أسوشيتد برس:
عودة حكمتيار ﻷفغانستان.. السلام الهش في خطر
زعيم الحرب الوحيد الذي وقع اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية سيعود إلى البلاد في غضون أسابيع، بحسب كبير المفاوضين، في خطوة يمكن أن تهز السياسة الأفغانية وتعقد الحرب ضد طالبان، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" اﻷمريكية.
قلب الدين حكمتيار - أحد أمراء الحرب السابقين الذين حاربوا أمريكا بعد الغزو عام 2001، وخاض صراع مرير مع فصائل أفغانية أخرى، وافق على القاء السلاح في العام الماضي.
وقال أمين كريم، كبير المفاوضين للوكالة في وقت سابق هذا الأسبوع:" سيعود إلى العاصمة في غضون أسابيع وليس شهورا".
وينظر لحكمتيار كمنافس محتمل للرئيس "أشرف غني" وعبد الله عبد الله، اللذين حكموا البلاد من خلال اتفاق تقاسم هش للسلطة - رعته الولايات المتحدة منذ الانتخابات المتنازع عليها عام 2014.
وعودته يمكن أن تنهي حالة عدم اليقين السياسي بالنسبة للحكومة التي تناضل من أجل مواجهة طالبان تتقدم على عدة جبهات.
زعيم الحرب السابق قاتل قوات الاتحاد السوفيتي عام 1980، وبعد ذلك شارك في الحرب الأهلية التي اندلعت بعد انسحابهم، واشتبكوا مع ما يسمى التحالف الشمالي، الذي كان عبد الله أحد قياداتها البارزين.
وعاد بعد الغزو الأميركي، متعهدا لمقاومة "الاحتلال"، واقتصرت قواته إلى حد كبير على المحافظتين فقط، ومع ذلك، نفذوا عدة هجمات في السنوات الأخيرة.
وفي العام الماضي أصبح زعيم الحرب الوحيد الذي وقع اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية، في محاولة لتقديم نموذج للمصالحة يمكن تطبيقه مع طالبان.
حكمتيار ينحدر من أغلبية البشتون في أفغانستان، وإعادة تنشيط الحزب الإسلامي يمكن أن يصبح لاعبا قويا في الانتخابات البرلمانية 2019، بحسب "أندرو وايلدر" نائب رئيس برنامج آسيا في معهد الولايات المتحدة للسلام.
وقال: " عودة حكمتيار إلى كابول ستكون بالتأكيد كبيرة .. ولكن أهمية عودته - إذا حدث ذلك- لن تكون أكثر مما يمكن أن تفعله شخصية سياسية من البشتون إذا دخلت المعترك السياسي، ولكن لن يكون لها تأثير لتحريك عملية السلام.
وأضاف وايلدر: احتمال عودته قد تسبب بالفعل في كسر عبد الله في محاولة لتوحيد صفوف الجماعة اﻹسلامية من أجل المنافسة بشكل أفضل، عبد الله والغني أيضا خصومه السياسيين.
لا أحد يتوقع عودة حكمتيار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 عاما مع طالبان، ولكن يمكن أن تشعل عودته صراعا ثلاثيا على السلطة بين الغني وعبد الله وحكمتيار، يمكن أن يقود إلى مزيد من الانقسام.
وقال مايكل كوجلمان محلل شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون بواشنطن:" طالبان لديها زخم وافرة في ساحة المعركة، وتكسب أراضي، في حين أن الحزب الإسلامي، ظل على ما كان عليه سابقا، وغير نشطة بشكل خاص".
وتقول الحكومة إنها لا تزال ملتزمة باتفاق السلام وعودة حكمتيار، الذي قال المتحدث باسم الحكومة محمد هارون ستكون خطوة "إيجابية".