فيديو| عبد الله رشدي بين نار الأوقاف وجنة الأزهر
"تحويلي لعمل إداري مخالفة للقانون وديكتاتورية شنعاء".. بهذه العبارة هاجم الشيخ عبد الله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفسية وزارة الأوقاف بعد قرار تحويله إلى عملٍ إداري بمديرية أوقاف القاهرة.
وزارة الأوقاف أكدت أنَّ قرارها ليس بسبب مخالفات إدارية، وإنما جاء بسبب تضامن عبد الله رشدي مع الدكتور سالم عبد الجليل، في تصريحاته عن فساد عقيدة المسيحيين، إلا أنّ رشدي أصدر بيانًا أكد فيه أن الوزارة غاضبة من دفاعه المستمر عن الأزهر فى وسائل الإعلام، بعدها حرص على نشر صور شخصية عبر حسابه على "فيس بوك" تجمعه بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مصحوبة بهاشتاج "الأزهر قادم".
وفي لقائه مع الإعلامي أحمد موسي روى رشدي حديثًا دار بينه وبين الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف، قائلاً: "الشيخ جابر كان متضايقًا من دفاعي عن الأزهر، وقال لي بالنص "هو احنا هنقول منعناك علشان بتدافع عن الدين والأزهر والناس تهيج علينا؟ لا . احنا هنعمل لك ملف ميخرش الماء ونشيلك بيه ولما حد يتكلم نقول لهم دا مقصر، وهنجامل بيك الليبراليين والعلمانيين، مش هنخسرهم ونعاديهم علشانك ، فقلت له : سيادتك أنا بدافع عن الدين وبرد الشبهات اللي عملت فينا كدا؟ فغضب وضرب بإيده ع مكتبه، وقال لي أنا بدافع عن دا "الكرسي يعني والمكتب اللي كان حضرته قاعد عليه".
ودخل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على الهواء مع أحمد موسى، وهاجم عبد الله رشدي، واتهمه بشق الصف الوطني وإثارة الفتنة الطائفية بين المصريين.
ونفى وزير الأوقاف ما قاله رشدي بشأن أن سبب تحويله إلى عمل إداري هو دفاعه عن الأزهر، قائلا : "الأزهر هو المرجعية الأساسية، والدكتور أحمد الطيب إمام المسلمين، وهو على المستوى الشخصى شيخي وأستاذي وصاحب فضل، فلا يزايد أحد علينا بأنه يدافع عن الأزهر أكثر منا، أو أن يجعل نفسه شهيد الأزهر".
وأضاف الوزير: "القصة لا علاقة لها بالنظافة هذه قضية إدارية منفصلة ولم يتم إحالة عبد الله بسببها، والإحالة للتحقيق لا تعنى الاتهام، ولو كان هناك تعنت تجاه الشيخ عبد الله رشدي لكان قد تمت معاقبته على الأمور الإدارية، لكن عندما نجد ما يشق الصف الوطني أو يحدث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، فيجب أن نتخذ قرارًا حاسمًا ولا نكيل بمكيالين بحيث نعاقب الشيخ سالم عبد الجليل ونترك رشدي.
ولفت مختار جمعة إلى أنَّ الإعلام ليس محلاً للصراع العقدي، وأن وزارة الأوقاف تعبر بقرارها ضد سالم عبد الجليل وعبد الله رشدي عن منهج الدولة في ترسيخ مبدأ الوطنية المتكافئة، مؤكدًا أنه كان على إمام مسجد السيدة نفيسة أن يعتذر وأن يتوقف.
بعد مداخلة وزير الأوقاف خرج الإعلامي أحمد موسى إلى فاصل إعلاني بعدها فتح المجال للمداخلات الهاتفية، وانحصرت المداخلات حول الحديث عن المواطنة وقيم التعايش بين المسلمين والمسيحيين، فيما هاجم اللواء محمد الغباشي، عبد الله رشدي واتهمه بالمزايدة من أجل الشو الإعلامي، وقال : "الوطن للجميع مسلم ومسيحي ومن يريد الشهر فليذهب لأي مكان خارج مصر"، فرد عليه رشدي قائلا:" كلامك مرفوض ولا أقبله"، بعدها طلب رشدي التعقيب على كلام الوزير والضيوف إلا أن الإعلامي أحمد موسى رفض.
وفور انتهاء حلقة موسي كتب عبد الله رشدي على حسابه الشخصي قائلا :"لم يسمح لي بغير الدقائق السبع التي أخذتها أولا، وطلبت الرد بعد ذلك على كل ما قيل من أغلوطات لكن لم يتم ذلك كما شاهدتم جميعا".
وأكد أن كلامه في الحلقة ليس عن التعايش السلمي فذلك لا نزاع فيه وقد أكد عليه القرآن مرارا وتكرارا، وإنما كان الحديث عن علاقة الكفر بالقتل، وأن الكفر لا يترتب عليه قتل، وأن الاختلاف العقدي لا يلزم منه سفك الدم ولا التفجير والتفخيخ.
وأوضح أن إحالته للعمل الإداري تعسف ظاهر، حيث لم يثبت عليه أي جريرة وليس موضع اتهام في شيء -حسب قوله- وكلامه الذي قلته هو التفرقة بين القتل والكفر ، فالكفر ورد في القرآن مرارا وتكرارا، ولا يجوز ربطه بالقتل، بل الواجب علينا أن نفك ذلك الارتباط الذي يحاول المغرضون صنعه، وأن نبحث عن قيم المواطنة والتعايش السلمي والتكامل المجتمعي بين شركاء الوطن .
وبينما انتقد عدد من أئمة بوزارة الأوقاف على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام عبد الله رشدي بالإفصاح عن خلافه مع الأوقاف وربطه بالأزهر، أكد آخرون أن ما حدث يعتبر فخا للإيقاع به، فيما نصحه البعض بالسفر خارج مصر، مؤكدين أن الأزهر لن يدعمه بعد تأييد لتصريحات فساد عقيدة المسيحيين، والدليل على ذلك أن الإمام الأكبر كلف مستشاره القانوني بتشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، متسائلين :" كيف يكافح الأزهر الكراهية ويتبنى من دعوا لها؟".
بدوره طالب الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، المنابر الإعلامية بألا تستغل الفرص وألا تتخذ من مثل هذه التصريحات وسيلة للدعاية لأن هذا أمر يؤدي إلى تأجيج المشاعر.
وأشار العواري ، إلى أن الإمام الأكبر صرح قبل ذلك قائلا:" العقائد دائرة محرمة لا يجوز اللعب فيها"، فلا ينبغي للقساوسة في الكنائس، والدعاة في المنابر ووسائل الإعلام أن يقتربوا من دائرة العقائد لأن أمرها إلى الله بنص القرآن حيث قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
ودعا أستاذ أصول الدين بالقاهرة القساوسة والدعاة أن ينطلقوا من القواسم المشتركة بين بني الإنسان، ليبنوا جسور الثقة، ويوحدوا بين نسيج الوطن الواحد، ويعملوا على بث بذور الحب، لا أن يصنعوا بين القبيلين ما يؤدي إلى الصراع والشقاق.
تابع أخبار مصر