رغم استبعاده الوصول لحلول ..
دبلوماسي إسرائيلي: علينا الحذر من اتفاق مصر وحماس
طالب الدبلوماسي اﻹسرائيلي السابق "تسفي مزئيل" بلاده بضرورة توخي الحيطة والحذر من المفاوضات الجارية حاليا بين القاهرة وحركة حماس.
ورغم توقع السفير السابق لدى القاهرة، في تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" اﻹسرائيلية، فشل تلك المفاوضات بسبب الكثير من العقبات، ورفض حماس الانصياع لشروط القاهرة، إلا أنه أشار إلى أن قيادات بداخل الحركة تسعى للوصول لتسوية مقبولة لتحسين العلاقات مع القاهرة.
وفيما يلي نص التحليل
في أواخر يناير الماضي، القيادي في حماس إسماعيل هنية كان في القاهرة على رأس وفد دبلوماسي لمحاولة رأب صدع العلاقات مع مصر.
هنية التقى رئيس المخابرات العامة "خالد فوزي" ثم أعقب ذلك جلسة عمل مع خبراء أمنيين.
حماس اليائسة من الحصار المصري وإغلاق الحدود مع غزة تريده أن تفتح المعبر، مصر تريد أن تكون الحدود آمنة وتطالب بوقف التعاون بين حماس والإرهابيين من أنصار بيت المقدس، وهي المنظمة التي بايعت زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في 2015، والآن تطلق على نفسها اسم "ولاية سيناء "، وهذا هو حجر العثر الرئيسي في التقارب بين القاهرة وحماس.
مصر حتى الآن غير قادرة على هزيمة أنصار بيت المقدس، رغم وجود قوات كبيرة وأسلحة متقدمة أرسلت إلى سيناء - أكبر بكثير من المتفق عليها في معاهدة السلام مع إسرائيل- والتي وافقت على هذه الخطوة لأن الإرهابيين يشكلون أيضا تهديدا لحدودها.
ووقعت بالفعل عددا من الهجمات، مثل الكمين القاتل على الطريق 12، وإطلاق صواريخ هذا الأسبوع على إيلات وهو تذكير غير مرحب به بجدية التهديدات.
عندما يكون هناك ثلاثة أحزاب ذات أجندات متضاربة - إثنان فقط منهم يشاركون في المحادثات؟، المنظمة الإرهابية المتطرفة في سيناء تحمل كل الأوراق، يغذيها الحماس الديني، وتشارك في حرب العصابات دون أي قلق من الخسائر الفادحة التي تتكبدها.
وفي حين تعتبر المنظمة مشكلة للنظام في شمال سيناء، فإنه لديه مشاكل أخرى من بينها اﻹجراءات الاقتصادية التي أثارت غضب الكثير من الشعب خلال محاولات الرئيس عبد الفتاح السيسي تحقيق الاستقرار، وتحسين الاقتصاد.
ما تسمى "ولاية سيناء" التابعة للدولة الإسلامية تساعد حماس للحفاظ على طرق التهريب عبر شبه سيناء التي تزود القطاع بالسلاح والمتفجرات، كما تقدم الحركة ملاذا في غزة للمقاتلين الجرحى من التنظيم، مما يتيح الاستفادة من خبراتهم.
وفي المقابل، حماس تتلقى المساعدات في تهريب الإمدادات والمعدات العسكرية من خلال عدد قليل من الأنفاق التي لا تزال تعمل، رغم الجهود التي تبذلها مصر للقضاء على تلك الأنفاق.
ورغم ذلك هناك مؤشرات على تزايد التوترات بين حماس والتنظيم، رغم التعاون القائم بين الحركتين.
نحو 700 من مقاتلي أنصار بيت المقدس يقال أنهم داخل قطاع غزة، وحماس ترفض بشدة تسليمهم إلى مصر.
وهذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل أخرى للخلاف بين حماس والقاهرة، لقد كانت السنوات القليلة الماضية مليئة بالتوترات والمواجهات المباشرة.
ورغم أن حماس عازمة على تدمير إسرائيل وإقامة الخلافة على أنقاضها، فإنه هو أولا وقبل كل شيء هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين - الحركة التي خلعت بالقوة من السلطة بمصر في انتفاضة شعبية مدعومة من الجيش بقيادة السيسي- و صنفت على أنها "منظمة إرهابية".
وشاركت حماس في عدد من الأنشطة الإرهابية داخل مصر من خلال محاولتها إنشاء طرق للتهريب وجلب الصواريخ الإيرانية، والمتفجرات الإرهابيين من السودان إلى غزة عبر سيناء.
من ناحية أخرى، حماس تفهم جيدا أن منفذها الوحيد إلى العالم الخارجي عبر حاجز رفح، والذي تفتحه مصر مرة واحدة في الشهر، وأحيانا مرة كل شهرين، لأغراض إنسانية، مما يضع ضغطا هائلا على غزة، أنفاق التهريب التي تعتبر شريان الحياة العسكرية والاقتصادية لحماس، يدمره الجيش المصري بلا رحمة.
اﻷوضاع في قطاع غزة سيئة، وإمدادات الكهرباء تستمر فقط لساعات قليلة في اليوم، وقادة حماس في حاجة ماسة لإعطاء الأمل للسكان الذين بدأوا في التذمر علنا، وحماس تود أن ترى معبر رفح مفتوحا بشكل دائم، ليس فقط لنزع فتيل التوترات الداخلية، ولكن أيضا لتطوير علاقات تجارية مع مصر.
وبحسب تسريبات من لقاءات القاهرة وحماس الأخيرة، المناقشات لا تسير على ما يرام، و فرص التوصل لتسوية قليلة جدا.
ليس فقط ﻷن حماس فرع من الإخوان، ولكن ﻷنها سوف تبقى على تهريب أسلحة متطورة عبر سيناء، استعدادا لجولة أخرى من القتال مع إسرائيل.
بجانب رفض حماس تسليم إرهابيي الدولة الإسلامية المتواجدين في غزة للقاهرة، خوفا من المواجهة مع المنظمة الراديكالية.
حماس تبحث يائسة عن حل وسط مقبول، ورغم أنه لا يمكنها قبول الشروط التي وضعتها القاهرة والتي من بينها إنهاء الخلافات مع السلطة الفلسطينية، التي وافقت على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
بجانب حث حماس على التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بشأن اثنين من المواطنين الإسرائيليين الذين عبروا الحدود لقطاع غزة عن طريق الخطأ، ولعودة بقايا اثنين من الجنود الذين قتلوا خلال عملية عسكرية.
ومع ذلك، تجري مفاوضات مكثفة وراء الأبواب المغلقة - وليس فقط بين مصر وحماس، ولكن داخل المنظمة كذلك- وفي الوقت نفسه، حماس تجري انتخابات سرية لاختيار قيادة جديدة.
هنية يسعى للإطاحة بخالد مشعل، الذي ينظر إليه على أنها لم يعد منسجما مع محنة شعب غزة، وسوف تظهر النتائج في غضون أسابيع.
سيكون هناك فريق جديد أكثر استعدادا للتسوية مع مصر، أو أنها سوف تختار وبدافع من اليأس، إثارة حرب جديدة مع إسرائيل، لكسب تأييد العالم العربي، وحينها ما الموقف الذي سوف تعتمده الإدارة الأميركية الجديدة؟.
إسرائيل تراقب عن كثب الوضع الذي يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، لأنه لا يبدو أن هناك حلا جاهزا للتوترات بين مصر وحماس.