نيويورك تايمز عن متفجرات طائرة مصر للطيران: لماذا الآن؟
“ما زال هناك عدم وضوح حول أسباب انتظار المسؤولين المصريين كل هذا الوقت حتى يجزموا بنتيجة حاسمة حول وجود آثار متفجرات بالطائرة، لا سيما وأن معظم الجثث تم انتشالها من البحر في يوليو، وقال الخبراء وقتها إن سبب التحطم ما زال لغزا"
جاء ذلك في سياق تقرير بصحيفة نيويورك تايمز تعليقا على إعلان القاهرة، مساء اليوم الخميس، العثور على آثار لمواد متفجرة في رفات بعض ضحايا طائرة مصر للطيران القادمة من باريس التي سقطت بالبحر المتوسط في مايو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن شاكر قلادة، مسؤول التحقيقات السابق بوزارة الطيران المدني قوله: “التوقيت غريب، والنتائج متأخرة جدا".
ويأتي الإعلان في ظل مخاوف مصرية من زيادة وتيرة العنف على أيدي داعش والجماعات الموالية لها.
وتبنى تنظيم داعش مسؤولية تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة الأحد الماضي وتعهدت بالمزيد من الهجمات.
وأردفت الصحيفة: “يمتلك محققو حوادث الطيران في مصر تاريخا في البطء والغموض والخضوع للاعتبارات السياسية، حتى أن السلطات لم تعلن بعد سبب تحطم الطائرة الروسية عام 2015 التي قتلت 224 شخصا، فيما ذكر الكرملين أن قنبلة وراء الحادث".
واستطرد قلادة: “الأمر برمته مسيس جدا، ربما رأت الحكومة إنه وقت جيد لتقول إن "الإرهاب" هو سبب سقوط طائرة مصر للطيران".
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن سقوط الطائرة إيرباص إيه 320.
وكانت بعض التفسيرات السابقة قد أشارت إلى إمكانية وجود أسباب أخرى بخلاف القنبلة.
وكشف الصندوق الأسود إلى انتشار دخان عبر كابينة القيادة قبل التحطم، وأن أحد الطيارين حذر من وجود حريق.
بيد أن المحققين قالوا آنذاك إنهم لم يعرفوا بعد سبب الحريق، فيما أفادت أدلة أن الطائرة انفصلت في الهواء بعد عدم تمكن طاقم القيادة من السيطرة على النيران المشتعلة.
وفي سبتمبر الماضي، ذكرت صحيفة لوفيجارو أن المسؤولين الفرنسيين عثروا على آثار متفجرات في الحطام لكن نظرائهم المصريين منعوهم من إجراء اختبارات أكثر.
تقرير لوفيجارو حمل نفيا من مسؤولين مصريين باعتراضهم مهام الفرنسيين.
وفي الشهور الأولى للتحقيقات، كان المسؤولون المصريون يفضلون صراحة نظرية القنبلة لأنها تبعد أي لوم عن طاقم مصر للطيران ونظام الصيانة، وتلقيه على الإجراء الأمنية في مطار شارل دي جول الفرنسي الذي انطلقت منه الطائرة، وفقا للصحيفة.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول طيران مصري بارز قوله إن التحديث الأخير بشأن وجود آثار متفجرات تم إرساله في نوفمبر، لكنه لم ينشر إلا الآن لأسباب سياسية، دون أن يوضح المزيد، ودون الكشف عن هويته، لأنه ليس مخولا له التحدث إلى الإعلام، بحسب الصحيفة.