وكالة اﻷنباء الفرنسية:
ترامب والاتفاق النووي اﻹيراني.. القول أسهل من الفعل
عندما كان مرشحا، وعد دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعته الولايات المتحدة خلال الفترة الثانية لباراك أوباما.
وعندما أصبح الرئيس المنتخب، ترامب كان أكثر حذرا، والولايات المتحدة ستواجه تداعيات دولية خطيرة إذا نفذ تهديده.
جاء هذا في تقرير لوكالة اﻷنباء الفرنسية عن مدى قدرة الرئيس اﻷمريكي المنتخب دونالد ترامب على تنفيذ وعوده خلال حملته الانتخابية والتي من بينها إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أنه أمر بعيد المنال، ولن يستطيع تنفيذه.
وقالت الوكالة، في يوليو 2015 وقعت الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ يناير الماضي، وتم التوصل للاتفاق عن طريق قناة خلفية بين واشنطن والعدو اللدود طهران.
ويخشى حلفاء الولايات المتحدة السعودية وإسرائيل على وجه الخصوص أن الاتفاق سوف يؤجل فقط السعي الإيراني للقنبلة، ولكن سوف يشجعها في مجالات أخرى.
في واشنطن، فإن الصفقة لا تزال في ملعب السياسية، والمعارضين الجمهوريين ﻷوباما التي يقودهم الآن الرئيس المنتخب ترامب، لديهم مشكلة.
وصف ترامب الاتفاق النووي بأنه "أسوأ صفقة في التاريخ"، وتعهد بمراجعة الاتفاق الذي أعاد ﻹيران عشرات المليارات من الدولارات من اﻷموال المجمدة في البنوك الغربية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين قولهم بعد انتخابات ترامب: لا يوجد سبب قانوني يبرر إلغاء الاتفاق، بل بالعكس قد يغضب الحلفاء الذين أبرموا الاتفاق مع أمريكا، كما أن إلغائها سوف يؤدي إلى سباق للتسلح في الشرق الأوسط".
وقال أحد مستشاري السياسة الخارجية لترامب: " تمزيق الاتفاق ربما كلمة قوية جدا"، ولكن سيتم إعادة التفاوض على الصفقة من قبل الإدارة القادمة.
أنصار الاتفاق يأملون أن يؤدي هذا إلى "إعادة التوازن"، وقال "تريتا بارسي" رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي :" لا يمكن للولايات المتحدة من جانب واحد إلغاء أو تعديل الاتفاقية دون انتهاك القانون الدولي".
وأضاف "أي محاولة ﻹلغاء الصفقة أو حتى التفاوض عليها سوف تعزل الولايات المتحدة، وليس إيران".
ويتفق البعض مع بارسي، وقال جورج بركوفيتش من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: أقرب حلفاء واشنطن ترى المحاولة من جانب واحد لإعادة التفاوض "عمل مارق".
وأضاف "سوف يعتبر العالم أن الولايات المتحدة تنتهك الاتفاق، ولن يشعروا أنهم ملزمين بإعادة فرض أو تشديد العقوبات على إيران.. كما قد ترغب الولايات المتحدة".
وتابع: في الوقت نفسه، يمكن لإيران أن تستغل مثل هذه الخطوة، وتهدد أو توقف القيود النووية.. بقية العالم سوف يلقي اللوم على الأزمة العالمية الناتجة عن ذلك على الرئيس الأمريكي الجديد، وهذا لن يكون موقف تفاوضي جيد للولايات المتحدة".
رئيسة الاتحاد الأوروبي للشؤون الدولية، فيديريكا موغيريني، سعت لتذكير ترامب أن الاتفاق مع إيران "اتفاق متعدد الأطراف"، وليس ورقة مساومة للولايات المتحدة.
لكن تم اختيار زعيم في الولايات المتحدة بدون خبرة في السياسة الخارجية، وما سوف يفعله سيظهر بعد تنصيبه في يناير.