أزهريون عن «فيلم مولانا»: تناول واقعًا.. وأخطاؤه الدينية بالجملة
أكد عدد من الأزهريين الذين شاهدوا فيلم "مولانا" ، أن الفيلم لا يحمل أى إساءة للأزهر أو زيه وإنما تناول شخصية واقعية، إلا أن السياق الدرامي شهد أخطاء دينية بالجملة منها قراءة بعض الآيات بشكل خاطئ، كذلك تناول قضية عقدية وهى "الشك عند سيدنا إبراهيم " لم تكن بصورة صحيحة، ما كان يستلزم بالاستعانة بمتخصصين.
وأوضح الأزهريون لـ"مصر العربية"، أن فكرة الفيلم تكاد تكون ملخصة في كره مؤلف الفيلم للاتجاه السلفي وأثره على المجتمع، وأنه كشف حقيقة اللعبة السياسية في العهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، لتسييس بعض رموز الدعوة.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية "حاتم" الشيخ المنضبط والمثقف واللبق والذكي والمحنّك وغير المنافق أو المميع أو المتشدد، يمر بظروف عائلية صعبة حيث يمرض ابنه، فيقطع عن الناس فترة من الزمن يعود بعدها للإعلام ويزداد حبه للشهرة من أجل جمع الأموال لينفق على ولده المريض، خاصة وأنه إمام بالأوقاف يتقاضى شهريا 1700 جنيها يتركه لسائقه.
خلال أحداث الفيلم يستدعي أحد قيادات الدولة البارزين الشيخ حاتم، ويخبره أن أخو زوجته ارتد عن الإسلام وتنصر، وأنه هو الوحيد القادر على إقناعه وإعادته إلى صوابه خاصة بعد فشل قيادات أزهريين فى القيام بهذه المهمة، وإلا سيقتل هذا الشاب حتى لا يؤثر على سمعة العائلة.
في البداية حاول الشيخ " حاتم" مع حسن الشاب الذى تنصر وقابله عدة مرات وناقشه في بعض المسائل الدينية، ومع الوقت مارس جهاز الأمن الوطني ضغوطا على مولانا بأساليبه المعروفة، فدبر له خطة محكمة وصوره مع امرأة، واعتقلوا شيخه بتهمة التشيع للضغط عليه، خاصة بعد اطلاعه على مستندات تدين أحد رجال الدولة الذين يتم تجهيزهم لتولى رئاسة الجمهورية.
وفى نهاية الفيلم اكتشف أن الشاب من العائلة صاحبة النفوذ لم يتنصر وأنه متطرفة وأخذ حيلة التنصير من أجل الدخول إلى الكنيسة وتفجيرها... الفيلم من تأليف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي وإخراج مجدي أحمد على، وبطولة عمرو سعد.
بدوره قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق وأستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه لم يشاهد الفيلم بالتالي لا يستطيع الحكم عليه.
وأضاف لـ"مصر العربية"، لسنا ضد أى عمل فني يقدم ينقل صورة واقعية عن الإمام بكل ايجابياته وسلبياته، مشيدا بمسلسل إمام الدعاة الذى قام ببطولته الفنان حسن يوسف وجسد فيه شخصية الشيخ محمد متولى الشعراوي.
من جانبه أكد الشيخ أحمد البهي، إمام مسجد سيدي جابر بالإسكندرية، أنه شاهد فيلم مولانا ويرى أول فيلم يحاول الدفاع عن الإسلام ضد بعض الشبهات المثارة حوله، ويعلن تبرؤه من الجماعات المتطرفة، حتى وإن لم يكن ذلك بقصد رئيسي من صانعيه ، وإن كان الرد غير مستوفي أو ليس بالصورة الأنسب ، ولكن لأن السياق الدرامي متسارع".
وأشار البهي إلى أن شخصية الإمام في الفيلم هي لرجل دين لبق وذكي ومحنّك غير منافق أو مميع أو متشدد، وإن ظهرت عيوبه الشخصية في السعي وراء الشهرة والأضواء والمال ( كما يحدث مع البعض )، ولكن يحسب له أنه لم ينافق أو يقول ما لا يقتنع به .
وعدد إمام مسجد سيدي سالم بعض عيوب الفيلم، ومنها وجود مشكلة في تلاوة بعض الآيات بصورة خاطئة، وبعض أحكام شرعية كان فيها مغالطات، وفي تناوله لقضية عقدية وهى "الشك عند سيدنا إبراهيم " لم تكن بصورة صحيحة، وكان ينبغي لهم الاستعانة بمتخصصين.
وأكد أن الفيلم يُحسّن من صورة رجل الدين الإسلامي وذلك إذا قارنَّاه بأفلام أخرى، ويبين حقيقة اللعبة السياسية في العهد السابق لتسييس بعض رموز الدعوة، لافتا إلى أن التيار السلفي من حق أن يغضب من الفيلم جداً لأنه كشف كيف تم تجنيدهم بواسطة أمن الدولة في عهد مبارك وهذه حقيقة – حسب قوله.
وأشار إلى أن الفيلم أعاد فتح ملف أحداث كنيسة القديسين، ووضع خيوط جديدة لكشف الجريمة ، كما تعرض للخلاف السني الشيعي سريعاً ولم يأت برأي واضح يتبناه، مختتما تصريحاته : "بعد مشاهدة الفيلم شكيت إن مؤلفه هو إبراهيم عيسى، ومخرجه هو مجدي أحمد علي".
وافقه الرأي محمد عبوده الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الذى أكد بعد دراسة تحليلية للفيلم أنه لا يسيء إلى الأزهر، وأنه حكى واقعا حقيقيا في بعض جزئياته من مظاهر للغلو والتشدد ممن يتكلمون باسم الدين أو فهوم مغلوطه، لافتا إلى أن فكرة الفيلم الرئيسية تكاد تكون ملخصة في كرهه للاتجاه السلفي وأثره علي المجتمع.
كما عدد الواعظ بالأزهر، بعد الأفكار التى يروج لها الفيلم ومنها، أنه صور المشايخ الذين يحبون الأكل لدرجة أنهم يأكلون بأيديهم بطريقة بشعة، و الترويج لأفكار مغلوطه مثل إن سيدنا إبراهيم كان يشك في قدرة الله، أساء إلي الصحابة بقول "مولانا" : "الإسلام بعد وفاة النبي تحول إلي سياسة مش دين، كما شكك في بعض أحاديث البخاري.
وتابع :" حرص صناع الفيلم على عدم التفرقة بين السنة والشيعة والإشارة إلى صراع سياسي وليس خلاف جوهري ، كما أن الإسلام والمسيحية دينان متساويان سواء بسواء" .
وطالب الواعظ بالأزهر، بضرورة التجديد والإصلاح في المجال الدعوي والديني بما يناسب الواقع والعصر، دون التخلي عن الثوابت حتي نبين للناس مناهج الإصلاح والتجديد الصحيحة من غيرها.