بالتدريب والخطب المكتوبة.. الأزهر والأوقاف يجددان الخطاب الديني

كتب: فادي الصاوي

فى: تقارير

11:23 01 يناير 2017

تتجه مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف إلى تدريب الوعاظ والأئمة، وإعداد خطب مكتوبة كخطوة رئيسية على طريق تجديد الخطاب الديني، بعد عامين من الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادات المؤسسات الدينية بمصر بالقيام بثورة دينية على الثوابت والمعتقدات الخاطئة التى علقت فى أذهان البعض وتسبب في إسالة الكثير من الدماء.

 

فبعد أن شكَّل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لجنة لإصلاح التعليم ما قبل الجامعي في الثالث من سبتمبر عام 2013، لإعداد مناهج تقوم على التعددية التي تحترم كل الآراء، ليصعب على الطالب أو العالم الأزهري أن يُستقطب ليُكفر الرأي الآخر الذي يخالفه، شرع الأزهر في الإعلان إنشاء أكاديمية لتدريب الأئمة والوعاظ، خاصة بعد أزمة الخطبة الورقية التي افتعلها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

 

وأكد الأزهر، أنه لن يعين الإمام أو الواعظ إلا إذا درس في هذه الأكاديمية وحصل على كورسات مكثفة في الشريعة والفتوى تؤهلهم للقيام بمهمتهم على أكمل وجه.

 

وفي تصريحات له أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن هذه الأكاديمية ستتكون من قسمين، القسم الأول تأهيلى: وهو يقبل الراغبين فى الالتحاق بالعمل الدعوى أو الإفتاء ممن تخرجوا فى الكليات المتخصصة، والفرق بين الدراسة لهؤلاء الدارسين فى الأكاديمية وبين الدراسة الجامعية، أن الدراسة فى الأكاديمية ستركز على الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية والتأكد من صلاحية الدارس فكريا ونفسيا وعلميا وجسديا من مباشرة العمل الدعوى، حيث سيكون التقدم للوعظ أو الإمامة أو الإفتاء مقصورا على خريجى الأكاديمية حتى لو كان من أوائل الكليات الشرعية ومدة الدراسة ستة أشهر.

 

وأما القسم الثانى -حسب شومان - تدريبى: وهو معنى بعقد دورات تدريبية متكررة للعاملين فى مجالى الدعوة والإفتاء لرفع الكفاءة من خلال المعالجات الشرعية للمستجدات على الساحة الدعوية، وسيكون اجتياز هذه الدورات بابا مهما للحصول على الحوافز وربما يربط بالترقيات وشغل المواقع القيادية.

 

بدورها أحكمت وزارة الأوقاف سيطرتها على معظم المساجد، وعملت على عدم تمكين أى شخص من الخطابة أو أداء الدروس الدينية بالمسجد ما لم يكن مصرحا له بالخطابة، كما عممت الخطبة الموحدة، وطالبت الأئمة بالالتزام بنصها أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، مؤكدة استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة، أو الدروس والقوافل الدعوية.

                

وأنشأت أكاديمية الأوقاف للتدريب فى بداية عام 2016، بعدها أقامت الأوقاف عدة مؤتمرات رفعت شعار تجديد الخطاب، وترأس الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اللجنة العلمية التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيلها لإعداد خطة علمية مدروسة لخطبة الجمعة.

 

تضمنت اللجنة نخبة من كبار علماء الدين، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وتقوم على رصد القيم التي يجب العمل على ترسيخها سواء في مجال العمل والإنتاج، أم في مجال القيم والأخلاق، أم في المجالات الاجتماعية والأسرية والتربوية، والانتماء الوطني.

 

 وتعمل اللجنة أيضًا على رصد الآفات والمشكلات والانحرافات السلبية، والعمل على معالجتها وتخليص المجتمع منها، بحيث ترصد الخطة 54 موضوعًا للعام الأول كخطة قصيرة المدى، و270 موضوعًا في الخطة المتوسطة المدى خمسة أعوام تشمل العام الأول، على أن تراعى المناسبات الدينية والوطنية في كلتا الخطتين، ثم تقوم لجنة متخصصة بإعداد هذه الموضوعات إعدادًا متميزًا ومراجعتها مراجعة دقيقة، ولجنة أخرى بتقييم الأداء والأثر.

 

يصاحب ذلك برامج تدريبية متميزة للأئمة المتميزين ولجميع الأئمة لرفع مستوى أدائهم المهني إلى الدرجة التي ترقى إلى التنفيذ المتميز لهذه الخطة مع برامج تحفيزية للأئمة الأكثر تميزًا.

 

وتتولى عملية التدريب بالأوقاف الإدارة العامة للتدريب التى يرأسها الشيخ أحمد تركي، وصاحب فكرة إنشاء أكاديمية الأوقاف للتدريب واللغات، حيث تتولي الإدارة عقد دورات نوعية مختلفة لـ60 ألف إمام، ومنها الدورة التأهيلية، ويحصل عليها الإمام فور تعيينه ومن خلالها يؤهل، ويكتب له تقرير صلاحية على أساسه يثبت في وزارة الأوقاف.

 

تعقد الإدارة أيضَا بحسب تصريحات الشيخ أحمد تركي، تدريبات للإداريين بالوزارة لرفع كفاءة الموظفين بالأوقاف على مستوى المديريات والديوان العام.

 

وعن أكاديمية الأوقاف للغات أوضح تركي أن التصور الكامل للأكاديمية يقوم على تدريب الأئمة تدريبا نوعيا على مستوى اللغات والمهارات والإدارة والتربوي، ويكون فيها قسما بحثيا لرصد كل مشكلات الشباب الفكرية ورسم خريطة فكرية للشباب بحيث يتم تدريب الأئمة على كيفية مواجهة قضايا الشباب المختلفة كالإلحاد والمخدرات والمراهقة.

 

 وتقدر مدة الدراسة في هذه الأكاديمية بشهر واحد يتفرغ خلاله الإمام للدراسة فقط على أن يخصص له مسكن ملائم ويصرف له بدل إعاشة، فضلاً عن استمرار صرف البدل المخصص له من المديرية التابع لها.

 

بدأت الأكاديمية أعملها بعقد دورات لخريجي كلية اللغات والترجمة قسم الدراسات الإسلامية شعب اللغة الإنجليزية و الفرنسية و الألمانية، وقررت الوزارة أن يكون لخريجي هذه الأكاديمية الأولوية في الابتعاث خارج مصر دون إجراء اختبار لهم عند سفرهم.

 

اعلان