بالفيديو| «مصنع الصوف».. عودة لإحياء الصناعة اليدوية بمطروح
على بعد 15 دقيقة من شارع الكورنيش بمطروح، وداخل منطقة تخلو قليلاً من السكان يقع معمل محاولة إعادة الصناعة اليدوية المميزة للمحافظة، فحين تلمح عينك لافتة مكتوبا عليها "قرية القصر" وتمر بمركز الأطراف الصناعة بمطروح أعلم أنك وصلت لمصنع "الصوف".
"مصنع الصوف مركز بحوث الصحراء".. لافتة تتصدر المصنع عند دخولك، يصاحبها صوت الماكينات القادم من جهة اليسار، ولابد أن تتبع الصوت حتى تصل إلى وجهتك الأصلية المصنع، الذي بُني في أواخر الستينيات وأغلق فترة طويلة ثم تسلمه مركز التنمية المستدامة بمطروح عام 2001.
يهدف المصنع لتدريب الفتيات على إنتاج المنتجات اليدوية، والحفاظ على التراث البيئي لمطروح - حسب ما أوضحته منال كمال مدير إدارة تنمية القرية بديوان عام محافظة مطروح، التى أشارت إلى أن المصنع حاليا في مرحلة التطوير، فتم دعمه بمليون ونصف جنيه من قبل وزارة السياحة لشراء 3 ماكينات غسيل، ماكينة عصر، و2 ماكينة تجفيف.
في مايو من كل عام يتم "جز" أصواف الأغنام والتي يتم توريدها للمصنع للاستفادة بها في عمل المنتجات المختلفة، ويقول عمر رحومة مسعود مدير وحدة الغزل وصناعة الصوف بمركز التنمية المستدامة بمطروح، إن الهدف الأساسي وراء المصنع هو الحفاظ على هذه الصناعة والمنتج البيئي ورفع العائد الاقتصادي لمربي الأغنام، عن طريق تسويق الصوف والاستفادة منه.
تعتبر محافظة مطروح من أكبر المحافظات إنتاجا للأصواف في مصر، وذلك حسب قول رحومة، الذي بدأ يشرح مراحل تحويل الصوف إلى خيط، وتبدأ بجمع الصوف من المربي، ثم فصله بناء على الألوان، حيث ينقسم الصوف إلى"أسود، أبيض، بني" ثم يدخل إلى مرحلة الغسيل، فالعصر، ثم التجفيف.
عقب تجفيف الصوف يدخل إلى ماكينة "الديبة" وتعمل على"فك الصوف" ليخرج من فتحة بالجدار تؤدي لحجرة أخرى تضم ماكينة "المضرب"، والتي تنظف الصوف من الشوائب، ينتقل بعد ذلك لماكينة التسريح التي تحيل الصوف من قطع منفصلة إلى شريحة واحدة، ثم يتحول إلى خيوط عقب نقله لماكينه الغزل.
يضم المصنع كافة الماكينات التي تسهل إنتاج الصوف عدا ماكينة الصبغ، والتي طالب رحومة بتوفيرها مؤكدا أنها اللمسة النهائية للصوف والتي تغنيهم عن الاستعانة بغيرهم في صباغة الصوف وإعادته مرة أخرى لـ"الهنجر" الخاص بصناعة المنتجات اليدوية.
عدم وجود التسويق الجيد هي العقبة الوحيدة في طريق المصنع، حيث طالبت مدير إدارة تنمية القرية بأن تساعد الدولة في التسويق لمنتجاتهم، مؤكدة أنهم يهدفون لإنتاج منتج عالمي مميز لمحافظة مطروح.
في الجهة المقابلة للمصنع يقع المقر الفني، والذي يضم عدد من الفتيات يغزلن بأيديهن "سجاد العقدة، الجبلان، الكليم، البطانية الصوف" ، ويقول إسلام عيسى المسئول المالي والإداري بالمصنع، : إن "الهنجر" المقابل للمصنع هو خاص بتدريب الفتيات، ويضم عدة أقسام سجاد العقدة، الجبلان ، الكليم، وغيرها.
يعلن المصنع عن دورات تدريبية للفتيات، يتم تدريبهم لمدة 6 أشهر، وتستعير أحد "الأنوال" في منزلها، ويقوم المصنع بتسويق ما ينتجه، مشيرا إلى مراحل الإنتاج فتبدأ الفتاة بـ"تسدية النول"، ثم تقوم برسم الحوايا بالخيوط دون وجود رسم تلتزم به، مؤكدا أن كافة الأشكال تكون إبداع خاص بالفتيات.
وأمام أحد الأنوال تجلس نسمة شريف، تتسارع يداها في نغمة لا يمكن أن ترصدها عيناك دون تدقيق طويل، فتقول : إنها بدأت في المصنع كمتدربة منذ حوالي 8 سنوات، ثم عملت في المصنع وأصبحت مدربة للفتيات"، مؤكدة أن هدفها من العمل في المصنع ليس الربح المادي، وأنها أصبحت تهوى هذه المهنة وتملك فيها من الخبرة ما يمكنها من مساعدة غيرها.
شاهد الفيديو..