رسالة مرعبة مرعبة مرعبة مرعبة

كتب: مواطن مصري

فى: ساحة الحرية

18:16 23 ديسمبر 2016

أنا محاسب في شركة قطاع خاص، عمري ٣٥ عاماً، لدي خبرة ١٢ سنة في مجال المحاسبة، تخرجت عام ٢٠٠٣ ثم أديت الخدمة العسكرية وأعمل منذ نهاية ٢٠٠٤.

 

كان راتبي منذ عام مضى يضعني في مصاف الطبقة المتوسطة التي ولدت ضمن أحد أفرادها لأب يعمل مدرساً للمواد الإجتماعية في مدرسة إعدادية وأم تعمل مدرسة للتدبير المنزلي.

 

كان لدى والدي رحمه الله سيارة فيات ١٣٢ اشتراها بنصيبه من ميراث والده والذي كان عبارة عن فدان أرض تقاسمه العديد من الورثة، وورثتها بعد وفاته.

 

تزوجت قبل ١٠ سنوات ولدي ولدين أحمد وأيمن ٩ و٧ سنوات، ألحقتهما بمدرسة خاصة للغات متوسطة المصروفات وأسكن في شقة إيجار جديد بحي عين شمس.

 

تعمل زوجتي معلمة في روضة للأطفال براتب ١٥٠٠ جنيه، ليصبح إجمالي دخل الأسرة ٦٥٠٠ جنيه شهرياً.

 

مصاريف مدارس أولادي ٧٠٠٠ جنيه لكل طفل بإجمالي ١٤٠٠٠ جنيه أضطر لدخول جمعية شهرياً بحوالي ١٥٠٠ جنيه أقبضها في شهر أغسطس من كل عام لسداد مصاريف المدرسة والأتوبيسات وشراء الملابس وبقية الإلتزامات، ليتبقى لنا ٥٠٠٠ جنيه.

 

أدفع كهرباء وماء وغاز شهرياً ١٠٠٠ جنيه وإيجار ١٥٠٠ جنيه للشقة بإجمالي ٢٥٠٠ جنيه ليتبقى لنا مثلهم.

 

بعد ارتفاع الأسعار الجنوني خلال أخر اسبوعين صرت أشتري يومياً خبز “عيش” فينو للأولاد من أجل الساندوتشات وعيش بلدي للأكل العادي بحوالي ٨ جنيهات (٣ جنيه فينو أي ٦ أرغفة و٥ جنيه بلدي أي ١٠ أرغفة من أجل الغداء والعشاء) بإجمالي ٢٥٠ جنيه شهرياً، ١٠ جنيهات فول من أجل الإفطار والعشاء يومياً بإجمالي ٣٠٠ جنيه لتبقى من الراتب ١٩٥٠ جنيه.

 

أشتري شهرياً من السوبر ماركت مستلزمات المنزل من أرز وسكر وسمن وعدس ومستحضرات تنظيف ومناديل وبيض وزيت وأجبان وشاي وقهوة فوجئت بأنهم تجاوزوا الـ١٠٠٠ جنيه.

 

بعد ارتفاع أسعار البنزين صرت أذهب لعملي بالميكروباص تاركاً سيارة والدي معززة مكرمة تحت البيت لأنني لست حملاً لأعطالها ولا وقودها فأدفع ٢ جنيه في الذهاب ومثلهم في الإياب بإجمالي ١٠٠ جنيه شهرياً

 

ليتبقى ٨٥٠ جنيه من المفروض أن نشتري بهاء وجبة الغداء ونكمل بها أي مصاريف طارئة لزيارة الأطباء أو حتى استشارة الصيدلي من أجل الدواء لأطفالنا أو الاحتياج لشراء بلوفر لأحدهما ضاقت عليه ملابسها فاستعرناها للصغير.

 

سقطنا تماماً من المتوسطة، صارا غدائنا عبارة عن ساندوتشات البطاطس المحمرة، نسيت زوجتي رائحة البارفانات ومعنى كلمة مكياج أو ملابس جديدة، أتحسر عندما يخطف عينها شيئاً ما في إعلانات التليفزيون، انتهى عمر حذائي ولا أستطيع تغييره، اصلي لله كل لحظة كي لا يمرض أحد أطفالي، أو حتى لا يتعثر في المدرسة ليقطع بنطاله، أو لا يشتهي قطعة من الشيكولاتة أو كيساً من الشيبسي، أحمد الله لأننا في النهاية ما زلنا أحياء.

 

المصيبة أنني سمعت اليوم أن هناك زيادة جديدة في الأسعار.

 

لا أعتقد يا حكومتنا الرشيدة أنك طامعة في البطاطس.


من رسالة وهمية لمواطن مصري عادي جدا قد تقتله زيادة الأسعار.

اعلان