بعد انتشار القتل والاغتصاب .. غابت العدالة أم تفكك المجتمع؟

كتب: منتصر أبو سليمان

فى: تقارير

10:38 28 مارس 2017

قتل، اغتصاب، سرقة .. تشابهت الوقائع واختلفت المناطق في أنحاء الجمهورية، لا يمر يوم إلا وتحدث جريمة وقد تحدث أكثر من حالة في يوم واحد، بعضها المجني عليه شاب أو عجوز أو فتاة أو حتى طفلة كما حدث في واقعة اغتصاب الطفلة جنا المعروفة إعلامية بـ"طفلة البامبرز" على يد شاب عاطل عمره 35 عاماً فى إحدى قرى الدقهلية.

 

"مصر العربية" استطلعت رأي عدد من الخبراء اﻷمنيين حول أسباب انتشار هذه الظواهر مؤخرا وطرق معالجتها، يقول  اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن نشأة الفرد داخل مجتمع يمارس العنف يؤثر وجدان وشخصية الشخص منذ طفولته، فمثلًا عندما يولد الطفل ويجد والده مجرما ويمارس أعمال السرقة والقتل والنصب والاغتصاب والبلطجة، فمن الطبيعى أن يكتسب الطفل تلك السلوكيات السلبية الفاسدة، ويخرج إلى المجتمع مجرم آخر.

 

وأشار المقرحي لـ"مصر العربية"،  إلى أن الأسرة هى المكون الأول لشخصية الطفل والمسئولة عن تكوين شخصيته سواء من الناحية العقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمانية والاجتماعية والنفسية، وانها تعتبر السبب الرئيسي فى تنشئة الشخص، وإذا ما كانت الأسرة تلعب دورًا فى إكساب الشخص صفات حميدة، فمن شأنها أيضًا أن يكون لها  دور مؤثر فى الانحراف والسلوك العنيف.


وأضاف: أنّ حياة الطفل داخل مجتمع يواجه تفككا ومشكلات متعددة داخل الأسرة وخضوعه لأعمال عنف من والده ووالدته،كل هذا يكسب شخصية الطفل الطابع العنيف الذى يصدره إلى المجتمع فى صورة مغتصب وقاتل وسارق وغيرها من الأعمال الإجرامية التى يقوم بتطبيقها فى المجتمع.


وفى نفس السياق، يقول اللواء جمال عبد العال، عضو مجلس النواب، ومساعد وزير الداخلية السابق، إن وسائل الإعلام كان لها دورًا بارزًا خلال الفترة الأخيرة فى انتشار ظواهر العنف والتى كان من أهمها الاغتصاب، مشيرًا إلى أن المشاهد العنيفة التى يشاهدها الأطفال والمراهقين، دفعتهم إلى تطبيق تلك الأفعال فى محاولة منهم لتطبيق تلك الحركات العنيفة واستخدام الأسلحة كنوع من البلطجة وخاصة أن وسائل الإعلام قد عرضت تلك المشاهد على أنها مشاهد بطولية.

 

وأشار عبد العال لـ"مصر العربية"،  إلى أنّ الكثير من الأطفال اعتبروا تلك الأعمال العنيفة هى أعمال بطولية؛ حيث إنها أصبحت متعة لدى الكثيرين وخرجوا ليطبقوها في مجتمعهم مما أدى إلى انتشار تلك الظواهر بشكل كبير، كما أن غياب التعليم وانتشار البطالة فى بعض المناطق كان له دور  أيضًا فى انتشار عنف حيث غابت عن مداركهم أهمية العلم والصفات الحميدة، عندما نشأوا فى مجتمع بعيد عن التنوير.

 

وأوضح عبد العال أن البطالة لها دور فى تنمية العنف داخل الشخص، حيث إن قلة العمل وعدم وجود وظائف خلق حالة من الاكتئاب المزمن والذى يؤدي إلى اليأس وجعل الشخص عدوانيا بشكل كبير، بالإضافة إلى المدرسة والجامعة والتى يجب أن تهتم بهم، حيث لابد أن يكون للمدرسة دور فى الاهتمام بمشكلات التلاميذ وتوافر التوجيه والإرشاد وأن تكون العلاقة بين المدرس وبين الطلاب علاقة صداقة حتى يتمكن المدرس من كسب ثقة التلاميذ وبالتالى حل مشاكلهم وإبعادهم عن المشاكل الموجودة في الشارع وفي الأسرة.

 

فيما أكد اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق، ارتفاع معدلات جرائم الاغتصاب خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى زيادة نسبة المحاضر  التي تحرر يوميًا بشأن هذه الجريمة خاصة في أقسام بولاق الدكرور وإمبابة .

 

وشدد في تصريحات لـ" مصر العربية" على ضرورة تدخل مجلس النواب بتشريعات لتغليظ  عقوبة الاغتصاب، وذلك للحد من هذه الجريمة.

 

 وطالب مساعد وزير الداخلية السابق، بمعاقبة مرتكب جريمة الاغتصاب فى حق من هم أقل من 10 سنوات بالإعدام، وفى حق من هم أكبر من ذلك بالمؤبد، مشيرًا إلى أن تغليظ العقوبات وسن القوانين الحل الأسرع للتصدي لتلك الظاهرة.

 

 ولفت نور الدين إلى أن مرتكب جريمة اغتصاب" طفلة البامبرز"، كان مسجونًا فى قضية قتل، وقد حكم عليه بالسجن 15 عامًا،  ولكنه خرج بعد انقضاء نحو 7 سنوات لحسن سير وسلوك، وهذا خطأ حيث إنه لابد من أن يقضى المسجون فترته كاملة داخل السجن، حتى يكون هناك ردع له.

 
وأشار إلى أن هناك مشكلة كبيرة تواجه السجون المصرية، وتضطر الحكومة إلى إصدار عفو أو خروج قبل انقضاء الفترة، وهى مشكلة التكدس الكبير داخل السجون الذى يسبب الأمراض اللعينة وانتشار الأوبئة، ولذلك يجب على الحكومة العمل فى بناء سجون جديدة حتى تتسع لكل المسجونين، وكذلك حتى يقضى المجرم فترته كاملة داخل السجون، ولا يحدث مثلما حدث مع مغتصب " طفلة البامبرز".

 

اعلان