إندبندنت: إدانة ترامب لأنشطة الاستيطان اليهودية مفاجأة
وصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية البيان الصادر عن البيت الأبيض والذي طالب فيه إسرائيل بوقف بناء مستوطنات جديدة- أو حتى توسيع أخرى- لأنها لا تساعد في تحقيق السلام مع الفلسطينيين، بـ "المفاجأة."
وذكرت الصحيفة أن موقف ترامب إزاء قضية المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتناقض مع تصريحاته سابقة له أكد فيها دعمه الكامل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في عدد من المناسبات لأنشطة الاستيطان، بعكس سلفه باراك أوباما الذي طالما أدان تلك الأنشطة.
ووصف ترامب أيضا مواقف أوباما تجاه إسرائيل بالضعيفة، متهما إياه بمعاملة الكيان العبري بـ "ازدراء."
ومع ذلك، أصيب البيت الأبيض، وفقا للصحيفة، على ما يبدو بالدهشة جراء السرعة التي عدل بها ترامب عن موقفه تجاه الخطط الإسرائيلية الخاصة بأنشطة الاستيطان التي تلقى إدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وخلال الأسبوعين الماضيين، وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء 5500 منزلا جديدا في الضفة الغربية، وهو ما يعد أكبر عملية توسع في بناء المستوطنات منذ انهيار مباحثات السلام التي قادتها واشنطن في أبريل من العام 2014.
وقال البيت الأبيض في بيانه الصادر أمس الأول الخميس" الرغبة الأمريكية في إقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تظل قائمة منذ 50 عاما."
وأضاف البيان:" في الوقت الذي لا نعتقد فيه أن وجود المستوطنات يشكل عائقا أمام عملية السلام، فإن بناء مستوطنات جديدة أو حتى توسيع المستوطنات القائمة ربما لا يساعد في تحقيق الهدف."
وواصل البيان:" وكما أعرب الرئيس مرات عدة، فإنه يأمل في تحقيق السلام في الشرق الأوسط."
وربما في إشارة منه إلى الزيارة المرتقبة لـ نتانياهو للعاصمة الأمريكية واشنطن في الـ 15 من فبراير الجاري، ذكر بيان البيت الأبيض:" إدارة ترامب لم تتخذ موقفا رسميا حيال نشاط الاستيطان،" مردفا:" الإدارة الأمريكية تتطلع لاستمرار المباحثات، بما فيها المباحثات التي تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي حينما يلتقي مع ترامب في وقلت لاحق هذا الشهر."
ويتناقض محتوى بيان البيت الأبيض مع تصريحات أطلقها ديفيد فريدمان الذي عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل والذي يدعم نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، كما يدعم أيضا توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة طالما وصفتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأنها "عائق أمام السلام" مع الفلسطينيين.
ولطالما أكد السفير الذي عينه ترامب وعدا قطعه المرشح الجمهوري خلال الحملة، بأن الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستقيم فيها سفارتها إذا انتخب رئيسا.
ولا تعترف واشنطن والجزء الأكبر من الأسرة الدولية بالقدس عاصمة للدولة العبرية، وسفاراتها موجودة في تل أبيب.
وفي أول رد فعل له على بيان البيت الأبيض، قال داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة إنه من المبكر جدا الحديث عن الكيفية التي ستؤثر بها تلك التصريحات على بناء العلاقات بين البلدين.
وأوضح دانون:" لا يزال من المبكر جدا الخوض في هذا الحديث... لا أرى ذلك انحرافا من الإدارة الأمريكية ولكن المســألة مطروحة على أجندتهم... والموضوع سُيطرح للنقاش خلال اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بت ترامب في واشنطن."
كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ألمح إلى أن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس قد يسفر عن نتائج من شأنها "تفجير" الوضع، وأبدى قلقه إزاء تراجع فرص حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال أوباما في آخر مؤتمر صحفي له كرئيس : "عندما يتم اتخاذ خطوات أحادية مفاجئة تتعلق ببعض القضايا الجوهرية والحساسيات المتعلقة بأي جانب؛ فإن ذلك قد يفجر الوضع".
ورداً على سؤال عن احتمال نقل السفارة قال: "ذلك جزء مما حاولنا أن ننوه به للفريق القادم في عمليتنا الانتقالية.. الانتباه إلى هذا لأن هذه تعد مادة متفجرة".
وكانت إسرائيل قد وصفت قرار الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت وليس استخدام حق الفيتو بأنه "مخزٍ".