطرق التدريس وسلامة بناء المدارس وتجهيزات المعامل وقاعات الأنشطة وليس لقطع الأشجار ".

 

وقال محمد أحمد مهندس وخريج المدرسة، "أرى أن مذبحة الأشجار بات مسلسل متأمر من الأجهزة التنفيذية بكافة مستوياتها لحرمان المدينة من مسطحاتها الخضراء، فهناك مذبحة أشجار وقطع جائر يحدث حاليًا بالشارع التجاري وأمام مبنى المحافظة، وتحت سمع وبصر المحافظ وبأيدي عمال الحي تحت دعوى تأمين الشارع الذي يعج بالمصالح الحكومية، والآن تحت دعوى الجودة يتم النيل من الأشجار القديمة داخل المدرسة ".

 

وناشدت عايدة علي وإحدى خريجات المدرسة المتخصصين بكلية الزراعة جامعة قناة السويس لتشكيل لجنة علمية بيئية تعيد الكشف على الأشجار النادرة ويتم حصرها ووضع تصور بيئي للحفاظ عليها ومعالجة الأشجار المريضة منها حتى لا نستيقظ في يوم على كارثة إزالة ودمار  الغطاء الأخضر داخل المدينة .

 

 

اعلان