ليبيا.. أبناء القذافي يستعدون للعودة إلى السلطة
بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها "تنظيم الدولة اﻹسلامية" في ليبيا، يبدو أن استقرار البلاد ما زال بعيد المنال، في ظل المعارك المستعرة بين الميليشيات المتناحرة، وتقويض حكومة الوحدة الوطنية الهشة المدعومة من جانب أمريكا.
ومع انهيار آخر دفاعات "داعش" في مدينة سرت، معقل التنظيم الرئيسي بليبيا، بدأت عدة مجموعات تستعد للاستيلاء على السلطة في البلاد التي تعاني منذ اﻹطاجة بالعقيد معمر القذافي صيف 2011. بحسب ما ذكرت صحيفة "لكسبريس" البلجيكية.
وأوضحت أنه من بين هؤلاء أنصار عودة الجماهيرية اللبيبة، الذين كان يشكلون نظام معمر القذافي، حيث يبدوا أن هؤلاء عازمون على العودة إلى واجهة المسرح السياسي.
فبعد مرور نحو 5 سنوات على سقوط نظامه، بدأ أنصارالقذافي يعاودون الظهور من جديد بعد تواريهم عن اﻷنظار، حيث فضل معظمهم ترك البلاد واليعيش في المنفى، فيما اختفى عن المشهد الذين ظلوا في البلاد.
وقالت الصحيفة البلجيكية، إنه منذ سقوط القذافي تعيش البلاد في حلقة مفرغة من الفوضى والاقتتال والتناحر السياسي والتنافس على السلطة والثروة، فعلى مدار الخمس سنوات الماضية، شهدت البلاد عمليتين انتخابيتين، ومحاولة انقلاب، وهجمات ضد "داعش" وصراعات عرقية، وحاليا ثلاث حكومات تحكم ليبيا في وقت واحد.
ووفقا للمراقبين – تشير لكسبريس- تنقسم الحركة التي تسعى لعودة "الجماهيرية" إلى 3 مجموعات رئيسية، أحدها يدعم سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي معمر القذافي.
وبينت أن سيف الإسلام يعد أحد المفضلين في العالم الغربي، بحسب ما جاء في تقرير بريطاني كشف عنه مؤخرا في الرسائل اﻹلكترونية المسربة لوزيرة الخارجية اﻷمريكية هيلاري كلينتون، ونشرها "ويكيليكس".
وأوضحت الرسائل أن سيف الإسلام أجرى محادثات مع الحكومة البريطانية، وقت الثورة، للحصول على دعمها في التوصُّل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ثوار المجلس الوطني الانتقالي والسماح بتقاسم السلطة، على أن يكون سيف الإسلام رئيس الدولة، ويشكِّل أعضاء المجلس الوطني الانتقالي والسماح للقذافي بالخروج من ليبيا إلى منفى دون رفع قضايا ضده سواء في ليبيا أو المحاكم الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنصار القذافي يرون أن سيف الإسلام، الذي تخرج من كلية الاقتصاد بلندن، رجل مثقف، والمرشح الأوفر حظا في هذا الصدد من أشقائه وأخته.
وقد حكم على سيف الإسلام باﻹعدام، ويعيش تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2011 في مدينة الزنتان، إلا أنه يتمتع بحرية كبيرة في التنقل، وتعتبره بعض القبائل "الزعيم الشرعي للبلاد ورمز للوحدة”.
وظهرأنصار القذافي على الساحة لأول مرة العام الماضي، حيث رفعوا الأعلام الخضراء للجماهيرية، وذلك خلال مظاهرات في مدن بني الوليد وسبها وسرت وبنغازي، حيث ضمت هذه التجمعات كل مرة من بضع عشرات إلى بضع مئات من الأشخاص.
وقد تزامنت هذه المظاهرات مع الإعلان عن اتفاق أولي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحت إشراف الأمم المتحدة.