هآرتس: بلهفة.. السيسي ينتظر ترامب
"في مصر والسعودية وسوريا ينتظرون بلهفة لمعرفة من سيخلف أوباما، وكيف ستؤثر هويته على مجريات الأمور بالمنطقة. إذا ما انتخب ترامب، فقد يجد فيه السيسي داعمًا جديدًا وصديقًا مشتركا لبوتين".
كان هذا ملخص ما وصل إليه "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بتاريخ 8 نوفمبر 2016 تحت عنوان "في العالم العربي ينتظرون المدير الجديد للشرق الأوسط.
وقال "برئيل" إنَّ لدى بعض الزعماء بالشرق الأوسط أسبابًا كافية للأرق وهم يتابعون بقلق المؤشرات الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية. أول هؤلاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي هو في أمسّ الحاجة لدعم أمريكي قوي لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلاده.
وتابع "أوباما الذي تأخر كثيرًا قبل أن يمنح السيسي شهادة صلاحية بعد استيلائه على الحكم في يوليو 2013، عاد وغير موقفه وأصبح مؤيدًا رئيسيًا للرئيس المصري، لاسيما على خلفية الحرب التي يقودها ضد الإرهاب في بلاده".
ورأى أنه في ظل تحسن العلاقات بين نظام السيسي وروسيا خلال الفترة الماضية، وحال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة في واشنطن، المعروف بميله لبوتين، فسوف يجد السيسي فيه داعمًا جديدًا، وسيصبح صديقًا مشتركًا لبوتين وترامب.
إذا فازت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فلن تدع مصر تنهار، لكن يتوقع أن تتعامل معها كدولة هامشية تتراجع أهميتها الإستراتيجية. بحسب "برئيل".
وأضاف المحلل الإسرائيلي:”علاوة على ذلك ستحاول كلينتون دفع الحوار السياسي مع إيران، الأمر الذي من شأنه تغيير ميزان القوى بالشرق الأوسط. يأخذ السيسي هذا الاحتمال في الحسبان، وانحاز مؤخرًا للموقف الروسي- الإيراني تجاه سوريا، عندما صوتت مصر الشهر الماضي لصالح القرار الروسي بالأمم المتحدة، وضد الاقتراح الفرنسي. أثار التصويت غضبًا كبيرًا في القصر الملكي السعودي".
وتلقت السعودية خلال العامين الماضيين ضربات سياسية قاسية، أخطرها، كما تعتقد الاتفاق النووي مع إيران، ثم سياسة أوباما في سوريا، التي أدّت إلى سيطرة موسكو وإيران على مقاليد الأمور هناك.
بشكل متزامن، فإنَّ السعودية عالقة في الحرب باليمن، التي اعتقدت أن قوات المعارضة يمكن حسمها بسهولة نسبية لتجد نفسها مستغرقة في المستنقع الموحل في الصراع ضد قوات تحظى بدعم إيراني.
واعتبر "برئيل" أنَّ السعودية تستشيط غضبًا من أوباما ويعتقد الإعلام السعودي أن كلينتون يتسير على دربه في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية.
ومضى يقول :”نظريا، سيكون فوز كلينتون بشرى سيئة للسعودية، لكن السعودية دولة تستثمر على المدى الطويل، وإذا ما صحت التقارير في ويكيليكس، فإنَّ السعودية كانت من كبار المتبرعين لصندوق كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية. كذلك نفذت السعودية صفقة المشتريات العسكرية الضخمة بقيمة 80 مليار دولار خلال فترة حكم أوباما، لذلك يتضح أن الأموال وليست السياسة من سترسم خطوط العلاقات بين واشنطن كلينتون وبين السعودية".
في المقابل، رقص ترامب على ما نُشر حول العلاقات الجيدة بين السعودية وأنصار كلينتون، ووصفها بالوصمة الأخلاقية التي تلزم كلينتون بإعادة تلك الأموال. لكن في يناير 2016 نشر الأمير السعودي الوليد بن طلال على حسابه بتويتر تغريدة مؤلمة لترامب ذكره فيها بأنه أنقذه من الانهيار عندما اشترى اليخت الخاص به وفندق ترامب بلازا، ما قلل من ديونه.
هذه- بحسب "برئيل" حسابات بسيطة مقارنة باعتبارات استراتيجية تقلق السعوديين، الذين دائما ما كانوا على علاقة جيدة بالرؤساء الجمهوريين، وتحديدا من أسرة بوش. لكن يدور الحديث هذه المرة عن ترامب وليس عن الحزب، وربما لن تكون علاقات الماضي الجيدة التي ربطت السعودية والجمهوريين كافية.
وتتعلق الأزمات العاجلة في المنطقة بطريقة إدارة الحرب على داعش في العراق وسوريا ومستقبل الحل السياسي بسوريا. يمكن للرئيس أوباما أن يأمل بانتهاء حرب تحرير الموصل بشكل متزامن مع انتهاء فترة ولايته في يناير، وأن تنجح قوات التحالف والمتمردين في إنهاء وجود داعش بمدينة الرقة السورية.
يتشارك كلينتون وترامب هذه الأمنية، وسيسعدان للتخلص من هذه التركة الثقيلة. لكن الحديث يدور عن حيز زمني قصير لا يزيد عن الثلاثة شهور، يمكن خلاله تحقيق إنجازات عسكرية في الموصل والرقة، لكن الأزمة في سوريا سوف تحتاج رئيسًا أمريكيًا جديدًا يمكن أن يجد نفسه بلا أدوات سياسية بعد أن سلبتها روسيا. هكذا أنهى "تسفي برئيل" تحليله.