النفق المظلم في نقابة الصحفيين!

كتب: هشام عبد العزيز

فى: ساحة الحرية

10:27 22 نوفمبر 2016

سبق أن حذرت في مقال بمصر العربية من التصرفات العشوائية العنترية لبعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وأخصّ بالذكر خالد البلشي وحنان فكري، اللذان يقودان النقابة للهاوية والتصادم الدائم مع الدولة، ويضران بتاريخ النقيب يحيى قلاش الذى أقدره كثيرًا على المستوى الإنساني، وهما يعيدان ذات المحاولة بتصادم جديد ليس مع الدولة فقط، ولكن مع القضاء والرأي العام، بالدعوة لتجمع الجماعة الصحفية يوم الأربعاء القادم، رغم رفض نصف أعضاء المجلس لهذا الاتجاه الذي يعيدنا للنقطة صفر مرة أخرى. 

أزمة النقابة الحقيقية محاولة تسييسها والاصطدام مع النظام بأي شكل، لإرضاء أصحاب الاتجاه السياسي المضاد للدولة، رغم أن ألف باء العمل النقابي خلع الرداء الحزبي والسياسي على أبواب النقابة والعمل فقط لصالح جموع ابناء المهنة.. 

الجميع يعلم الدولة مدّت يدها عن طريق بعض أعضاء مجلس النواب من أبناء المهنة، لحل الأزمة بالتو افق ما بين الداخلية والنقابة، وعقد لقاء مع وزير الداخلية ينهي الأزمة برمتها، ولكن أصحاب المصالح السياسية من داخل المجلس وخارجه أمثال خالد علي تدخلوا لفشل تلك المحاولات، التي حاول بعدها المجلس للعودة إليها ولكن قوبل بجفاء من الدولة.. 

ودعوة الأربعاء المشبوهة تعني العودة للنقطة صفر وإدخال النقابة في نفق مظلم، وتصادم جديد مع الدولة والرأي العام، وعودة مقولة هو الصحفي على رأسه ريشة، الكل يعلم أن أغلبية أبناء المهنة رافضون لسياسة النقابة، وتلاحمهم فقط للدفاع عن النقابة وليس أعضاء المجلس، وسيمنحون فرصة ذهبية لأصحاب الاتجاهات السياسية العدائية للنظام بالتواجد وإطلاق الهتافات العدائية، التي لا تعبر عن الأغلبية، والكل يعلم جيدًا أن أغلب المتواجدين ليسوا من أبناء المهنة. 

أيضا أتساءل ما جدوى عقد جمعية عمومية طارئة أو غير عادية، هل لرفض حكم قضائي! أم لمزيد من العداء مع الرأي العام، أم لصدور بيان يعبر عن أصحاب بعض الاتجاهات السياسية! 

جميعًا نتضامن مع النقابة ونرفض حبس النقيب رمز المهنة وصاحب التاريخ النقابي والسياسي، لكن في ذات الوقت هناك حلول متعددة لحل تلك الأزمة بطرق دبلوماسية وقانونية، خاصة أنّ الحكم أول درجة وهناك نقض، مع تحرك أعضاء مجلس النواب من أبناء المهنة مدعمين بتوقيعات الصحفيين لتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء تلك الزوبعة، فليس لصالح الدولة في تلك المرحلة خلق أي عداء مع النقابات المهنية خاصة نقابة الصحفيين.

والأجدى للنقابة الاهتمام بمشاكل المهنة والأحوال الاقتصادية المتردية للصحفيين في ظل الظروف المعيشية والديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية والقوانين المنظمة للصحافة، والصحف الخاصة التي تستغنى عن الصحفيين الشباب بلا قواعد وكليات الاعلام في الجامعات الخاصة التي تخرج المئات سنويًا دون رابط. 

فهل سيتدخل العقلاء من مجلس النقابة وكبار أبناء المهنة لعدم الانقسام مرة أخرى وإنهاء تلك الأزمة خاصة الانتخابات مقبلة بعد شهور قليلة، وعلى أبناء المهنة الاختيار السليم لإعادة أمجاد النقابة.

اعلان