محلل إسرائيلي: بفتح معبر رفح ومنطقة حرة.. السيسي يكافئ دحلان
قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر اتخاذ سلسلة من التسهيلات لتخفيف الحصار على سكان قطاع غزة، في مقدمتها فتح معبر رفح بشكل دائم، وإقامة منطقة تجارة حرة.
لكن "بن مناحيم" أشار في مقاله المنشور بتاريخ 1 نوفمبر، على موقع "نيوز1” بعنون "مصر تعزز مكانة دحلان" إلى أن الفضل في اتخاذ مصر لهذه الخطوات سيعزى للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المقيم بالقاهرة، وذلك في إطار تجهيزه لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بات مغضوبا عليه من نظام السيسي.
إلى نص المقال..
وفقا لمصادر في حركة فتح، لم تنظر مصر على أقل تقدير بعين الرضا لسفر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتركيا وقطر اللتين تعتبران معاديتين لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومحاولته التصالح مع حماس بتنسيق قطري، مع تجاهل مصر صاحبة الحدود المشتركة مع قطاع غزة، والمصالح الأمنية والإقتصادية في القطاع. كذلك عملت مصر لسنوات طوال كوسيط رئيسي بين فتح وحماس.
شكى محمود عباس لزعيمي حماس، خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، أن مصر جنبا إلى جنب مع عدد من الدول العربية تضغط عليه للتصالح مع دحلان، طالبا منهما استئناف محادثات المصالحة معه، من أجل إحباط خطط مصر ودحلان التي يعتبرها مؤامرة ضده.
سمحت القيادة المصرية قبل نحو أسبوعين للمخابرات المصرية ومحمد دحلان بعقد مؤتمر أكاديمي في العين السخنة بمصر بمشاركة 130 شخصية فلسطينية، تناول المشكلة الفلسطينية ووحدة حركة فتح، خلافا لرأي محمود عباس، ووفقا لمصادر فلسطينية، ستنظم القاهرة ثلاثة لقاءات أخرى مختلفة مع شخصيات فلسطينية على أراضيها، سيتناول أحدها مسائل الاقتصاد والتجارة.
على ما يبدو حاليا فإن القيادة المصرية قررت تعزيز موقف محمد دحلان للإعراب لمحمود عباس عن استيائها من تصرفاته وتجاهله مطالبها.
لدى دحلان المولود في خان يونس بالقطاع، قاعدة جماهيرية واسعة هناك، قبل أسبوع وافقت مصر على دخول زوجته جليلة للقطاع عبر معبر رفح لتوزيع أموال من الخليج على سكان غزة بعدما رفضت السلطة الفلسطينية إدخالها عن طريق معبر بيت حانون.
يسعى المصريون للتخفيف على سكان القطاع، مع الإعلان أن ذلك يأتي بفضل جهود دحلان، الذي سيزيد ذلك من رصيده، وليس من رصيد عباس.
تعتزم مصر تقديم تسهيلات في أكثر المسائل إيلاما لسكان القطاع، وهي معبر رفح الحدودي، المخرج الوحيد للعالم الخارجي، والمغلق معظم أوقات السنة تقريبا منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
وبالفعل، عبر محمد دحلان المقيم في القاهرة لأول مرة عن هذا التوجه عندما قال في حديث أدلى به في 29 أكتوبر لوكالة”معا” للأنباء :”لدي آمال عريضة بإنفتاح مصري جدي نحو مشكلات وأزمات أهلنا في القطاع". ووصف دحلان الوضع الصعب في قطاع غزة بكلمات "القطاع قنبلة نووية موقوتة على وشك الانفجار في وجه الجميع".
أفاد الموقع الإلكتروني “الكرامة برس” في 25 أكتوبر نقلا عن مصادر مصرية وفلسطينية أن مصر سوف تفتح معبر رفح بشكل دائم، بما في ذلك للأغراض التجارية.
وفقا لتلك المصادر، لعب دحلان دورا مركزيا في إقناع القيادة المصرية بتغيير موقفها تجاه الوضع بقطاع غزة، وأن مصر تدرس بجدية إقامة منطقة تجارة حرة على حدود رفح، وهو ما من شأنه ضخ الكثير من الأموال لخزينة الدولة المصرية.
أفادت صحيفة “رأي اليوم” في 29 أكتوبر أن نائبين برلمانيين عن حركة فتح، من مؤيدي دحلان الذين شاركوا في المؤتمر الأخير بمصر، هما من يتوليان طلبات الطلاب للخروج من القطاع للدراسة في الخارج ونقلها لوزارة الداخلية التابعة لحماس في القطاع، وبحسب مصادر فلسطينية بغزة، هناك نحو 30 ألف شخص ينتظرون الموافقة على السفر إلى مصر لأسباب إنسانية مختلفة.
هناك تأكيدات من مصادر مصرية حول إمكانية حدوث تغير متوقع في السياسة المصرية حيال معبر رفح، وقال أشرف أبو الهول، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المتحدثة بلسان النظام المصري، لموقع “الرسالة” الفلسطيني إن هناك توجها مصريا بفتح معبر رفح ما بين 6 إلى 8 أيام شهريا.
على ما يبدو فإن مصر على وشك القيام بتلك الخطوة تجاه سكان قطاع غزة، تحديدا في هذا التوقيت، رغم علاقاتها المضطربة مع حركة حماس، وذلك من أجل ترسيخ شعبية محمد دحلان الذي يناضل على حقه في أن يكون خليفة محمود عباس، رغم طرده بشكل رسمي من حركة فتح في 2011. ربما، كانت حركة حماس هي الأخرى معنية بفتح معبر ر فح لتخفيف الضغط الإنساني في أنحاء القطاع وتقليص الانتقادات الموجهة إليها في الشارع الغزاوي.
صرح سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، بأن حماس اقترحت على مصر إرسال وفد للقاهرة لاستئناف المحادثات بين الطرفين، وبأنها معنية بتطوير العلاقات مع مصر.