مدحت محيي الدين يكتب: عناق شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
كما شاهدت معي عزيزي القارئ يوم زيارة بابا الفاتيكان لمصر البابا فرانسيس كيف استمع بابا الفاتيكان لكلمة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكيف شعر بكل كلمة حتى قام وعانق شيخ الأزهر في صورة رائعة أبرزت جمال ووحدة العقلاء، رمز المسيحية في العالم يعانق كبير مؤسسة الأزهر المنارة التي يتعلم منها مسلمو العالم أجمع، فضيلة شيخ الأزهر الذى تعرض لهجمة شرسة من بعض الجهلاء وهي هجمة غير مبررة وفى غير محلها، وذلك بعد الحوادث الإرهابية التي مرت بها البلاد مؤخرًا، وكأن الناس نسوا دور شيخ الأزهر أيام الإخوان عندما رفض انقسام الناس ونسوا كيف تصرف بعقل، كما نسوا أنه أول من شارك مع البابا شنودة الراحل في إنشاء «بيت العيلة» ليكون رمزًا لاتحاد المسلمين والمسيحين.
مؤخرًا ألقى بعض الجهلاء في وسائل الإعلام المسئولية على الأزهر ويتحدثون بشكل لا يليق عن شيخ الأزهر، ولكن الذي ردّ عليهم هو كلمة بابا الفاتيكان الذي قال «الإرهاب لا دين له»، فالإرهاب يقتل المسيحي والمسلم ولا يفرق بينهما والإرهاب ليس ناتجا عن جماعات تعرف الإسلام، هي جماعات متطرفة بعيدة كل البعد عن الدين وأعضاء هذه الجماعات لا يستمعون إلى الأزهر ولا إلى خطبة الجمعة التي تلقى بالمساجد هم يستمعون إلى أمراء هذه الجماعات الذين يدربونهم على القتل، أي كلام يحاول أن ينال من الأزهر أو من بيوت الله ما هو إلا افتراء وجهل بسماحة الدين الإسلامي؛ قال تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
لفت نظري يوم زيارة بابا الفاتيكان شيئان؛ شيء سلبى وشيء إيجابي، الشيء السلبى هو التقصير الشديد من جانب وزارة السياحة !! نعم عزيزي القارئ لم نسمع صوتًا ولم نشهد دورًا لوزير السياحة الذى لا نعرف اسمه ليس جهلاً منا بل تقصيرًا منه، فزيارة هامة لبابا الفاتيكان كان يجب أن تستغل جيدًا لإبراز معالم مصر السياحية والترويج لها، ولكن وزارة السياحة حقيقة لم نشهد لها أي دور منذ تولى وزيرها الحالي الذى لا نعرف اسمه!!.
والشيء الإيجابي الذى لفت نظري هو تواجد الشرطة بكثافة في شوارع مصر مما أسعد الناس ونتمنى أن يعود الأمن بقوة للشارع ولا يكون ذلك قاصرًا على المناسبات والزيارات الهامة.