وخبراء: الرقابة الفعلية معدومة
وجبات التغذية المدرسية.. سم مدفوع الأجر يهدد أرواح التلاميذ
"الأغذية المدرسية".. كارثة تعود مجددًا إلى الحقول التعليمية، بعد تعرض ما يزيد عن 3314 تلميذًا بسوهاج إلى حالة تسمم خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي أرجعه خبراء تربيون إلى رؤوس الفساد التي أينعت وحان وقت قطافها، فيما أعرب عدد الأهالي عن مخاوفهم وقلقهم على أبنائهم من تلك الأزمة.
ففي مدارس مراكز أخميم وساقلتة بمحافظ سوهاج، أصيب يوم الثلاثاء الماضي مايزيد عن 3300طالب وطالبة، إثر تناولهم وجبة غذائية مسممة، كما تعرض 14 تلميذًا مساء يوم الأربعاء 8 مارس للتسمم، عقب تناولهم وجبة بسكويت تم توزيعها عليهم بمدرسة مجمعة نجع سبع الابتدائية التابعة لإدارة أسيوط التعليمية.
وقائع التسمم هذه لم تكن الأولى والأخيرة التي تعرض لها طلاب المدارس خلال شهر فبراير الماضي أيضًا، أصيب 234 تلميذًا بالتسمم في محافظات المنيا والشرقية والبحر الأحمر.
وليد كنافة مدير التفتيش على التغذية المدرسية بوزارة الصحة، قال في تصريحات صحفية، إن العينات المبدئية أكدت خلو الوجبات المدرسة داخل المخازن من أي مخالفات، مضيفًا أن مدير التغذية المدرسة التابعة لوزارة التربية والتعليم، عند استلام الوجبات من المخازن أرسل إلينا العينات التي أكدت خلو هذه الوجبات من أي مخالفات، وكذلك مخازنها بالإدارات التعليمية.
بدوره قال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة طالبت وزارة الصحة بتقرير مفصل عن واقعة إدعاء تلاميذ محافظة سوهاج التسمم بعد تناولهم الوجبة المدرسية.
وأضاف حجازى، أن مديرية التربية والتعليم سوف تعد تقريرًا مفصلاً عن الوجبة المدرسية وآلية التخزين ونتائح فحص العينات، بالتنسيق مع وزارة الصحة والوزارات المسئولة عن الوجبة، موضحًا أن الوزارة خاطبت الصحة لإعداد تقرير ومعرفة أسباب إدعاء الطلاب وصلاحية الوجبة.
وشدد رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.
على جانب آخر يقول الدكتور أيمن البيلي، الخبير التربوي ووكيل النقابة المستقلة للمعلمين، لـ"مصر العربية" إن الرقابة الفعلية على الوجبة المدرسية غير موجودة، نتيجة أيادي الفساد التي طالت كافة أركان وزارة التربية والتعليم.
ولفت البيلي إلى أنه في كل كارثة مثل ظاهرة تسمم طلاب المدارس، يكون رد مديري المديريات التعليمية أن سبب التسمم هي الوجبة المقدمة لهم، دون معرفة الخلل الحقيقي الذي أدى إلى هذه الكارثة والعمل على حله.
وأشار البيلي إلى أن مخازن الوجبات المدرسية التابعة للإدارات التعليمية لا يوجد بها تهوية كافية، إضافة إلى أنها تملئها الحشرات وتصيبها الرطوبة العالية وغيرهما ما يؤدي إلى فساد البسكويت.
من جانبه استنكر خالد صفوت رئيس رابطة أولياء الأمور، حالات التسمم التي تعرض لها التلاميذ خلال الفترة الأخيرة، محملًا وزارة التربية والتعليم مسؤولية ذلك.
كما طالب صفوت بضرورة إيقاف صرف الوجبة المدرسية وتعويض الطلاب ماديًا بدلًا منها، تجنبًا لحدوث إي حالات تسمم أخرى، مطالبا بحساب تكلفة الوجبة المدرسية وتسليم مقابلها نقدًا لولي أمر الطالب.
في سياق متصل، أعرب عدد من أهالي مركز أخميم، عن قلقهم إزاء ما وصفوه بكارثة الأغذية المدرسية، التي تسببت في تسمم الآلاف من أبنائهم.
وقال روماني جابر، ولي أمر إحدى التلميذات بسوهاج، إنه تفاجأ بنقل نجلته إلى مستشفى طما المركزي، بعد إصابتها بحالة إعياء شديدة بسبب تعرضها، للتسمم، عقب تناولها "حلاوة طحينية" من التغذية المدرسية.
وأوضحت زكية رشاد، والدة أحد التلاميذ المصابين بالتسمم، أنه عقب عودة نجلها إلى البيت شعر بألم حاد في بطنه، ما اضطرها لسرعة لنقله إلى المستشفى، لتتفاجأ بتعرض نجلها للتسمم.
وتساءل عبد السلام محيي، والد أحد ضحايا التغذية المدرسية بسوهاج، عن دور الرقابة الصحية بالمدراس، معلقًا: "أرواح عيالنا بقت على كف عفريت".
وطالب طلعت محمد، المسؤولين بالحكومة، بإنقاذ أبنائهم وتشديد الرقابة على المدارس، وعمل وحدة إسعافات بكل مدرسة.