دمرها غياب السياحة والغلاء
بالصور| صناعة «الجريد» بقنا.. أنامل ذهبية تصارع من أجل البقاء
داخل إحدى المنازل بمدينة نقادة جنوب محافظة قنا يجلس محمد سعيد، ممسكاً بأدواته التي توارثها عن أجداده يُقلم ويُقطع "جريد النخل"لتخرج من تحت أنامله أشكالاً فنية ظلت مقصداً للسياح لسنوات طويلة.
محمد يصف نفسه بـ"الفنان" الذي لا يستعصي عليه شئ في صناعة الجريد من أساس منزلي كالترابيزات، والكراسي، ومشغولات الجريد التي تزين مداخل القرى السياحية والكافيهات، داخل مصر وخارجها.
في مدخل منزله الذي اتخذه ورشة له يمسك محمد بـ "ساطور" يقطع به أعواد الجريد علي "قرمة" مثبتة في الأرض من الخشب، ولسان حاله "ابعت يارب الرزق من عندك"، مؤكداً أنه كان يسافر لدول أجنبية منها الصين للترويج لمشغولاته،إلى تراجع السياحة منذ ثورة يناير لم يتبق من الحرفة سوى صناعة أقفاص الطماطم، والتي باتت هي أيضاً مهددة بالاندثار مع دخول الاجولة البلاستيك في أسواق الخضروات.
ويشير الي أن المهنة بدأت في الانهيار بسبب ارتفاع أسعار الجريد التي وصلت إلى الضعف، مما ساعد على قلة الطلب، وبالتالي امتنعت عن صناعة أي قطع فنية. باستثناء بعض الكراسي، والمشغولات التي نحاول عرضها أمام المنزل، ولكن هجمات شرطة المرافق المتتالية منعتنا منها
وأوضح أن حاله كحال العشرات من أبناء مركز نقادة الذين تربوا علي الحرف منذ صغرهم، يجلسون الآن يدعون الله الفرج، وينتظرون موسم الطماطم لصناعة الأقفاص.
وأكد سعيد أنه حارب كثيراً، هو وأبناء نقادة من أجل اقامة مشروع المدينة الحرفية، الذي تم تخصيص له 10 أفدنة بالظهير الصحراوي بالمدينة، إلا أن هذا المشروع توقف فجأة، ودون دون إبداء أية أسباب.
وناشد محمد سعيد،محافظ قنا وجميع المسئولين بسرعة انهاء المدينة الحرفية ولم شمل أبناء الحرف المختلفة لكي تعود إلى سابق عهدها، وتزدهر حركة السباحة بنقادة، بدلاً من تحولها لبلده طاردة لخيرة شبابها.