لانوفيل ريببليك:
هل تنجح «هدنة القيصر والسلطان» في وقف آلام سوريا؟
تدعم روسيا وتركيا أطراف مختلفون في النزاع السوري، فهل ينجح الجانبان في وضع حد للصراع المستمر بهذا البلد منذ نحو ستة أعوام بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟.
سؤال طرحته صحيفة "لانوفيل ريببليك" الفرنسية حول دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، المدعوم من روسيا وتركيا، حيز التنفيذ في أحدث مسعى لإنهاء إراقة الدماء هناك.
وقالت الصحيفة دخلت الهدنة التي تنص على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا، بين الثوار والنظام، حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة؛ تمهيدا لبدء مفاوضات سلام، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، وبدون الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت من المتوقع أن يمهد الاتفاق الطريق أمام إيجاد تسوية للنزاع، الذي دمر هذا البلد الواقع بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أسبوع من استعادة النظام سيطرته على كامل مدينة حلب بدعم من طائرات حليفتها روسيا ومقاتلين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين.
وأوضحت أن استعادة ثاني أكبر مدن سوريا هو أكبر انتصار لنظام بشار اﻷسد منذ بدء الصراع في 2011، مشيرة إلى أنه بعد عدة لقاءات في تركيا، التي تدعم المتمردين، ومبعوثون روس وممثلون عن المعارضة، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين بدء هدنة في سوريا وهو اﻷمر الذي أكده الجيش السوري والائتلاف الوطني السوري المكون الرئيسي للمعارضة في الخارج.
وفي كلمة له خلال اجتماع مع وزيري الدفاع، سيرجي شويجو والخارجية، سيرجي لافروف، قال بوتين: جرى توقيع ثلاث وثائق تمهد الطريق لحل الأزمة السورية.
وبين أن الوثائق تضمنت اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة، وإجراءات لمراقبة الاتفاق، وبيانا بشأن الاستعداد لبدء محادثات سلام لحل الأزمة السورية.
ولفتت "لانوفيل ريببليك" إلى أنه منذ بداية الحرب في مارس عام 2011، وُقعت عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية وروسية، غير أنها لم تصمد كثيرا.
لكن هذه المرة الولايات المتحدة، التي تمر بمرحلة انتقال سياسي كامل، مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض واستمرار الخلاف مع روسيا، خرجت من هذه المفاوضات. تقول الصحيفة
وهذه هي المرة الأولى التي ترعى فيها تركيا مثل هذا الاتفاق، الذي لا يشمل الجماعات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي تحتل مساحات واسعة شمال سوريا.
وأكدت أنه من المقرر عقد اجتماع في العاصمة الكازاخستانية أستانة يناير المقبل، حيث سيضم جزءا كبيرا من المعارضة السورية وإيران، وذلك قبل المفاوضات التي ستعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في 8 قبراير بجنيف.
ولفتت "لانوفيل ريببليك" إلى أنه بعد خمسة عشر شهرا من التدخل الروسي في سوريا، أعلن بوتين "الحد” من الانتشار العسكري في سوريا، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة "دعم الحكومة الشرعية السورية” في مكافحة الإرهاب.
وأوضحت أن استئناف التعاون التركي الروسي الذي جاء بعد أشهر من التوتر، سمح في منتصف ديسمبر الجاري بوقف إطلاق النار في حلب والسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين والمعارضة المسلحة. فهل ينجح هذه المرة من إسكات صوت الرصاص في سوريا؟