دبلوماسي إسرائيلي: عودة دحلان تخدم تل أبيب

كتب:

فى: صحافة أجنبية

13:50 24 أكتوبر 2016

ألقى الدبلوماسي الإسرائيلي السابق "أوري سافير" الضوء على الاهتمام الإسرائيلي باحتمال عودة محمد دحلان، الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، للساحة الفلسطينية.

 

“سافير" نقل عن مسئول فلسطيني مقرب من دحلان قوله إن الجنرال الفلسطيني يشعر بخيبة الأمل من قرار الرئيس الفلسطيني أبو مازن بالمشاركة في جنازة الرئيس شمعون بيريز في 30 سبتمبر. لذلك، ينوي استغلال الغضب الشعبي حول تعاون أبو مازن مع إسرائيل، بما في ذلك التنسيق الأمني معها، من أجل العودة في المستقبل القريب للضفة الغربية وللسياسة الفلسطينية، في وقت تتطلع فيه عيناه للقمة.

 

وتابع في مقال نشره على موقع "المونيتور" الأمريكي "يثير دحلان وفرصه السياسية فضول إسرائيل الرسمية للغاية. في السلطة الفلسطينية يبدو أمر مماثل حيال العودة المحتملة لرئيس الأركان ورئيس الحكومة السابق إيهود باراك للسياسة الإسرائيلية. يعتبر كلاهما على الجانب المعاكس أملاً في سياسة أكثر واقعية".

 

واعتبر أنّ الفلسطينين الذين يتابعون بقوة ما يجري على الساحة الإسرائيلية ينتقدون باراك بشدة انطلاقًا من عدة أسباب، أهمها تطرقه لاستخدام القوة كحل للمشاكل السياسية، ولا يثق في أحد، وبالأخص الفلسطينيين الذين يتعامل معهم بغطرسة، كذلك فإن مقترحاته السياسية لا تقترب حتى مما يعتبره الفلسطينيون حل وسط وتسوية واقعية لقضايا الحدود والترتيبات الأمنية.

 

مع ذلك ورغم وصف مصدر مسئول بالسلطة الفلسطينية رفض نشر اسمه لإيهود باراك على أنه ضيق الأفق، أكّد المسئول أنه من وجهة النظر الفلسطينية، فإنّ عودة باراك لمنصب رئاسة الحكومة في إسرائيل خلفًا لبنيامين نتنياهو، ينطوي على مزايا كبيرة، إذ يؤمن الرجل من كل قلبه بحل دولتين لشعبين، ويرى في المستوطنات عبئا على أمن إسرائيل. ونظرا لأنه يعزي أهمية كبيرة للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، فقد يدفعه ذلك للعمل بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لدفع مسألة حل الدولتين. لكن الميزة الأهم- كما يقول المسئول الفلسطيني- تكمن في حقيقة أنه ليس بنيامين نتنياهو.

 

في إسرائيل، هناك نظرة ازدواجية مماثلة تجاه إمكانية عودة محمود دحلان المطرود من صفوف حركة فتح للضفة الغربية. فهو شخصية مألوفة للكثيرين في المؤسسة الأمنية داخل إسرائيل، ولأولئك الذين شاركوا في المفاوضات مع الفلسطينيين.

 

لعب دحلان دورًا كبيرًا في عملية أوسلو، وكل ما حدث بعدها. تقدم بالمشورة للرئيس الراحل ياسر عرفات، واتخذ موقف براجماتية في قضايا أمنية خلال المفاوضات.

 

مسئول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية تحدث مع "المونيتور" بعدما اشترط عدم نشر اسمه، وقال: إن مصر تضغط على أبو مازن للسماح لدحلان بالعودة للضفة الغربية. بالنسبة للإسرائيليين هناك مزايا وعيوب لعودة دحلان للقيادة الفلسطينية.
 

وتابع المصدر الإسرائيلي أن العيوب تكمن في أن دحلان يؤمن بحل الدولتين، لكنّه لا يستبعد استخدام العنف كوسيلة لتدفيع إسرائيل ثمن الجمود السياسي. يملك ملامح المستبد ولا يحتمل المعارضة له، وسوف يستغل المخابرات الفلسطينية في قمعها.

 

كذلك أضاف المسئول الإسرائيلي أن دحلان غير محبوب لدى كثير من الفلسطينيين، لاسيما على خلفية اتهامه بالتورط في قضايا فساد. ويدركون أن الرجل الثري جدًا، يستخدم أمواله لتعزيز نفوذه بالضفة الغربية. ولم يستبعد المصدر تحالف دحلان مع حركة حماس بقطاع غزة، حيث ينتمي في الأساس.

 

في المقابل، يقول المصدر إن لدحلان الكثير من الأصدقاء في إسرائيل، لاسيما داخل المؤسسة الأمنية. مضيفا "دحلان خبير في إسرائيل، يعرف الإسرائيليين ويتحدث العبرية بطلاقة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الفلسطينيين في استئناف الحوار مع إسرائيل.


 

دحلان جنرال سابق، جامح، بإمكانه قمع اندلاع أي عنف في الضفة الغربية، تعتمد مواقفه حول حل الدولتين على مبادرة السلام العربية من عام 2002، وعلى الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية قائمة على سياسات أمنية براجماتية. إذا قرر التقدم مستقبلا نحو معاهدة سلام، فسوف يمكن الاستفادة بالتاكيد من واقعيته في إتمامها. وإذا لم يكن ذلك كافيا، فإن دحلان يحظى بدعم الدول العربية المعتدلة، كمصر والسعودية.

 

وختم الدبلوماسي الإسرائيلي "أوري سافير" مقاله بالقول:”إذا ما عاد دحلان وباراك مجددا للساحة السياسية، في الجانب الإسرائيلي والفلسطيني على التوالي، علينا أن نأخذ في الحسبان الحقيقة التالية: منيت القيادة السياسية على الجانبين خلال السنوات الماضية بفشل ذريع في تحريك عملية السلام. ربما آن الأوان مجددًا لإعطاء فرصة لكلا الجنرالين".


 

الخبر من المصدر..


 

اعلان