رويترز: "شهور السيسي الستة" لا تعجب المصريين
"تلقى المصريون تأكيدات من رئيسهم أن الاقتصاد المتعثر سوف يخرج من كبوته في 6 شهور وأنهم يتأقلمون بشكل بارع مع التقشف لكن في شوارع القاهرة من الصعب العثور على أشخاص يتفقون معه في ذلك".
هكذا استهلت وكالة أنباء رويترز تقريرا بعنوان "المصريون ليسوا معجبين بوعد السيسي بالتعافي الاقتصادي".
وتابعت رويترز: "أثناء قيامه بهذا التنبؤ الشهر الماضي؛ حث السيسي رجال الأعمال والمستثمرين على مساعدة الحكومة في كبح زمام الأسعار، ممتدحا المصريين لتعاملهم مع الإصلاحات الاقتصادية الصعبة.
ولكن بينما اتخذت مصر قرارا بتعويم الجنيه بهدف تقليص العجز في الدولارات التي تحتاجها لاستيراد البضائع، تزايدت الضرائب، وألغيت الدعوم، وارتفع معدل التضخم إلى حوالي 20 % ملتهما مستويات المعيشة، وضاربا الفقير على نحو بالغ القسوة.
وقال الاقتصاديون إن الأسعار يتوقع لها الصعود مجددا هذا العام نتيجة للإصلاحات الحكومية، وذكر السيسي أن "الشعب المصري نجح ببراعة في عبور هذا الاختبار".
الحلقة تضيق على العديد من المصريين الذين يعانون للتكيف معها.
هند عادل محمد، ربة منزل في الثلاثين من عمرها، قالت إن زوجها، عامل اليومية، لا يجد عملا في الوقت الحالي، ولفتت إلى أن ارتفاع الأسعار تتسبب في عدم القدرة على شراء غذاء ملائم لعائلتها.
وكان رد فعل هند عادل هو الاحتجاج بشكل درامي بالقرب من ميدان التحرير، الذي شهد ثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك قبل 6سنوات.
وتسلقت هند أعلى لوحة إعلانات أواخر نوفمبر الماضي، ونزعت المصابيح الكهربائية وألقتها على الأرض، وهددت بالقفز.
وتذكرت هند تفاصيل الواقعة قائلة: "لقد استحممت في هذا اليوم في تمام الرابعة صباحا ومشطت شعري ثم غادرت المنزل في السادسة صباحا، وصعدت إلى حافلة للبحث عن مكان مرتفع، بهدف إجبار شخص من الحكومة على المجيء والتحدث معي، مع التهديد بإلقاء نفسي إذا لم يجئ أحد، لتتحمل الحكومة المسؤولية".
وفي النهاية، سمحت هند بإنقاذها، لكن تطمينات السيسي بتعافي الاقتصاد في ستة شهور لم تعجبها، وبررت ذلك قائلة: "نحن لا نستطيع تحمل 6 ساعات، فكيف نتحمل 6 شهور؟"
الحياة صعبة
أحمد عطا، سائق التوكتوك، قال إن الأسعار تصاعدت بشدة وباتت الحياة شديدة الصعوبة.
وتابع: "ماذا سيفعل الناس خلال الشهور الستة المقبلة، يأكلون بعضهم البعض؟نأمل أن تتحسن الأمور، لكن الأسعار صعدت ولن تهبط أبدا".
ويشعر المصريون بوطأة الصعوبات أيضا إذا أصابهم المرض.
وفي مستشفى حكومي للأطفال بالقاهرة، كان هناك 16 طفلا في غرفة واحدة في قسم الأعصاب، وكان الطلاء يتقشر من السقف.
الطفل مازن، ذو الأعوام الخمسة، خضع لجراحة مخ قبل أسابيع قليلة، ومنذ أن غادر العناية المركزة، وجدت والدته صعوبة في العثور على مضاد حيوي له، وعقاقير الصرع وغيرها من الإمدادات الطبية التي لا تستطيع المستشفى توفيرها.
بثينة السيد موسى، والدة الطفل قالت: "لا أستطيع العثور على الدواء وحتى لو وجدته لا أقدر على تحمل ثمنه".
ولا ترى بثينة أي تحسن في الاقتصاد، وعبرت عن ذلك قائلة: "كيف يمكن أن تتحسن الأشياء؟ الأمور تتزايد سوءا، إنها مجرد كلمات".
واستطردت: "لا نجد حتى سرنجات في المستشفى، ونظل نستخدم نفس السرنجة لمدة أسبوعين، نغسلها وتعيد استعمالها".
من جانبها، تقول الحكومة إنها تمتلك إجراءات للسيطرة على نقص الأدوية، وفقا لما ذكره السيسي الأسبوع الماضي، بيد أن الأسعار لا يتوقع انخفاضها قريبا.
ونقلت رويترز عن الدكتور أحمد راضي وزير الصحة قوله: "من أجل حل الموضوع على المدى القصير، ستزيد الحكومة الأسعار وتتغلب على النقص، ثم على المدى الطويل من خلال مد نطاق صناعة الأدوية في مصر.
وتابعت رويترز: "السيسي، الجنرال السابق، الذي صعد إلى السلطة في 2014 وعد بالإصلاح والاستقرار، لكن شعبيته تتراجع مع تراكم المشكلات الاقتصادية، واضطراره لمواجهة التمرد القاتل والمستمر للإسلاميين".
وقبل الذكرى السادسة من ثورة يناير، قال نشطاء إن المطالب الأساسية لها المتمثلة في "عيش" و"حرية" و"عدالة اجتماعية" لم يتم تلبيتها.
بيد أنه بالرغم من الغضب من التقشف، لا يبدو السيسي أنه يواجه خطر أن يتم عزله مثل مبارك أو مرسي، بحسب التقرير.
وفي مواجهة تواجد أمني كبير، فشلت احتجاجات متوقعة ضد التقشف في نوفمبر الماضي.