شيفتشينكو.. الهاكر التي أسقطت كلينتون؟
في سن الـ 15 علمت "أليسا شيفتشينكو" نفسها لغة برمجة وخلال أقل من 10 سنوات أنشأت شركة متخصصة في تحديد الثغرات الأمنية. لكن هل ساعدت الهاكر الموهوبة النظام الروسي في اختراق الحزب الديمقراطي الأمريكي إلكترونيا؟ تنفي الفتاة، لكن في الولايات المتحدة أدخلوها لقائمة العقوبات.
“شيفتشينكو" -بحسب تقرير للقناة الثانية الإسرائيلية- فتاة روسية موهوبة، تشتري العديد من الشركات خدماتها لاختراق أنظمتها ومساعدتها في الوقوف على نقاط الضعف الأمنية. لكن يقول البيت الأبيض إنها لم تكتف بمساعدة الشركات الخاصة، بل تقف على رأس المتورطين في قضية اختراق الحزب الديمقراطي، وهي القضية التي يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخطيط لها.
وأدخلت واشنطن الأسبوع الماضي فجأة الشركة التي تترأسها "شيفتشينكو" لقائمة العقوبات الأمريكية، بجانب اثنين آخرين من القراصنة الجنائيين المعروفين، وعدد من كبار الضباط بالمخابرات الروسية. وبحسب الاتهامات الأمريكية زودت الشركة الاستخبارات الروسية بالبحث التقني.
لكن الهاكر الصغيرة نفت تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، وانتقدت "الهستريا المجنونة" حول قصة "الاختراق الروسي". وتحدثت عبر إيميلات مشفرة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، مبدية غضبها لإدراج شركتها في قائمة العقوبات.
وتقول “شيفتشينكو" إن السلطات الأمريكية أخطأت في تفسير الحقائق، بسبب النقص في الخبرة التقنية، ولم تستبعد إمكانية تضليل أجهزة الاستخبارات الأمريكية "بهدف إلصاق التهمة بشركتي"، وذلك للتعتيم على هوية القراصنة الحقيقيين.
وفي حوار أدلت به من منطقة قريبة من العاصمة التايلاندية بانكوك- المنطقة التي تقصدها كل شتاء، للتدرب على الملاكمة التايلاندية واليوجا- أوضحت أنها وشركتها تعتبران هدفا مثاليا للتعتيم على المسئولين الحقيقيين. وقالت "لا أحاول الاختباء.. أسافر كثيرا للتنزه وأنا شخصية اجتماعية وإعلامية، والأهم أني لست أملك الكثير من المال".
وقالت“شيفتشينكو" لمجلة "فوربس" إنها تحاول " الابتعاد عن الشعور بالذعر، فشركتي لم تعمل أبدا مع الحكومة، وحاولت شخصيا الابتعاد عن أي شئ يثير الشكوك. أنا إنسانة عازبة وخجولة، لم أرغب في عمل يدخلني في مخاطر أو يقيدني بأي صورة كانت.. لم أعمل أبدا مع الأشرار، بل مع أناس عاقلين ومنفتحين أكن لهم مشاعر جيدة".
“شيفتشينكو" البالغة 29 عاما، علمت نفسها لغة برجمة وهي طفلة عمرها 15 عاما فقط، لكنها دائما ما وجدت نفسها تميل إلى فك الشفرات أكثر من البرجمة. تركت المدرسة في سن مبكر وعملت على مدى خمس سنوات كخبيرة في تحليل الفيروسات، وفي 2009 أنشأت شركتها المستقلة التي تخصصت في تحديد الاختراقات الأمنية.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن حواسيب الحزب الديمقراطي اختُرقت على يد مجموعة من القراصنة المعروفين بعملهم لدى الاستخبارات الروسية، بأسماء "APT29" ו-"Sofacy"، وقد وصلت الإميلات المخترقة لموقع التسريبات الشهير "ويكيليكس" الذي سارع لنشرها.
نفي بوتين نفسه أي تورط في الاختراق وأعرب عن أمنياته بتحسن العلاقات مع البيت الأبيض في عهد إدارة ترامب. مع ذلك، فإن النظام الروسي، عُرف في الماضي بإغراء القراصنة للعمل لصالحه.
يقول "دييف إييتل" الذي يترأس شركة تأمين برمجيات أمريكية :”كل العاملين في تخصصنا تقريبا عملوا بصورة أو بأخرى لصالح حكوماتهم، واصفا “شيفتشينكو" بالفتاة "المذهلة" التي يعرفها الجميع جيدا في مجال تأمين المعلومات.
وتتهم أجهزة المخابرات الأمريكية إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باختراق النظام الإلكتروني للحزب الديمقراطي، وتسريب معلومات تسببت بصورة أو بأخرى في الإضرار بمكانة المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون، ما انتهى بفوز خصمها الجمهوري دونالد ترامب.