بالصور| في قنا.. «خطف الأطفال».. واقع أم شائعات؟
"خايفين على أولادنا من الذهاب لمدارسهم أو دروسهم الخصوصية"، بتلك الكلمات عبّر عدد من أهالي قنا، عن قلقهم الشديد على أبنائهم نتيجة وقائع خطف مروعة شهدتها المحافظة، بعد تغيب أطفال عن منازلهم، وعُثر على بعضهم جثثًا هامدة، وآخرين لم يستدل عليهم حتى الآن.
واتهم عدد من الأهالي الأجهزة الأمنية بالفشل – على حد قولهم- في مواجهة تلك الظاهرة التي بدأت تلقي بظلالها خلال الشهور الأخيرة، لافتين إلى أن البعض منهم لجأ لقطع الطرق في محاولة ضغط على الشرطة لبيان حقيقة تلك الوقائع كونها «خطف واقع» أم شائعات يرددها البعض؟.
مطالبات بطرد الغرباء
طالب أهالي بقرى محافظة قنا، بتنظيم حملات شعبية تجوب الشوارع تقوم بإلقاء القبض على الغرباء الذين يتجولون فى القرى والنجوع وخاصة المتسولين، واصفين إياهم بأنهم هم المصدر الرئيسي لخطف الأطفال.
وعلق الأهالي لافتات على أسوار المدارس والمنشآت الحكومية تطالب المواطنين بالإبلاغ الفوري عن كل شخص أو سيدة تتسول في الشوارع وتحمل إطفالاً قد يكون تم إختطافهم من ذويهم.
وقال محمد محسن، موظف، إن حالة الذعر التي تسيطر على الأهالي بمحافظة قنا لم يسبق لها مثيل، والأمن فشل في الفترة الأخيرة في ضبط هذا الأمر حتى أصبحت السرقات في الشوارع في وضح النهار، من سرقات لشنط السيدات والمحمول من المارة، وعشرات الحالات خطف دراجات بخارية.
وناشد محسن الأجهزة الأمنية ببيان حقيقة هل يوجد عصابات خطف لتجارة الأعضاء فعلاً أم كونها إشاعات كونت للأهالي حالة من القلق دفعتهم يخرجون بأبنائهم إلى المدارس وينتظرونهم وقت الخروج.
وأشار كمال ابراهيم، ناشط حقوقي، إلى أن الأجهزة الأمنية لا تريد أن تعترف بوجود تقصير أمني خلال الفترة الأخيرة، موضحًا إلى أنه هناك سيدة وطفل، اختطفوا منذ عدة سنوات وبدلاً من أن يعثر الأمن عليهم ألقوا بتهم، وإساءة لسمعة السيدة، وحتى الآن لم يعرف لها طريق.
وتابع الناشط الحقوقي أن هناك 3 أشخاص مقيمين نجع البيجية ونجع الجامع التابعتين لقرية أولاد عمر ومركز دشنا مخطتفين من منازلهم لمدة تزيد عن 5 سنوات ولم يستدل عليهم حتى الآن.
وطالب الناشط الحقوقي بأن يخرج مدير الأمن إلى وسائع الإعلام ويروي كل واقعة بالتفصيل، وإن كان هناك قصور يعترف بذلك، لكن التجاهل والنفي والتكذيب يزيد الأمر تعقيدًا بل جعل الأهالي في حالة غليان لا ندري إلي أي حال سيصل.
وشهدت محافظة قنا خلال شهر مارس الجاري غياب لفتاة في الثانوية العامة بمدينة قنا، وطفل يبلغ من العمر 9 سنوات بمنطقة الحميدات، وطالبة في معهد التمريض بقرية المراشدة بمركز الوقف، فضلاً عن حالات عادت بعد نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرين لقوا مصرعهم.
وتجهر الأهالي في مدينة قنا على مدار الأسبوع الماضي والجاري في 3 وقفات احتجاجية وقطع طريق من قبل أهالي للضغط على الأمن لإعادة فتاة تغيبت عن منزلها منذ ما يزيد عن 20 يومًا، ولعودة طفل تغيب عن منزله منذ 3 أيام.
ونظم أهالي منطقة الشؤون شرق مدينة قنا، الأحد، وقفة احتجاجية رفعوا خلالها لافتات تندد بتقاعس الأمن في كشف واقعة تغيب "مارينا نشأت لبيب"طالبة بالثانوي العام بعد خرجت إلى إحدى الدروس الخصوصية ولم تعد لمنزلها.
وهاجم المحتجون رجال الأمن مرددين هتافات منها "يا داخلية فينك.. فينك"،و"الخطف أصبح إدمان"يحيا الهلال مع الصليب"،"محافظ قنا عاوزين بنتا.. استغاثة من مسلمين وأقباط أغيثونا من التقصير الأمني".
وفضت قوات الأمن الوقفة الاحتجاجية للأهالي وألقت القبض علي 16 شخصًا، بدعوي قيامهم بأعمال الشغب وقطع لطرق حيوية،ولم يتبعوا الطرق القانونية رغم تحريرهم محضر بتغيب الطالبة،وتنظيمهم وقفة قبلها بأسبوع تتهم الأمن بالتقصير في إرجاع الفتاة وكشف حقيقة تغيبها.
وقطع أهالي منطقة الحميدات غرب مدينة قنا منطقة الدولفين امتدادًا بكوبري دندرة، وانضم إليهم المئات من المواطنين الغاضبين في محاولة للضغط على الأمن لإعادة طفل يدعي يوسف حمدي 9 سنوات تغيب عن منزله منذ عصر الجمعة، ورفض الأمن تحرير محضر إلا بعد مرور 48 ساعة.
وقائع انتهت بالقتل
ونفي مصدر أمني أن بمديرية أمن قنا أن تكون وقائع تغيب الأطفال بدعوي وجود عصابات لتجارة الأعضاء، وأن الحديث المتكرر ما هو إلا دعوات يطلقها البعض لبث الذعر بين الأهالي وزعزعة الأمن، مؤكدًا أن حالات التغيب التي حدثت في قنا خلال الشهور الأخيرة كانت بسبب خلافات أسرية أو خلافات الجيرة أو بدعوى السرقة وتم التعامل معاه وفقاً للقانون.
وأوضح المصدر لـ"مصر العربية" أن واقعة تغيب طفل بقرية الزوايدة والعثور على جثته داخل جوال ملقاة بجوار ترعة، كانت بسبب خلافات والدة الطفل مع جيرانهم وتم القبض على سيدة ونجلتها لقيامهم بخطف الطفل وخنقه.
وأضاف "المصدر" أن واقعة تغيب طفلة والعثور على جثتها في قرية المراشدة كانت بسبب السرقة من فتاة والقي القبض عليها، وكذلك بنجع حمادي مقتل طفتلين كانتا بسبب خلافات زوجة الاب علي الميراث فقررت الانتقام من طفلة الزوجة الثانية وصدقيتها شاهدت الواقعة فقتلت أيضًا.
وأشار المصدر الأمني، إلى أن هناك أكثر من واقعة كانت هروب أطفال من أسرهم إلى القاهرة بدعوي الخلافات الأسرية وتم عودتهم ولم يكونوا مختطفين نهائيًا وآخرهم طفل بقرية الغرب بهجورة سرق والده وتوجه إلى القاهرة، والأمن إعاده لأسرته.
وأكد المصدر أنه بالفعل خلال فترة ما بعد ثورة يناير كانت هناك وقائع خطف متعددة بدافع طلب فدية مالية وكانت الأجهزة الأمنية تنجح في إرجاعهم والقبض على عصابات الخطف، والبعض الآخر كانت الأسر لا تحرر محضرًا ولاتبلغ الأمن وكانوا يدفعون الفدية.
الطالبة مارينا نشأت لبيب "متغيبة"
الطالبة رانيا الراعي "متغيبة"
الطفل يوسف حمدي "متغيب"