بعد تلميحاته إلى إمكانية إعادة وسائل التعذيب في استجواب الإرهابيين

إندبندنت: ترامب يدق المسمار الأخير في نعش العلاقات الأمريكية مع الغرب

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

14:00 26 يناير 2017

دونالد ترامب يخاطر بنسف العلاقات الأمريكية مع الحلفاء الغربيين الليبراليين إذا ما مضى في تنفيذ وعوده الخاصة بإعادة استخدام وسائل التعذيب مع الإرهابيين المحتملين والتي كانت متبعة إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، ومن بينها الإيهام بالغرق.

هكذا علقت صحيفة "إندبندبنت" البريطانية على التصريحات الصادمة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لشبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية والذي ذكر فيها أن إدارته تعكف حاليا على مراجعة الكيفية التي تطور بها الولايات المتحدة نفسها في مكافحة التنظيمات المسلحة حول العالم.

 

وذكر ترامب إن مسؤولين استخباراتيين بارزين أبلغوه بأن "التعذيب يؤتي ثماره"، مضيفا أنه سيعيد العمل بوسائل الاستجواب المحظورة مثل الإيهام بالغرق.

 

وأضاف ترامب أنه يعتزم إعادة فتح ما يُطلق عليه  سجون "المكان الأسود" التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وغيرها من المنشآت السرية الأخرى حول العالم والتي استخدمت كمراكز اعتقال الإرهابيين المحتملين إبان حملة الحرب على الإرهاب التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، قبل إغلاقها بأمر من نظيره الأسبق باراك أوباما.

 

وفي معرض رده على سؤال "إيه بي سي نيوز" حول الوعود التي قطعها على نفسه إبان حملته الرئاسية والمتعلقة بإعادة العمل بـ "الإيهام بالغرق" والتزام سياسة أكثر صرامة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، استشهد ترامب بالممارسات الوحشية التي يتعرض لها المسيحيون، قائلا:" يجب أن نحارب النار بالنار."

 

وتابع:" عندما يطلقون الرصاص، وعندما يقطون الرؤوس وعندما يقطعون رؤوس الأشخاص في الشرق الأوسط لكونهم مسيحيين. عندما تفعل  (داعش) أشياء لم نسمع عنها حتى في العصور الوسطى، فهل تريديني أن أبدي تحفظا حول الإيهام بالغرق؟"

 

وواصل ترامب:" لقد تحدثت صراحة مع أشخاص في أعلى المستويات في الأجهزة المخابراتية وسألتهم:" هل تجدي تلك الوسائل نفعا؟ هل التعذيب فاعل؟ وجاءت الإجابة: نعم، بالتأكيد."

 

وأضاف "سوف أعتمد على مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك  بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس ومجموعتي. وإذا لم يرغبا في التنفيذ فهذا أمر لا بأس به، أما إذا كانا يرغبان في التنفيذ فسأسعى نحو تلك للغاية. أرغب في فعل كل شيء ضمن حدود ما هو مسموح به قانونا"؛ وتابع "لكن هل تشعرون أن ذلك سيكون مجديا؟ بالتأكيد أشعر أنه يجدي".

 

وقد انتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين -وهو أسير حرب سابق وكان من أشد المعارضين لاستخدام التعذيب- إدارة الرئيس ترمب، مشددا على أن الولايات المتحدة لن تمارس التعذيب.

 

وقال ماكين: "الرئيس يمكن أن يوقع أي أوامر تنفيذية تروق له، ولكن القانون هو القانون. لن نعيد التعذيب إلى  الولايات المتحد الأمريكية.

 

وفي 2006، اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، بوجود سجون سرية تابعة للاستخبارات الأميركية في دول عديدة حول العالم، مورست فيها أعمال الاعتقال السري والتحقيق.

 

وبالرغم من إغلاق تلك المعتقلات فإن التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية لعام 2015 أكد أنه لم يخضع أي من المسؤولين الأمريكيين للمحاسبة.

 

كان البيت الأبيض قد نفى اعداد مسودة أمر تدعو إلى إعادة العمل ببرنامج لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لاستجواب المشتبه بكونهم إرهابيين في سجون سرية بالخارج.

 

وصرح شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين أمس الأربعاء أن "هذه ليست وثيقة من البيت الأبيض.. ليست لدي فكرة من أين أتت".

 

وكانت صحف أمريكية، منها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، ذكرت أن مسودة الأمر صدرت من إدارة الرئيس دونالد ترامب، قد تجيز للمخابرات الأمريكية، إعادة فتح سجون في الخارج، في إطار برنامج استجواب المشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية.

 

وتنص المسودة المؤلفة من ثلاث صفحات وعنوانها "احتجاز واستجواب المحاربين الأعداء"، على سحب المراسيم التي وقعها الرئيس السابق، باراك أوباما، في العام 2009 وأمرت بإغلاق معتقل جوانتانامو، الأمر الذي رفضه الكونجرس، إضافة إلى مواقع أخرى للـ"سي آي إيه" خارج البلاد، مع السماح للصليب الأحمر بالوصول إلى جميع معتقلي الولايات المتحدة في العالم، ووضع حد لأساليب الاستجواب التي تعتبر بمثابة تعذيب.

لمطالعة النص الأصلي

 

 

 

اعلان