مسؤول أمريكي لـ "بي بي سي":
ترامب أقنع مصر بسحب مشروع قرار إدانة المستوطنات اليهودية
ترامب كلمة السر في إرجاء مصر مشروع قرار المستوطنات الإسرائيلية.. كان هذا فحوى التقرير الذي أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والذي أشارت فيه صراحة إلى أن قرار القاهرة بإرجاء مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بخصوص إدانة الأنشطة الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية جاء في أعقاب تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وذكر التقرير المنشور على النسخة الإليكترونية الصادرة باللغة الإنجلزية لـ " بي بي سي" اليوم الجمعة أن المسئولين الإسرائيليين اتصلوا بالفريق الانتقالي لـ ترامب في أعقاب علمهم بأن إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ربما تمتنع عن التصويت في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار ذاته.
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي تحدث إلى " بي بي سي" حصريا أنه لولا تدخل ترامب، لما أقدمت القاهرة على سحب مشروع قرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة.
وأوضح التقرير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش القضية هاتفيا مع دونالد ترامب، بحسب بيان صادر عن مكتب السيسي.
وأضاف البيان أن السيسي وترامب اتفقا على " أهمية إعطاء الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل مع الجوانب المختلفة للقضية الفلسطينية بصورة شاملة."
وطالب مشروع القرار الذي تقدمت به مصر إلى مجلس الأمن الدولي بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لما يمثل ذلك من خرق للقانون الدولي.
وكان من المقرر طرح مشروع القرار للتصويت عليه أمس الخميس في مجلس الأمن، لكن مصر سحبته قبيل سويعات من الاجتماع الذي كان مقررا عقده لهذا الغرض.
وأعرب رون ديرمر، السفير الإسرائيلي لدى واشنطن عن بالغ امتنانه لـ ترامب، في تغريدة له على موقع التدوينات المصغر "تويتر"، قائلا:" إسرائيل تثمن المطالبة الواضحة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب باستخدام حق النقض ( الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن."
وتقليديا تحمي الولايات المتحدة التي تملك استخدام حق " الفيتو" بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، إسرائيل من أية قرارات تجلب عليها إدانات، عبر التصويت ضدها في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
ولطالما أوضحت إدارة أوباما موقفها المعارض من سياسة بناء المستوطنات في الضفة، لكن كانت ثمة تكهنات بأن أوباما سيتخلى عن هذا النهج في الشهر الأخير له في منصبه، لتسمح بتمرير القرار بامتناعها عن التصويت.
وحث دونالد ترامب مجلس الأمن أمس الخميس على رفض مشروع القرار. وقال ترامب في بيان: "السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيتحقق فقط عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس عن طريق فرض شروط من جانب الأمم المتحدة".
وأضاف: "يضع هذا إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية، وهو غير عادل بالمرة بالنسبة لكل الإسرائيليين".
وبعد تأجيل التصويت، صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز للأنباء بأن بلاده حذرت إدارة أوباما مقدما، من أنها ستلجأ للرئيس المنتخب ترامب، في حال امتناع واشنطن عن التصويت، وأكد أن بلاده طلبت من ترامب مباشرة التدخل في الأمر.
لكن أربعة أعضاء آخرين بمجلس الأمن حذروا من أنه إذا لم تمض مصر قدما بمشروع القرار، فإنهم سوف يتقدمون هم بمشروع القرار.
وقال ممثلو دول نيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا والسنغال إنهم يحتفظون بحقهم في التقدم بمشروع القرار.
ولا تتمتع أي دولة من تلك الدول الأربعة بعضوية دائمة في مجلس الأمن، وإنما عضوية مؤقتة.
ويحتاج مشروع هذا القرار إلى موافقة تسعة أعضاء في مجلس الأمن.
ويرى دبلوماسيون أن تمرير مشروع القرار يمثل فرصة أخيرة لمجلس الأمن لاتخاذ قرارات متعلقة بالشرق الأوسط قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه الرئاسية، إذ أن الأخير لمح أنه يدعم بناء إسرائيل مستوطناتها في العديد من المناطق المثيرة للجدل، وكذلك يرى أنه لا يتوجب الضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين.
ويعتبر بناء المستوطنات القضية الرئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي. ويعيش قرابة 500 ألف يهودي في نحو 140 مستوطنة تم بنائها منذ احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية والقدس الشرقية.
".