إسرائيل قلب العروبة النابض
- "ظللنا نقاتل ونقاتل دون جدوى، دون فائدة، والحال كما هو لم يتغير إذن فلابدَّ من الاستسلام والوئام معهم".
- يطلّ علينا أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة طارحًا الحل المبين للصراع الأبدي بيننا وبين إسرائيل، موضحًا أنّه لا مفرَّ من عقد السلام, وقد استثار ذلك غضبي لكني استشعرت بأنَّ القضية الفلسطينية والقومية العربية أصبحتا "موضة قديمة" أو تراثا عتيقا مصيره الزوال والانقراض .
- ليس غريبا على مصر أن تسحب مشروع قرارها بخصوص الاستيطان مدعية أن المئات والمئات من قرارات الإدانة قد مرَّت دون جدوى، نحن قتلنا القضية بأيدينا عقب أكتوبر 1973 مؤمنين بأنها آخر الحروب بيننا وبينهم وبالتالي ليس من الغريب أيضًا أن نجد دولة لاتينية تحارب إسرائيل بالنيابة عنا نحن موطن العروبة .
- ليس غريبًا على مصر لأنه في العام 1978 وفي أعقاب عملية مطار لارنكا الشهيرة انطلقت مظاهرات مدفوعة تهتف هتافا عقيما "لا فلسطين بعد اليوم" وكأنه إعلانًا مبينًا لنهاية القضية بالنسبة لمصر .
- لكن السؤال الأهم هل مصر الوحيدة في هذا الجُرم المبين؟! بالطبع لا فدولنا العربية الجليلة مساهمة بشكل كبير ,فعلى سبيل المثال نجد الأزمة السورية بصانعيها معارضة وموالاة قد وضعوا الفرصة على طبق من ذهب لإسرائيل، تلك الفرصة التي من خلالها تستطيع خلق أجيال من المنتمين لها، فلقد قرأت تقريرا نشره موقع "مصر العربية" بعنوان "إسرائيل تبكي حلب" واكتشفت أن إسرائيل قد بكت بالفعل حلبًا واعتنت ببعض اللاجئين والأطفال مدعية أنها تحافظ على حقوق الإنسان وتساند الديمقراطية في كل مكان ,ولعل هذا المشهد ذكرني بأبناء مقاتلي جيش لبنان الجنوبي الذين أصبحوا مواطنين لبنانيين بشكل أصغر وإسرائيليين بشكل أكبر .
- وليس الأمر في سوريا فقط فليس خفي على أحد طبيعة العلاقة السرية بين إسرائيل وممالك الخليج والمغرب العربي والعلاقة الأثرية الوطيدة بينهم وبين الهاشميين .
- الشيء المحزن والمبكي هو هذا الكم من الفرح والمرح بهلاك السفير الروسي في كافة وسائل التواصل الاجتماعي متناسيا اغتيال المهندس المقاوم محمد الزواري في عملية غامضة تذكرنا باغتيال حنظلة وحسن سلامة وأبو جهاد ,في عملية أثبتت إسرائيل من خلالها أنها الذراع الطولى الكبرى .
- أحد السبل لخلق هذا الوطن الجديد تكمن في الاستهانة برموز المقاومة والقومية العربية للأجيال الجديدة معتبرين أنهم حفنة من أصحاب الحناجر الغبية المبتعدة عن الواقع الذي يفرض علينا رأسمالية متوحشة هادمة لكافة المبادئ والقيم التي تربينا عليها نحن العرب .
- خلاصة القول بأن كل الخيوط السالفة مؤدية بكل تأكيد نحو وطن عربي جديد اسمه إسرائيل نصبح فيه كل يوم نؤدي التحية لرايته المجرمة مرتدين القبعات الصهيونية ساجدين لسادة اسمهم "بني صهيون" ومعلنين بأنَّ إسرائيل هي قلب العروبة النابض !!