وانطفأ "مصباح الغلابة".. راحل بلا استئذان
كنت على موعد معه بمنزل والدته "الست أم أحمد".. هكذا كان يناديها، مساء الثلاثاء 5 يونيو 2006.
ذهبت لمنزلها البسيط بحي عين الصيرة لكي أقابله، فوجدتها قلقة لأنه تأخر على ميعاد الغداء، قائلة "يا بنتي أنا قلقانة على أحمد، اتأخر النهاردة على معاده، وبتصل بيه على البيت مش بيرد".
حالة من الترقب والقلق أحاطت بمن في المنزل، فرزة كان يعانى من مرض بالقلب، وهذا كان السبب وراء القلق عليه من جانب كل محبيه.
لم أجد أمامي سوى الاتصالات ببواب العمارة التي يقطن بها، الذي حاول أن يطمئنا عليه، ويؤكد لنا أنه رأه بالأمس وكان بخير، إلا أنه أضاف عبارة أثارت لدينا القلق، فقال "بس هو مأخدش الجرايد اللي حاططها على الباب من برة لحد دلوقتي".
لم أتردد لحظة واحدة بعد سماع هذه العبارة، وأخذت مفتاح منزله الاحتياطي الموجود مع والدته، وتوجهت مسرعة إلى منزله الكائن بالجيزة لأجد بواب العمارة في انتظاري.
صعدت إلى منزله، وفتحت باب المنزل لأجد الصمت يعم المكان، ولا يوجد سوى ضوء خافت يأتي من"سهارية"، كانت موجودة بين حجرات المنزل.
توجهت بشكل لا إرادي للبحث عنه داخل الحجرات التي لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، وشعرت بأن روحه أمسكت بيدي لتشير إلى مكانه.
دخلت أول حجرة صادفتها، والتي عرفت بعد ذلك أنها حجرة بشرى ابنته، لأجده نائمًا في هدوء وسكينة على سريرها الصغير، محتضن الموت بين ذراعيه، وعلى الرغم من أن الإضاءة كانت خافتة، نظرت إليه من بعيد، وقلت للبواب في حزن يشق صدري، "أونكل أحمد مات يا عم صلاح".
انهار أطفال مركز الجيل بعد سماعهم نبأ وفاة والدهم ومعلمهم وقدوتهم، وملأ صراخهم أركان المركز، وساد الحزن حي عين الصيرة.. هذا الحي الذي عشقه رزة عشق المحبوب لمحبوبته، ما جعل أصدقاؤه وأقاربه، يمرون بجثمانه، عبر شوارع الحي، الذي ساد الحزن أركانه، كي يلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة.
شاهد الفيديو :
http://www.youtube.com/watch?v=740mUjklbNk
اقرأ ايضًا:
أحمد عبد الله رزة... أيقونة الحركة الطلابية