بسبب اختياره فريدمان المؤيد لبناء المستوطنات سفيرا لدى اسرائيل

واشنطن بوست: ترامب يشعل غضب اليهود الليبراليين في أمريكا

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

22:29 16 ديسمبر 2016

ترامب يعين داعم المستوطنات في الضفة الغربية سفيرا لدى إسرائيل.. هكذا عنونت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على اختيار دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب  ديفيد إم. فريدمان سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، وما تسبب قراره في تداعيات تمثلت في غضب اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة الداعمين لحل الدولتين مع الفلسطينيين.

 

ونقل التقرير ما ورد في بيان صادر عن المكتب الانتقالي لـ ترامب أن:" العلاقات القوية لـ فريدمان في إسرائيل ستشكل الأساس الذي ستقوم عليه مهمتة الدبلوماسية ( في إشارة إلى فريدمان)".

 

وذكر فريدمان في البيان أنه " لن يدخر وسعا في سبيل تعزيز العلاقات المتينة دائما بين البلدين.. والتطلع إلى فعل ذلك من السفارة الأمريكية المتواجدة في القدس، العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل."

 

وأوضح ترامب أنه سيقلب الموازين وسيقفز على أسلافه من الرؤساء الأمريكيين الذين غضوا الطرف عن تنفيذ القانون الصادر في العام 1995 والذي ينص على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهي الخطوة  التي يراها المحللون أنها ستثير ردود فعل سياسية ودينية، بالنظر إلى وضعية القدس التي تثير خلافا بين الفلسطينيين ومعظم دول العالم التي تعترف بالحدود التي تم ترسيمها في أعقاب حرب  1967.

 

ولطالما وصف فريدمان، مستشار دونالد ترامب الخاص بإسرائيل، خلال حملة ترامب الرئاسية، المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بـ " القانونية"، وهو ما يخالف أراء كل الإدارات الأمريكية التي اعتبرتها "غير شرعية" منذ العام 1976.

 

وقال فريدمان خلال مقابلة مع صحيفة  " هآرتس " العبرية الصيف الماضي إن ترامب سيدعم ضم إسرائيل لأجزاء في الضفة الغربية. وأطلق فريدمان على اليهود الليبراليين الذين يدعمون حل إقامة دولتين مع الفلسطينيين بأنهم "أسوأ من الكابوس" kapos ، في إشارة إلى اليهود في مراكز الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية الذين عينهم الحراس النازيون للإشراف على العمل القسري وإدارة المعتقلات.

 

من جهتهم، أبدى اليهود الليبراليون في منظمة " كايند جيه. ستريت"، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها وتدعم حل إقامة الدولتين، معارضتهم الشديدة لاختيار فريدمان في منصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل.

 

وقال جيريمي بين-أمي رئيس " كايند جيه. ستريت" في بيان:" لكونه شخصا أمريكا مؤيدا لبناء المستوطنات، ويفتقر لأي خبرات دبلوماسية أو سياسية... ينبغي أن يكون فريدمان خارج الترشيحات الخاصة بالشخصيات التي تمثل واشنطن في إسرائيل."

 

ووصف بين-أمي ترشيح فريدمان بـ " المتهور،" مضيفا:" سمعة أمريكا ومصداقيتها في المنطقة والعالم عرضة للخطر. وينبغي أن يعلم أعضاء مجلس الشيوخ أن غالبية الأمريكيين اليهود يعارضون الآراء والقيم التي يمثلها هذا المرشح."

 

هذا وتتطلب مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار ترشيح فريدمان سفيرا لدى إسرائيل ليصبح نهائيا.

 

ولعقود يطالب معظم قادة الجالية اليهودية الأمريكية الكيان الإسرائيلي بالتوصل لاتفاقية سلام مع الفلسطينيين، تقضي بتأسيس دولة عربية منفصلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

 

وسبق أن صرح ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه ينوي نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وقال في لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه في حال أصبح رئيسا للبلاد، فإن الولايات ستعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وقال بيان ترامب:" ترامب اعترف بان القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وان الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، ستقبل في نهاية المطاف بالتوصية القديمة العهد للكونغرس بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل".

 

 ولم يكرر ترامب هذه التصريحات بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر. لكن مستشارته كيليان كونواي قالت مؤخرا إن هذه الخطوة "تحتل أولوية كبرى" لديه. وتشكل خطوة من هذا النوع خرقا لسياسة واشنطن بإبقاء وجودها الدبلوماسي في تل ابيب.

 

وكانت كيليان كونواي - كبيرة مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أعلنت مؤخرا أن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب الى القدس سيكون في رأس سلم أولويات الرئيس المنتخب ترامب. وقالت كونواي التي ترأست الحملة الانتخابية لـ ترامب في حديث مع إذاعة محافظة إن "المسألة ذات أولوية مرتفعة بالنسبة للرئيس المنتخب. وقد أوضح ذلك في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية وكرئيس منتخب سمعته يكرر ذلك أكثر من مرة".

 

وهي أول مرة يطلق تصريح من أحد أفراد الطاقم الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو أمر امتنعت عنه الولايات المتحدة وكافة دول العالم حتى الآن. ويعتبر هذا العمل مثيرا للجدل خصوصا في ظل الجهود الدولية لإحلال السلام في المنطقة اعتمادا على حل الدولتين للشعبين والذي يعتبر القدس عاصمة للدولتين -الفلسطينية والإسرائيلية.

 

وأوضحت كونواي: "الحديث يدور عن مسألة سيقدّرها أصدقائنا في إسرائيل، صديقتنا الكبرى في الشرق الأوسط. كما أن العديد من اليهود الأمريكيين سيعبرّون عن تفضيلهم لذلك. هذه خطوة كبيرة ولكنها خطوة سهلة".

 

وكان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، قد حذر من هذه الخطوة، مؤكدا أنه إذا قرر الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تطبيق وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فإن "الفلسطينيين سيمررون حياة الولايات المتحدة في مؤسسات الأمم المتحدة".

لمطالعة النص الأصلي

 

 

اعلان