صحيفة مغربية:
مصر والبوليساريو .. المصالح لا تعرف حلفاء
هاجمت صحيفة مغربية ناطقة باﻹنجليزية مصر والكويت بسبب موقفهما من جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) في القمة العربية الإفريقية اﻷخيرة التي عقدت في غينيا الاستوائية.
وقالت صحيفة (موروكو وورلد نيوز): في القمة العربية الإفريقية اﻷخيرة التي عقدت في غينيا الاستوائية، آثار العلم الذي يمثل الحركة الانفصالية المعروفة باسم "جبهة البوليساريو" - التي تهدد وحدة أراضي المغرب- استياءً واسعا بين العديد من الدول التي كانت موجودة، ونتيجة لذلك، قررت ثماني دول عربية الانسحاب من القمة تضامنا مع المغرب، إلا مصر والكويت.
وأضافت، قرار الكويت عدم الانسحاب من القمة يثير الدهشة، والعديد من التساؤلات أيضا، من بينها لماذا فضلت الكويت أن تكون الوحيدة من بين دول مجلس التعاون الخليجي التي حافظت على مقعدها بالقرب من البوليساريو، ومواصلة ترؤس الاجتماع بمشاركة كيان غير معترف بها من قبل أي من الأمم المتحدة أو معظم البلدان، وهذا يبعث على الأسى، ويدعو إلى تحليل دقيق لأهميته الحقيقية فيما يتعلق بإعادة تشكيل اﻷوضاع الجيوسياسية الحالية التي تحدث في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
وتابعت، الكويت بموقفها وضعت نفسها في موقف محرج للغاية فيما يتعلق بالمغرب، الحليف الاستراتيجي الذي دعم الكويت بعد الغزو العراقي عام 1990، وأثبت دائما قوته وصموده في الدفاع عن الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للكويت.
أما بالنسبة لمصر - بحسب الصحيفة- فموقفها المتذبذب ليس شيئا جديدا، تاريخيًا، مصر لم يكن تدعم صراحة الوحدة الترابية المغربية، وكثيرا ما اتسم موقفها بالوقوف على الحياد فيما يتعلق بمحاولات الوساطة والصلح بين المغرب والجزائر.
وأضافت، ولكن مع ذلك، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم، وبعد فترة من الانسجام مع السعودية ودول الخليج الأخرى بدافع من المصالح الخاصة المرتبطة بالاحتياجات الاقتصادية والمالية لمصر، القاهرة إعادة توجيه بوصلتها نحو محور جديد وهو الجزائر وطهران وبالتالي أصبح النظام السوري واضحا في الأشهر القليلة الماضية.
واستشهدت الصحيفة على ذلك الموقف، باستضافة مصر لوفد من "الجمهورية الصحراوية" الذي حضر اجتماعات البرلمانات العربية الإفريقية، وهو ما شكل تحولاً جذريًا في التحالفات المصرية فسرها البعض باعتبار أنَّ القاهرة تنظر للجزائر على أنها بديل لتغطية احتياجاتها من الطاقة بعد توتر علاقاتها مع حلفائها في الخليج.
كما أنَّ عدم انسحاب مصر من القمة العربية الإفريقية رغم انسحاب ثمانية بلدان عربية، يشير بوضوح إلى أن مصر تصر على المشاركة في محور الجزائري - الإيراني- السوري.
وأوضحت الصحيفة أن أفضل استراتيجية للدبلوماسية المغربية لمواجهة تقلب مواقف مصر، استخدام كل الخيارات المتاحة والطرق الدبلوماسية لزيادة تكلفة مثل هذا السلوك غير الودي بالمقارنة مع فوائدها المحتملة.
لا شك أن دعم مصر، أو على الأقل الحياد إزاء قضية الصحراء هي قضية مهمة في أفق المعركة الدبلوماسية المقبلة التي سوف تخوضها المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي لطرد الحركة الانفصالية "البوليساريو" من المنظمة، وهذا سوف يكون جيدا بالنسبة للمغرب، ويصحح الوضع غير القانوني الذي يقوض تماسك الاتحاد الإفريقي، وعلاقاته مع المنظمات الإقليمية الأخرى.