معاريف: إسرائيل تتاجر بالمعلومات الاستخبارية عن داعش
كشف “يوسي ميلمان” المحلل العسكري لصحيفة “معاريف” عن مساهمة إسرائيل في الحرب التي تشنها قوى دولية وإقليمية على ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والذي يواجه عملية عسكرية واسعة حاليا في مدينة الموصل عاصمة التنظيم في العراق، وذلك عبر تزويد الأطراف الدولية والإقليمية بمعلومات استخبارية قال إن إسرائيل "تتاجر" بها استخباريًا.
وقال إن هناك حالة من الاستياء لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية لعدم السماح لتل أبيب بالمشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، والمخابرات الحربية (أمان) وجهاز الأمن العام (شاباك) تحاول بأقصى جهدها الاندماج في هذا الصراع الإقليمي والدولي والمساهمة فيه.
وتابع :”تحاول أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بكافة الطرق التي تملكها الحصول على معلومات استخبارية عن “الدولة الإسلامية”. تفعل ذلك انطلاقًا من 3 أسباب: الأول والواضح أن أذرع التنظيم موجودة بالقرب من حدود إسرائيل، في سيناء وجنوب هضبة الجولان".
“ميلمان" أوضح أن مسئولية جمع المعلومات عن "ولاية سيناء" التابع لـ"الدولة الإسلامية" يتقاسمها جهاز "الشاباك" ومهمته إحباط العمليات "الإرهابية" ضد إسرائيل، و"أمان".
ووفقا للموقع الاستخباري الفرنسي "إنتليجنس أونلاين"، فإن الوحدة 8200 تتعقب وترصد وتحلل المعلومات عن تنظيم "ولاية سيناء" وتنقلها للمصريين بحسب الحاجة.
في المثلث الحدودي لإسرائيل مع سوريا والأردن تعمل مجموعة جهادية صغيرة تسمى "شهداء اليرموك"، ترتبط بـ"الدولة الإسلامية". ورغم أنّها لم تنفذ حتى اليوم أية هجمات ضد إسرائيل، يمكن القول إنَّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منشغلة بها.
السبب الثاني كما يورده المحلل العسكري لـ"معاريف" هو قلق إسرائيل والتزامها بأمن الجاليات اليهودية في أنحاء العالم. فمنذ تأسيس الموساد، نشطت بداخله وحدة كان اسمها "بيتسور"، مهمتها مساعدة اليهود على الهجرة إلى إسرائيل من الدولة العربية والإسلامية التي منعت أو فرضت قيودًا على هجرتهم. غالبًا ما كانت تتم هذه العمليات بتمويل وتعاون منظمات يهودية، على رأسها جمعية "جوينت" الخيرية الأمريكية.
المهمة الأخرى لـ”بيتسور” تركزت حول العمل في ساعة الضرورة لحماية أمن اليهود ومؤسساتهم في الخارج. وذلك بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الأمن بالدول المختلفة، وهو ما يحدث حاليا مع تصاعد التهديدات التي يتعرض لها اليهود من قبل تنظيمات جهادية متشددة خاصة في الدول الأوروبية.
السبب الثالث وربما الرئيس لجمع المعلومات عن التنظيمات الجهادية كما يقول “ميلمان” هو “رغبة الموساد والأمان أن يظلا على صلة بما يحدث”.
وأوضح بالقول:”ينطوي ذلك على أهمية كبيرة لأنّ علاقات التعاون بين أجهزة الاستخبارات تتحدد وفقًا لمبدأ “خذ وهات”. بكلمات أخرى، تأتي الحاجة للحصول على معلومات انطلاقا من الرغبة في “الاتجار” بها. فالمعلومات التي تعني القوة والنفوذ والهيبة يمكن نقلها لمن يحتاجها نظير مقابل استخباري، أو تقدير منه".
يحتاج الموساد والأمان من أجل الاستمرار في اللعب بملاعب الكبار وأن يكونا وثيقي الصلة لمعلومات عن "الدولة الإسلامية" والقاعدة وباقي التنظيمات الجهادية، ويبذلان أقصى جهودهما لحيازة هذه المعلومات.
لذلك أقيمت في هذه الأجهزة وحدات بحثية متخصصة تعمل على ذلك، وتم تكثيف مستوى جمع المعلومات عبر كل الوسائل المتاحة. وقال ضباط إسرائيليون العام الماضي في مناسبات مختلفة إن أية معلومة تملكها إسرائيل في هذا الصدد، تُنقل في نهاية الأمر إلى العناصر الاستخبارية الأجنبية التي تخوض دولها صراعا ضد "الدولة الإسلامية" وأذرعها.