بعدما كانت رمزا للحرية ..
بعد هجوم برلين.. هل يغلق اﻷمن حدود أوروبا؟
حدود أوروبا المفتوحة ترمز للحرية والتفكير المتقدم، لكنها تبدو على نحو متزايد قارة مهددة، مما دفع البعض للتساؤل هل يغلق اﻷمن حدود أوروبا؟، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" اﻷمريكية.
وقالت الوكالة، المشتبه اﻷول في هجمات برلين عبر اثنين على اﻷقل من الحدود اﻷوربية خلال أسبوع، رغم أنه ملاحق دوليا، مطاردة برلين الفاشلة ﻷنيس العمري مجرد مثال على الإخفاقات الأمنية اﻷوروبية، التي زادت من رغبة القوميين بترك الوحدة الأوروبية، عنف المتطرفين، كما يقولون، ثمن باهظ لحرية السفر.
أما المدافعون عن إنشاء منطقة خالية من الحدود في الاتحاد الأوروبي، رغم الإخفاقات الأمنية، فقط طالبوا بمزيد من التعاون بين الحكومات الأوروبية، وحتى جيوش مشتركة، وتغيير طريقة تفكير الاستخبارات التي أصبحت متجمدة مؤكدين أن تلك هي المشكلة.
ولكن حجج الاستخبارات فندتها بسهولة زعيمة اليمين المتطرف "مارين لوبان" التي تسعى للفوز برئاسة فرنسا في مايو القادم.
وقالت في تصريحات صحفية الجمعة: أسطورة حرية الحركة في أوروبا، والتي لا يزالون يتمسك بها البعض يجب دفنها نهائيا.. أمننا يعتمد على ذلك"، واصفة حرية السفر بأنها "كارثة كبيرة".
حرية السفر تشكل معضلة بالنسبة لمحبي الاتحاد الأوروبي مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تواجه معركة إعادة انتخابها العام المقبل.
دفاعها عن الاتحاد الأوروبي، وفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين اعتبرت في الماضي من علامات السلطة الأخلاقية، ولكنها اليوم مع تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين، أصبحت تهدد ترشحها لمرة قادمة.
الملايين التي تعبر الحدود من 26 دولة يوميا، بفضل النظام البالغ من العمر 31 عاما عزز بشكل كبير فرص التجارة والعمل في أكبر اقتصاد جماعي في العالم.
النظام مصمم لمنع الحروب العالمية الجديدة، إلا أنه تحت ضغوط متزايدة، ودول الاتحاد الأوروبي يناقشون كيفية إدارة
تدفق المهاجرين، لدرجة دفعت دول شرق أوروبا لبناء أسوار.
اليمين المتطرف في أوروبا يصر على إغلاق الحدود، أما المحافظون بزعامة ميركل يقترحون "مناطق للعبور" يمر منها المهاجرين مع تأكيد هويتهم، ويجعل من الاسهل احتجاز أشخاص قبل ترحيلهم.
منفذ هجوم برلين مثال مؤلم على كيف أن المتطرفين استخدموا حدود أوروبا المفتوحة للهجوم على مبادئ التسامح.
العامري بعد هجرته بطريقة غير شرعية من تونس عام 2011، سجن لإحراق مركز احتجاز المهاجرين في إيطاليا. وبعد اﻹفراج عنه محاولات ترحيله إلى تونس فشلت لأسباب بيروقراطية، سافر بعد ذلك إلى سويسرا ثم ألمانيا، حيث تم تجنيده لصالح الدولة اﻹسلاميةالمعروفة إعلاميا "بداعش".
العامري هرب من الملاحقة لأكثر من ثلاثة أيام، حيث سافر إلى فرنسا، ثم إيطاليا قبل قتله في ضواحي ميلانو.
وفشلت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في شرح كيف نجا من المصيدة.
في العام الماضي، بعد قتل 130 شخصا جراء هجمات في باريس، هرب المشتبه بهم الرئيسي صلاح عبد السلام إلى بلجيكا رغم إجراءات اﻷمن المكثفة على الحدود، واستغرق الأمر أربعة أشهر للعثور عليه.