فيديو| سكان برج الأزاريطة المائل: شقى العمر راح بفساد الأحياء

كتب: رانيا حلمي

فى: تقارير

01:53 03 يونيو 2017

 على مقعد خشبي في أحد أركان شارع "علي الخشخاني" بمنطقة الأزاريطة في الإسكندرية تجلس مديحة عبد العليم 61 عام بالمعاش شاخصة النظر، تراقب عمال الإزالة أثناء هدمهم لجدار الطابق الـ 11 في عقار الإسكندرية المائل، وإلى جانبها تجلس جاراتها إحداهن ترفض الحديث عن الأمر معلقة"سيبونا في حالنا ماحدش حاسس باللي إحنا فيه"، بينما يخيم الصمت على ثالثة وكأنها في ثبات عميق.


"من 4 شهور حصل ميل وروحنا قدمنا شكوى" كلمات تؤكد بها مديحة أن الميل الذي أصاب العقار لم يكن مفاجئ، وأنه سبق تعرضها للميل منذ أشهر إلا أنه لم يكن بالخطورة ذاتها، شعورها باحتمالية تأثر العقار دفعها لجمع ما لديها من أموال ومصوغات وتجهيزهم للخروج في أية لحظة.

ومع نداء مكبرات الدفاع المدني، انطلقت مديحة، "نزلت بإسدال الصلاة والشبشب، وماكنش معايا هدوم اللي لبساها دي هدوم بنتي"، رغم قرب مسكن ابنتها من منطقة الأزاريطة، إلا أن مديحة رفضت ترك جاراتها أو شقتها لأنها "شقى عمرها وعمر ابنتها"، بحسب ما تقول.

ولم تقتصر خسائرها على أثاث منزلها فقط، فابنتها الثانية تزوجت منذ فترة وسافرت إلى السعودية بصحبة زوجها، فخزنت أثاث المنزل بالكامل في شقة والدتها، تقول مديحة: "فضينا أوضة كاملة لحاجتها، عفش عروسة كامل، وتابعت: " طب لو أنا بنتي هتساعدني، جارتي اللي كانت شايلة جهاز بنتين مين يجبلها".

أم صالح، إحدى قاطنات العقار تقول إن بعض الصحفيين نشروا أخبارًا عن صرف مبالغ مالية للأهالي المضارين بموجب 100 جنيه لكل فرد، إضافة إلى مشاركة المحافظ للإفطار معهم في جمعية مصطفى كامل، مؤكدة أن ذلك لم يحدث وأنهم لم يبقوا في جمعية مصطفى كامل سوى دقائق معدودة، وهو الأمر الذي أغضبهم.


"كانت أوضة من غير سراير وصاحب الجمعية قالنا إنه اتفق مع التضامن نروح بمراتبنا"، هكذا أوضحت مديحة، إحدى قاطنات العقار، وقالت إن المسؤولين أبلغوا الأهالي بتوفير شقق تابعة لجمعية مصطفى كامل الخيرية، وحين توجهوا للجمعية فوجئوا بصاحبها ينفي ذلك ويؤكد أنه أبلغ التضامن بتوفير مساحة في الجمعية والمسجد كمكان لإعاشة المتضررين على أن يتم فرشها بمراتب على الأرض.


 تقول مديحة إن المنطقة التي بها السكن أغلبها بلطجية والعمائر ليس بها أبواب ولا شبابيك ولا مياه ولا نور.. "دي هياكل".

 

تروي مديحة أن المحافظة اقترحت نقلهم إلى مساكن طوسون لكن عميد بالجيش أبلغهم أن المكان ليس به أية تجهيزات.

وعن نقل أثاثهم، كشفت مديحة أن الأمر تم دون بجهود جمعية الشاطبي الخيرية، دون تدخل المحافظة

ونفت ما نشر حول توفير وجبات إفطار للمتضررين، قائلة إن الوجبات يتم تجهيزها من قبل أهالي الخير في منطقة الأزاريطة، سواء محال، أو بعض الجيران "اللي في بيته بيعمل أكل للي في الشارع".


وقالت مديحة إن القوات المسلحة هي من تعيد المقتنيات إلى الأهالي المضرورين، وهم بالفعل سلموا مقتنيات الدور 11 لقاطنيه، مطالبة بتعويض المضرورين باعتبار ما حدث خطأ من الحي.

وتابعت أنهم أبلغوا الحي منذ 4 أشهر بميل العقار، فجاءت معاينة من شركة المياه نفت وجود مياه تحت العقار، وأكدوا أن الميل والهبوط طبيعي، متسائلة: "هو في حاجة اسمها 13 دور ميل طبيعي.


وقالت إن الحي اتهمهم بإمضاء إخلاء طرف عام 2004 بعد بناء العقار بعام واحد، نافية حدوث ذلك، حيث اتهمت صاحب العقار وزوجته بأنهم يعملون داخل الحي ذاته.

 

 

اعلان