Walla: باتفاق صندوق النقد.. السيسي يقامر بمنصبه
قال "آفي يسسخروف" محلل الشئون العربية بموقع "walla” إن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي تخطط مصر للحصول بموجبة على قرض بقيمة 12 مليار دولار يمكن أن يكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه.
وأضاف"يسسخروف" في تقرير بعنوان "الجنيه ينهار وليس هناك سكر: التهديد الجديد لنظام السيسي في مصر":احتياط مصر من العملة الأجنبية في تراجع. عشية ثورة يناير 2011 بلغ الاحتياط 36 مليار دولار، ووصل قبل نحو شهرين لـ 20 مليار دولار. العجز الصاروخي في الميزانية الذي بلغ 12% جنبا إلى جنب مع التراجع في مجالات أخرى، أدى لتوجه مصر للتوقيع على اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار على مدى 3 سنوات".
وتابع :”المشكلة هنا أن الصندوق ربط القرض بعدد من الخطوات التي يمكن أن تكلف السيسي منصبه: مطالب بالإصلاح في سوق العملة، أي عدم تحديد سعر الجنيه المصري، والسماح بتحديده وفقا للسوق الحر- الأمر الذي من شأنه أن يؤدي على المدى القصير لانهيار رهيب للعملة وإفلاس كثير من الشركات، وتقليص الدعم بشكل واسع، ما قد يتسبب في ارتفاع دراماتيكي لأسعار السلع الرئيسية ولاحتجاجات شعبية واسعة".
الصحفي الإسرائيلي اعتبر أن الحكومة والسيسي أدركوا سريعا خطورة الموقف وقرروا المقامرة، وذلك بإعلان البنك المركزي المصري الخميس الماضي تعويم الجنيه، وتحديد قيمته وفقا للعرض والطلب، ما أدى لانخفاض العملة المحلية بنحو 50%.
واعتبر "يسسخروف" في تقريره المنشور بتاريخ 4 نوفمبر 2016 أن وقف تدفق الأموال السعودية والخليجية على النظام المصري لعبت دورا كبيرا في تزايد حدة الأزمة الاقتصادية في مصر، مشيرا إلى أن الرياض وحلفاءها في الخليج نقلوا خلال العامين الأخيرين نحو 25 مليار دولار لمصر، فيما انتهى شهر العسل مع نظام السيسي إثر تصويت الأخير بمجلس الأمن على مشروع قرار روسي يسمح ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.
البروفيسور "يورام ميتال" الخبير في الشأن المصري بجامعة "بن جوريون" قال إن السعوديين صُدموا من مسارعة نظام السيسي- رغم السخاء الكبير الذي تعاملوا به معه- للخروج ضد موقف الرياض من القضية السورية بل حتى عدم تردده في التخندق بجانب إيران أكبر عدو للسعودية في قضايا أخرى كاليمن وغيرها.
وزاد "ميتال" لدى حديثه للموقع الإسرائيلي بقوله:”وبشكل متزامن، يضطر السيسي لمواجهة التهديد الهائل للإرهاب الإسلامي المتشدد، الذي يفرغ خزينة الدولة من عائدات السياحية. هناك هجمات في كل يوم تقريبا، ضد أهداف عسكرية أو مدنية. صحيح أن معظم الهجمات تحدث بشبه جزيرة سيناء، لكن هذا الأسبوع (الأسبوع الماضي) جرى تصفية خلية إرهابية في القاهرة. أدى هذا الوضع إلى هروب المستثمرين الأجانب، فيما تفرغ الخزينة المصرية بشكل متسارع".
“لا أعرف إلى أين يقود هذا"، أضاف البروفيسور الإسرائيلي "لكني أدرك تماما أن هذه الأزمة تزعزع النظام. نحن بصدد وضع غير مستقر للغاية. هناك انتقادات حادة ضد السيسي في الشارع. المجتمع المصري منقسم. الآلاف في السجون. ليس هناك سكر أو أرز على مدى أسبوعين بالمتاجر. الجيش يوزع السلع الغذائية في مداخل الأسواق لمواجهة ارتفاع الأسعار، وصولا إلى الوضع الذي بدأ في توزيع لبن الأطفال بسبب العجز فيه".
وختم "ميتال" حديثه للصحفي "يسسخروف" بالإشارة إلى الزيادة السكانية المتصاعدة في مصر التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة، منهم ما يزيد عن 40 مليون يعيشون تحت خط الفقر، مع تزايد معدل النمو السكاني الذي وصل 2.5% سنويا، و تردي البنى التحتية اللازمة لاستيعاب تلك الزيادة. وسط هذا الكم من الأزمات لا يبقى شيء على حاله، ويتولد شعور بعدم اليقين.