حظر مكبرات الصوت في «التراويح».. منع للتشويش أم حرب على الدين؟
تباينت ردود أفعال عدد من أئمة وزارة الأوقاف، حول القرار المتعلق بحظر تشغيل مكبرات الصوت في المساجد خلال صلاة التراويح طوال شهر رمضان المبارك، وقصر المكبرات على الأذان وخطبة الجمعة فقط.
المؤيدون من الأئمة أوضحوا أن القرار سيقلل من حالة التشويش التي تحدث نتيجة تشغيل المكبرات فى أكثر من مسجد، وسيراعى أحوال الأطفال الصغار والمرضى، بينما أكد الرافضون أن القرار سياسي ويعتبر حربا على الدين.
المؤيدون
من جانبه أعرب الشيخ محمد الجمل، إمام بكفر الشيخ، عن تأييده للقرار، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذى نهى فيه الصحابة عن رفع الصوت بقراءة القرآن بالمسجد، قائلا : "عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر ، وقال: ألا إن كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذينّ بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض بالقراءة"، وذكر أن الأمر نفسه يحدث في زماننا عندما تداخل أصوات الأئمة من خلال مكبرات الأصوات فيحدث التشويش.
وافقه الرأى الشيخ عبد الدائم عياد، الذي قال : "ما فائدة المكبرات والناس جميعا في المساجد يصلون"، لافتا إلى أن القرار من أفضل قرارات وزارة الأوقاف، وأنه سيكون أول الحريصين على تطبيقه.
وأكد الشيخ حمدى قدوسة، أن أجهزة مكبرات الصوت جعلت الصلاة فى المسجد عبارة عن صياح لا تفهم منه شيء، ما يدفع بعض ضعاف الإيمان إلى التهكم على شعائر المسلمين، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الحريصين على تشغيل مكبرات الصوت بالمساجد ينتمون إلى جماعات متطرفة.
فيما أيد الشيخ السيد الكومى، قرار الأوقاف، تخفيفا عن المرضى والأطفال الصغار، ورى الشيخ محمد محمدي، أنه عندما كان في جنوب أفريقيا كانت مكبرات الصوت لا تفتح إلا للأذان فقط، وكل ماعدا ذلك كان بالسماعات الداخلية، وكان الأمر جميلا – حسب وصفه- .
المعارضون
في المقابل قال الشيخ محمود البحراوي، أحد المعارضين للقرار، إن شهر رمضان يأتي في العام مرة واحدة، وله طقوس خاصة يعلمها الصغير والكبير، مشيرا إلى أنه من الممكن السماح للمسجد الجامع بتشغيل مكبرات الصوت بشرط أن يكون الإمام صوته حسنا، وأن تمنع المكبرات في الزوايا والمساجد الصغيرة مع مراعاة المسافات حتى لا يشوش أحدهما على الآخر.
وعبر الشيخ محمد ماهر، عن رفضه قائلا :" لقد اعتدنا منذ الصغر الجلوس وسماع صوت الشيخ رفعت فى قرآن المغرب، وكنا طلبه وكان بيننا مرضى، ولم يشتكى أحدا نهائيا، ولكن يبدو أن الاتجاه العام في الدولة هو إنهاء سماع ذكر الله"، موضحا أن القرار سيلقى هجوما كبيرا من رواد المساجد خاصة في الأرياف، لذا نتمنى من القيادة مراجعة القرار مرة أخرى.
وفسر عدد من الأئمة من بينهم الشيخ حسام عرفات، القرار على أنه حرب على الدين، بينما وصف الشيخ يوسف شلتح قرار الأوقاف بأنه نفاق من أجل السلطة والكرسي.
وقال الشيخ محمد صلاح الدين فهمي الغرابلية، إن المنع ﻷغراض سياسية وليست دينية، مؤكدا أن المسلمين تعودوا في رمضان على مكبرات الصوت فى الصلاة، وأن المنع سيحدث اصطداما بين أئمة المساجد والمواطنين.
وبدوره قال الشيخ محمد دحروج، إنه لا يؤيد المنع المطلق، أو السماح المطلق، مقترحا قصر تشغيل مكبرات الصوت على المساجد الجامعة والمسجد الكبير فى كل قرية أو حى أو حتى مدينة، لافتا إلى أن هذا يكون التطبيق الأمثل للقرار ويصب فى مصلحة الجميع.
وطالب الشيخ محمود زين، بترك الأمر لأهل كل حي أو قرية ليقرروا ما يناسبهم، وذلك لمنع الاصطدام مع الأهالي وعدم الشكوى من مكبرات الصوت في نفس الوقت.
وكانت وزارة الأوقاف أعلنت أنها أعدت خطة دعوية شاملة وغير مسبوقة خلال شهر رمضان الكريم سواء من حيث القوافل والندوات والدروس والملتقيات الفكرية، أو تنظيم معارض الكتب، وتنظيم صلاة التراويح وصلاة التهجد والاعتكاف ومصليات العيد .
وشددت الأوقاف في بيان لها على ضرورة قصر مكبرات الصوت على الأذان وخطبة الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية خلال صلاة التراويح، وما تقتضيه الضرورة من السماعات الخارجية حال عدم اتساع المسجد للمصلين واضطرار بعضهم للصلاة خارجه، وعلى أن يكون ذلك على قدر الضرورة ومن خلال التنسيق والاعتماد المسبق من الإدارات والمديريات والقطاع الديني حتى لا يخرج الأمر عن مقاصده الشرعية.
وأوضحت الأوقاف أن رسالتها هي تيسير العبادة لا حصول المشقة فيها، مع عدم السماح لأي جماعة أو فكر متشدد باختراق العمل الدعوي في الشهر الفضيل.