تحرير الرقة والموصل.. التشابه مستحيل

كتب: عبد المقصود خضر

فى: صحافة أجنبية

14:16 21 أكتوبر 2016

معركة بسط السيطرة على الموصل بدأت في 17 أكتوبر، وها هي العيون تتجه نحو الرقة، العاصمة السورية للدولة الإسلامية، فإذا كان الوضع في العراق بدا معقدا، فهو تقريبا أسهل مقارنة بالوضع في سوريا.

 

عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين مسبقا بقوات التحالف الدولي اتجهت نحو الموصل من ثلاث جبهات، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن أعضاء الدولة الإسلامية سيصبحون في المواجهة عندما تكون القوات العراقية على أبواب المدينة، للقتال حتى الموت أو الهرب، اﻷبواب مغلقة من الشرق ومن الشمال ومن الجنوب، ولن يكون لديهم أي خيار سوى الاتجاه غربا نحو الرقة. بحسب الكاتب أنطوني سمراني في مقال بصحيفة لورين لو جور" الناطقة بالفرنسية.

 

 

عملية الفرار من الموصل طرحت بالفعل، حيث إنه في 20 أكتوبر الجاري، قال الرئيس فرانسوا أولاند، في افتتاح اجتماع رفيع المستوى بباريس حول المستقبل السياسي للمدينة الثانية بلعراق “ نحن بحاجة إلى أن نكون مثالا يحتذى به من حيث ملاحقة الإرهابيين الذين يغادرون بالفعل الموصل للانضمام للرقة".

 

 

الرقة هي العاصمة السياسية والإدارية لداعش، وصل إليها مقاتلو ما كان يعرف آنذاك باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، منتصف عام 2013، وبعد بضعة أشهر، طرد قوات داعش الإسلاميين والجهاديين، الذين شككوا في سلطتهم، من المدينة بعد معركة طاحنة.

 

 

تقع الرقة شمال الفرات، ويسكنها حوالي 200 ألف نسمة وهذا العدد أقل بكثير من 1.5 مليون في الموصل، لكن من المؤكد تزايد هذا العدد إذا ما سقطت الموصل، من المحتمل أن تكون الرقة الملاذ الأخير للمجاهدين في العراق وسوريا، ومن هناك ستكون معركة "النهاية” لداعش في كلا البلدين.

 

 

التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اﻷمريكية، كان لديه خيارا إستراتيجيا للبدء في استعادة العاصمتين، وهو إطلاق معركتين في وقت واحد، كان بلا شك خيارا منطقيا، على الأقل من الناحية العسكرية، لكنه من المستحيل سياسيا، مقارنة بالفوضى الدائرة في سوريا، الحالة العراقية تبدو سهلة جدا.

 

 

في الموصل، ، قاد الأمريكيون مفاوضات مطولة لإيجاد أرضية مشتركة بين البيشمركة وبغداد، والميليشيات الشيعية - جزء منها مرتبط مباشرة بايران - والمقاتلين السنة وتركيا، فالاتفاق الذي تم التوصل إليه هش للغاية، لأنه لا يسمح للبشمركة أو الميليشيات الشيعية، والأتراك بدخول المدينة، ورغم ذلك لا يعالج قضية ما بعد الموصل.

 

 

اﻷمريكيون ربما لازال يمكنهم الإتكاء على حلفائهم (الجيش العراقي والبيشمركة)، بعد أن اتفقا على العمل معا رغم الخلافات القائمة بينهما.

 

 

انسى أمر اﻷكراد

 

في الرقة، الوضع مختلف على الأقل حتى الآن، الأمريكيون يبحثون حاليا عن كيفية التوفيق بين مختلف حلفائهم دون إعطاء انطباع سائد بمساعدة النظام في دمشق، والجهات الراعية له كالروس والإيرانيين.

 

صحيح أن الولايات المتحدة بدأت في الاعتماد على الأكراد، حزب الاتحاد الديمقراطي، وخاصة في منبج، لكن هذا الموقف وضعها في موقف حرج، ووجها لوجه مع حليفها التركي الذي يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي - الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني - جماعة إرهابية.

 

ولذلك بدأ الأميركيون يغيرون خطابهم تجاه الأكراد السوريين، بعد إطلاق اﻷتراك عملية جرابلس في 24 أغسطس 2016.

 

وبدعم من مقاتلي الجيش السوري الحر، استطاع الجيش التركي طرد داعش من عدة مواقع بما في ذلك مدينة دابق، حيث أرادت تركيا أن تثبت أنه من الممكن الاعتماد على المتمردين السوريين لمحاربة داعش كبديل للأكراد وطردهم من الرقة، رسالة أنقرة واضحة “ سيكون من الأسهل استعادة المدينة السنية بواسطة السوريين السنة و "إنسى أمر الأكراد”.

 

 

كما هو الحال بالموصل، أوضح أردوغان أنه من غير الوارد عدم مشاركة تركيا في تطهير الرقة، في نشوة منذ فشل انقلاب يوليو 15، يريد الرئيس التركي فرض نفسه على جميع الجبهات، والحصول على قطعة من الكعكة لدعم موقفه الإقليمي.

 

 

في الموصل، الأتراك، يتعاونون مع قوات البشمركة، على الرغم من التصريحات التحريضية من قبل أردوغان، لكن في الرقة، على الأمريكيين الاختيار بين الأكراد أو الأتراك الذين تقاربوا مع الروس بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى محاولات دمشق، المعادلة أكثر تعقيدا بالنسبة لباراك أوباما.

اعلان