جيروزاليم بوست للسيسي: من مصلحتك إقناع المصريين بحب إسرائيل
نصحت صحيفة "جيروزاليم بوست" اﻹسرائيلية السلطات المصرية بضرورة العمل على تغيير الصورة السلبية الراسخة لدى غالبية المصريين عن إسرائيل؛ ﻷن دفء العلاقات على المستوى الرسمي فقط ليس كافيا لكي تجني القاهرة ثمار التعاون مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "مصر وإسرائيل تشتركان في العديد من المصالح، ولكن مصر لن تستفيد من هذا التعاون، طالما أن الرأي العام يرى هذا التعاون شكلا من أشكال الخيانة، ويجب على السيسي محاربة التعصب والكراهية، ﻷنه سيسهل التعاون الذي تحتاجه مصر بشدة".
وفيما يلي نص الافتتاحية
السلام البارد الذي يحكم العلاقات بين إسرائيل ومصر منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، يظهر على المستويات الدبلوماسية والعسكرية، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت المعارضة الشعبية بين المصريين لهذا التعاون- ناهيك عن العداء واللاسامية - يوقف التقدم.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يرى في إسرائيل حليفا هاما في الحرب ضد الإسلام السياسي.
القوات الإسرائيلية والمصرية تعملان معا ضد الجماعات المتشددة في سيناء، بجانب كبح جماح حماس في قطاع غزة.
التعاون في المجالات العسكرية والاستخباراتية له تأثير على جوانب أخرى من العلاقات المصرية الإسرائيلية، حيث جرى بين الطرفين لقاءات على مستويات مرتفعة منذ الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين عام 2013.
مدير عام وزارة الخارجية السابق "دوري جولد" زار مصر في يونيو عام 2015، وأعيد فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وأرسل السفير المصري الجديد لتل أبيب.
وفي أبريل، وافقت إسرائيل على نقل اثنين من جزر البحر الأحمر المصرية للسيادة السعودية ( تيران وصنافير)..
وليس هناك ما يؤكد تحسن العلاقات بين القاهرة والقدس، مثل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل في يوليو الماضي، والتي تضمنت اجتماعا مطولا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وللأسف، هذه التحركات من قبل مسؤولين رفيعي المستوى على الصعيد الدبلوماسي والعسكري، لم يصل منها شيء إلى الشعب المصري.
وكان هذا واضحا من ردود الفعل على شائعات اعتزام إسرائيل إعادة فتح قنصليتها في الإسكندرية، كما ذكر مراسل الشؤون العربية بصحيفة جيروزاليم بوست.
ووفقا لقناة العربي الجديد، زار السفير الإسرائيلي في القاهرة، ديفيد جوبرين، الإسكندرية تحت حراسة مشددة، واجتمع مع الجالية اليهودية الصغيرة في المدينة، وزار معبد "إلياهو هانافى" واجتمع مع محافظ الإسكندرية.
كما نقل الموقع عن نشطاء غضبهم الشديد لهذه الزيارة، معتبرينها "استفزازا"، ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء البرلمان من الإسكندرية قوله "لا يوجد مبرر" لعلاقات وثيقة مع إسرائيل.
وفي سبتمبر 2015 أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام، أن غالبية الرأي العام المصري يعادي إسرائيل.
وفي الاستطلاع، اعتبر المصريون إسرائيل الأمة الأكثر عدائية، ثم جاءت الولايات المتحدة المرتبة ثم الصين.
ووفقا لتقرير صادر عن مركز "سيمون فيزنتال" فإن عددا من الكتب المصرية عرضت بمعرض فرانكفورت للكتاب هذا العام، تحتوي على مواضيع معادية للسامية، ويقول عدد من الكتب أن ثورة يناير عام 2011 جزءا من مؤامرة إسرائيلية لزعزعة الاستقرار في مصر ودول عربية أخرى، ونقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
المشاعر المعادية لليهود ولإسرائيل تتناقض تناقضا واضحا في عمق المجتمع المصري بين المستوى الرسمي والشعبي، وهذا الوضع يولد التنافر.
وكان مسؤولون رفيعوا المستوى في مصر حريصون على وجود علاقات جيدة مع إسرائيل، لكن الشعب المصري، في الوقت نفسه، عدائي بشكل واسع ضد إسرائيل واليهود.
وما دام قادة مصر لم يتخذوا الخطوات اللازمة لإعداد الشعب لتحسين العلاقات مع إسرائيل، سيبقى هذا التنافر، مصر وإسرائيل تشتركان في العديد من المصالح، ولكن مصر لن تستفيد من هذا التعاون، طالما أن الرأي العام يرى هذا التعاون "شكلا من أشكال الخيانة".
كقادة، السيسي، وشكري وغيرهم واجب عليهم محاربة التعصب والكراهية، وليس فقط لأن هذا هو الشيء الصحيح، ولكن لأنه سيسهل التعاون الذي تحتاجه مصر بشدة.