واشنطن بوست:
في فنزويلا.. الطعام عصا الحكومة لتأديب المعارضة
مع تزايد أعمال الشغب بسبب الطعام بعدما أصبحت رفوف السوبر ماركت فارغة، أطلقت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو نظاما لتوزيع الطعام، واعدة بتقديم سلع غذائية مدعومة لكل أسرة تحتاجها، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية.
وقالت الصحيفة، أطلق مادورو على النظام الجديد اسم "التصفيق"، وهو اسم مناسب، لأن الذين لم يصفقوا للحكومة لن يحصلوا على أي شيء للأكل.
وقال مادورو إن النظام الجديد سوف يخفف اﻷزمة المزمنة لندرة الطعام و"الحرب الاقتصادية" ضد حكومته التي يشنها زعماء المعارضة.
وبدلا من تخفيف المعاناة - يقول منتقدون إنها أصبحت نوعا من "الفصل العنصري" تهدف إلى معاقبة أولئك الذين يعارضون مادورو.
وقالت "كارمن فيليغاس" التي تعيش في حي بكراكاس:" لقد قيل لي، لن نبيع لكي كيس من المواد الغذائية، هذه الميزة محجوزة فقط لأنصار تشافيز"، مشيرة إلى الناس الذين يؤيدون السياسات الاشتراكية للحكومة، التي وضعها الرئيس السابق هوجو شافيز.
عملة فنزويلا، البوليفار، تدهورت بشدة أمام الدولار ووصل سعرها أمام الدولار في السوق السوداء أكثر من 4200 بوليفار، ارتفاعا من حوالي 2000 قبل شهر، حتى أكياس البقالة يمكن أن تكون طوق النجاة للأسر الذين ألتهم التضخم مدخراتهم ورواتبهم.
"أكياس التصفيق" عادة ما تحتوي على السلع الأساسية مثل الدقيق، والذرة، والمعكرونة، والسكر، والقهوة والزيت، أو الزبدة، ومادورو لديه مجموعات من الأحياء الموالية لحكومته، ومن يحدد من يحصل على تلك اﻷكياس الرخيصة ومن لا.
ونقلت الصحيفة عن "رودريغيز البالغ من العمر 61 عاما، وهو مدرس متقاعد قوله: في العمارة التي أسكن فيها هناك سبع شقق، وأنا الوحيد الذي لا يحصل على كيس من المواد الغذائية"، كل من عارض أو أيد المعارضة حرموا من تلك اﻷكياس.
وأضاف:" أعتقد أن الهدف من برنامج التصفيق هو إدارة الجوع"، زعيم المعارضة توريالبا قال في برنامجه الإذاعي الأسبوعي، أعتقد أن البرنامج بمثابة خدعة من مادورو لتجويع منتقديه.
وقالت جماعة حقوقية مقرها كاراكاس، إن التصفيق أدخل شكل من أشكال التمييز في الطعام الذي تفاقم مع الاضطرابات الاجتماعية. مشيرة إلى أنها سجلت المئات من شكاوى الفنزويليين الذين يقولون إنهم يعانون من الجوع بسبب معارضتهم للحكومة.
وبحسب الصحيفة، الحكومة لم تفعل سوى القليل لإخفاء طبيعة البرنامج، في يوليو الماضي، وصف نائب الرئيس، برنامج التصفيق بأنه "أداة سياسية للدفاع عن الثورة"، بعض السياسيين أكثر وضوحا، حيث قالوا إن :" معارضي الحكومة لا ينبغي أن يكونوا جزءا من التصفيق".
وردا على اتهامات الفصل العنصري في الغذاء، قال فريدي برنال، مسؤول مادورو عن البرنامج :" التصفيق "ليس للجميع فقط للطبقة الفقيرة".
لكن معدل التضخم في البلاد جعل الفوارق الطبقية بلا معنى على نحو متزايد، حتى العائلات التي تتلقي الطعام يشكون من أن إمدادات التصفيق غير منتظمة، وغير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.