بعد مصادرة مئات الأطنان من "إيديتا"..

بلومبرج: تعامل الحكومة المصرية مع أزمة السكر يثير المخاوف

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

14:19 24 أكتوبر 2016

السلطات المصرية صادرات ألاف الأطنان من السكر من شركتي " إيديتا" للصناعات الغذائية و " بيبسيكو"، ما يثير مخاوف من الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع أزمة النقص الحاد في السكر التي تشهدها مصر في الوقت الراهن.

 

هكذا استهلت شبكة " بلومبرج" الإخبارية الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على أزمة السكر المتفاقمة في مصر، لاسيما في ضوء القرار الذي اتخذته السلطات مؤخرا بالتحفظ على ما يقرب من ألفي طن من السكر في المخازن التابعة لمصنع "إيديتا"، وهي الكمية التي تغطي الاستهلاك لفترة قوامها ثلاثة أسابيع.

 

وذكر التقرير أن مصادرة أطنان السكر من مخازن " إيديتا" أثر سلبا بالفعل على إنتاجية المصنع، وهو ما أكده هاني برزي رئيس مجلس إدارة شركة "إيديتا" للصناعات الغذائية في تصريحات لفضائية " سي بي سي" المصرية الخاصة.

 

وتعكف السلطات على تقييم ما إذا كانت الشركة التي تعد واحدا من أكبر منتجي المواد الغذائية في مصر، تخزن السلعة الحيوية بصورة مفرطة، وفقا لـ برزي.

 

وعلى خلفية مصادرة السكر منها، هبطت أسهم الشركة التي تنتج " توينكيز" و" هو هوز"، من بين علامات تجارية أخرى، بنسبة 6.7% في مستهل تعاملات البورصة اليوم الاثنين.

 

وقال برزي:" إذا كانت الحكومة لديها مشكلة، فكان ينبغي عليها أن تأتي وتتفاوض معنا، لكن تلك الطريقة في مصادرة السلعة والتعامل معنا كـ مهربين مخزية."

 

وتدخل مسؤولون حكوميون لعرقلة تنفيذ قرار مصادرة السكر من مخازن "إيديتا" وبيعه للجمهور.

 

وتساءل برزي: "شركة تعمل في الصناعات الغذائية والحلوى  وتنتج 140 ألف طن سنويا ويستخدم السكر مادة خام ، هل هذا يعد جريمة ؟ و شركة لديها آلاف العمال ومدرجة في البورصة ورئيس مجلس إدارتها رئيسا للمجلس التصديري للصناعات الغذائية هل سيتاجر في السكر ويتاجر بسمعته وسمعة الشركة في السوق؟".

 

وأضاف ان التحفظ على السكر وتوقف الإنتاج سيؤثر على صادرات الشركة  التي تبلغ نسبتها 7% من اجمالي الانتاج كما سيضع الشركة في مأزق مع العملاء وقدرتها على الوفاء بالعقود خاصة أن الشركة وقعت منذ فترة قريبة عقد تصديري مع السعودية مما يؤثر على صورة الشركة في السوق.

 

وقال " حال تفاقم الوضع سيؤثر على سهم الشركة في البورصة خاصة أن الأمر احدثا قلقا بين المستثمرين والمساهمين الأجانب الذين بدأوا الاستفسارات ومحاولة فهم ما يحدث."

 

وأكد برزي أن الشركة قدمت جميع الأوراق والفواتير  والعقود للجهات المعنية وأن القضية في النيابة حاليا.

 

جدير بالذكر أن "إيديتا" تمتلك 26 خط إنتاج  في أربعة مصانع وتملك 9 علامات تجارية منها من هوهوز وتوينكز وكرواسون مولتو وتودو وفريسكا وبيك رولز وميمكس، ، ويعمل بها 5542 موظفا وتتعامل مع 5 آلاف تاجر جملة .

 

وتجيء أزمة السكر التي أدت لارتفاع أسعار السلعة بمعدل الضعف تقريبا إلى 10 جنيهات للكيلو في الأسابع القليلة الماضية في وقت تتطلع فيه القاهرة لإنهاء قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 12 مليار دولار والتي تسعى من خلاله لرأب الصدع في الاقتصاد المصري الذي يعاني منذ ثورة الـ 256 من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

 

وتعاني الشركات في مصر من النقص الحاد في العملة الصعبة، ما زاد من سعر الدولار في السوق السوداء. ويُتوقع أن يقوم المسؤولون في مصر بخفض العملة أو حتى تعويمها، بالرغم من أن الخطوة لم تتبلور بعد في حين تزداد مخاوف من تأثير التضخم المحتمل الناتج عنها، وما سيسببه ذلك من .زيادة الغضب في الشارع المصري من الأوضاع الاقتصادية القائمة.


الخبر من المصدر..

اعلان