
أهالي: زيارة السيسي بادرة أمل..
بالصور|«المراشدة» بقنا.. الوجه الآخر لمعاناة 35 ألف مواطن من تهميش الحكومة

"خير بلدنا استولى عليه الغرباء وزيارة السيسي لقريتنا بادرة أمل".. هكذا وصف أهالي قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف شمال محافظة قنا معاناتهم مع الحكومات السابقة، وتهميش أبناء القرية من تملك الأراضي الزراعية.
ورغم المساحة الشاسعة بقرية المراشدة والتى استفاد منها الكثيرين، إلا أن أبناء القرية أنفسهم لم يستفيدوا منها سواء للسكن أو الزراعة.
«مصر العربية» رصدت معاناة الأهالي السابقة، وسعادتهم في الوقت ذاته بزيارة الرئيس السيسي، خاصة بعد تخصيصه مساحة 1000 فدان لأبناء القرية، لاسيما شكواهم المتكررة من سيطرة بعض الشركات من خارج المحافظة على مساحات شاسعة من تلك الأراضي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أمر - خلال كلمته في فعاليات افتتاح عدد من المشروعات التنموية ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية الشاملة بمحافظات الصعيد، أمس الأحد- بتشكيل لجنة من المحافظ، ووزارة التضامن، وجمعية الأورمان، ووزارة الزراعة، والقوات المسلحة، وهيئة الرقابة الإدارية، وشركة الريف المصري،منوط بها توزيع هذه الأراضي على الأهالي.
يقول أحمد محسن، موظف ومقيم المراشدة،إن صحراء قرية المراشدة بها العديد من المشروعات الزراعية القائمة، وأخرى تحت الإنشاء،فمن ضمنها مشروع 12500 ضمن مشروع استصلاح المليون فدان،وتضم بداخلها قرية الحرية المقامة على مساحة 1250 فدانا، والتي تفقدها رئيس الوزراء منذ أيام، والتي تم إنشاؤها عام 1997 لتعويض 285 مضارًا من العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر رقم 96 لسنة 1992.
ويضيف "محسن" أنه يجري العمل حاليا لضم مساحة 50 ألف فدان جديدة ضمن مشروع المليون فدان، يضاف إليها مشروع شركة "كوبى صان" اليابانية الذي يقع على مساحة 7 آلاف فدان.
وأشار إلى أنه منذ أكثر من 20 سنة تخلت الدولة عن واحد من أهم وأكبر المشروعات " مشروع شباب الخريجين" بالمراشدة ، بعد أن اسندت هيئة تعمير الصحارى إلى شركة وادى كوم أمبو لتنفيذه، وبالفعل أقامت الشركة جزءا لا يذكر من المشروع اطلقت عليه " قرية الحرية " .
وأوضح أسعد محمود، موظف، أن وزارة الزراعة تخلت عن المشروع وتركته فريسة فى أيدى مافيا الأراضي، فضلاً عن تحويلها إلى خرابة تسكنها الفئران والزواحف، واستغلها تجار السلاح، والخارجون عن القانون مأوى لهم، ناهيك عن أنهم سرقوا الأبواب والنوافذ ومحول الكهرباء الذي يبلغ سعره 150 ألف جنيه، في الوقت الذي تكلف ذلك المشروع نحو 300 مليون جنيه.
وتابع "محمود" أن أعضاء مجالس الشعب في فترة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وبالتعاون مع الخارجين على القانون سهلوا الاستيلاء على مساحات تجاوزت الـ 51 فدانًا، وأقام هؤلاء المعتدون عليها مزارع خاصة وأنشأوا مساكن ووضعوا ماكينات ري على الترعة، بالاضافة لآبار المياه وفى حين استغل البعض الآخر فترات الانفلات الأمنى وباع واشترى وكأنه يمتلك الأرض.
من جانبه، أكد محمد سالم خبير بهيئة المساحة بقنا، أن المعتدين ولصوص الأراضي، سارعوا لبيع الأرض التي عزف الأهالي عن شرائها عقب دخولها ضمن أراضي المليون ونصف فدان، مطالبا بضرورة تطهير الأراضي من المعتدين.
وأوضح سالم إلى أن القرية تقطنها 35 ألف نسمة، وتضم القرية 14 نجعا بخلاف النجوع الجديدة الواقعة فى نطاق الأراضي التي يتم استصلاحها، لافتا إلى أن المزارعين بالقرية تم طردهم من أرضهم لعدم قدرتهم على مواجهة رجال الأعمال الكبار ومافيا الأراضي الذين يستخدمون السلاح والبلطجية للاستيلاء على أي قطعة أرض تحلو لهم، حتى أراضى الحكومة التى تم تخصيصها للشباب لم تسلم منهم .
وطالب سالم أن تكون أراضي المراشدة ومساحتها الشاسعة في الاهتمام الحقيقي للدولة، وليس تصريحات،كما كان يفعلها نظام مبارك، حين زار أمين أباظة، وزير الزراعة الأسبق،عدة مرات تلك المنطقة وأكد وقتها أنه الحلم الأخضر لأبناء الصعيد، لكنه تحول إلى سراب في أيدى تجار السلاح ومافيات التعديات .
أما حمام علي عمر، أمين حزب مستقبل وطن بمركز الوقف، فقد أكد أن ممارسات النظام الأسبق الذى منح الشركة اليابانية ٧٠٠٠ فدان، وانتزع الأرض من واضعى اليد، وقبل تعويضهم استطاع الكبار وذوي النفوذ السيطرة على تلك الأراضى ثم الحصول على التعويضات،لافتاً إلى أن ١٣ مواطناً بالقرية فقط حصلوا على ٣٠ فدانًا، فيما استولى الكبار على باقى المساحات الشاسعة.
وأضاف أن مشروع استصلاح الأراضى فى عهد حسني مبارك والذي أعلن أنه سيتم استصلاح ١٢ ألفاً و٥٠٠ فدان عام ١٩٩٧ فى حين أن الأراضى المستصلحة بالفعل لم تتخطَّ ١٢٥٠ فداناً فقط خاصة بقرية الحرية.
وأشار حمام الي أن مشروع الـ 12.5 ألف فدان، التي كانت وزيرة التعاون الدولى خصصت له 5 ملايين جنيه لحفر 34 بئرًا بأراضي القرية، لتوزيعها على الشباب لكن تم ضمه ضمن مشروع الشركة اليابانية، بالإضافة إلى استفادة بعض المضارين الذين تم تعويضهم كبديل لأرض الشركة اليابانية بهذه الآبار، وتم طرد أبناء القرية من هذه الأراضى،ولم يستفد منها أحد.
وكلف الرئيس السيسى، القوات المسلحة والشرطة بإنهاء ظاهرة التعدي علي أراضي الدولة، والقضاء على هذه الظاهرة بحلول نهاية مايو الجارى، متابعا: "مش هيبقى مقبول فى مصر تانى، ومحدش يمد إيده ويقول الأرض دى بتاعتى ودى بتاعة مصر، ومش من حقى أديها لك، والكلام ده غير مقبول فى أي حتة فى مصر، ومحدش ياخد حاجة مش بتاعته وهى مش طابونة اللى عايز حاجة ياخدها.
وقرية المراشدة تتمتع بمساحة صحراوية شاسعة، حيث تعتبر من القرى الطولية والتي تمتد لحوالي 20 كيلو مترا بين مدينتي قنا ونجع حمادي، ويبلغ عرضها حوالي 2 كيلومتر.
حمام علي عمر، أمين حزب مستقبل وطن بمركز الوقف
مساحات زراعية بقرية المراشدة
مركز شباب المراشدة
أراضٍ مزروعة قمح بالمراشدة
جمع القمح بالمراشدة
جمع القمح بالمراشدة
نقل الغلال بالمراشدة لتشوينها
مدخل قرية المراشدة
صوامح قمح بقرية المراشدة
جانب من الأراضي الصحراوية بالمراشدة
عملية إزالة لتعديات على أرضٍ زراعية بالمراشدة
تابع اخبار مصر