لقاء ترامب ونتنياهو.. حزب الله أكبر الخاسرين
قال راديو صوت أمريكا إن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأربعاء قد تسفر عن ضغوط تضعها إداراة ترامب على كاهل حزب الله، وفقا لتقديرات الخبراء.
وإلى النص الكامل
بينما وعدت إدارة ترامب باتخاذ موقف صارم تجاه إيران، قد يتصاعد الضغط الأمريكي ضد حزب الله وكيل طهران، والذي يلعب دورا رئيسيا في مساندة النظام السوري في القتال ضد الثوار.
وفي لقائهما الأول، من المرجح أن يستغل نتنياهو إحباط ترامب من إيران للضغط على حزب الله، بحسب محللين.
ويلتقي القائدان في وقت حساس بالنسبة للإدارة الأمريكية التي تحاول ترقيع إستراتيجيتها بالشرق الأوسط.
سيسعى الثنائي لإعادة بدء علاقة تعرضت للتصدع في ظل علاقات فاترة باردة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
حزب الله، يصنفه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون كمنظمة إرهابية، ويتبع أيديولوجية شيعية تطالب بتدمير إسرائيل.
وفي السنوات الأخيرة، امتد نطاق حزب الله إلى ما وراء الحدود اللبنانية، حيث يشارك في الحرب الأهلية السورية في صف بشار الأسد وإيران.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها ببريطانيا مؤخرا: “تسعى إيران لإبادة إسرائيل، وغزو الشرق الأوسط، وتهدد أوروبا والغرب والعالم بأسره، وتقدم استفزازا تلو الآخر، ولذلك أدعم عقوبات ترامب ضد طهران"، مطالبا البلدان الأخرى لإبداء ذات الدعم.
أجندة نتنياهو.
نتنياهو، الذي ضربت قواته الإسرائيلية قوافل لحزب الله في سوريا، يرجح أن يستغل الزيارة في طرح فكرة أن تهميش حزب الله أمر يصب في صالح الشرق الأوسط سريع التقلب، بحسب محللين.
جوزيف باهوت، الباحث ببرنامج الشرق الأوسط التابع لمعهد كارنيجي رأى أنه "من الواضح أن كلا من الإسرائيليين ودول الخليج سوف يحاولون تحقيق أهداف مستغلين غضب ترامب من طهران. نتنياهو سيبذل قصارى جهده لاقناع الولايات المتحدة بأن تقويض حزب الله جزء كبير من الإستراتيجية الأمنية التي يحاول مشاركتها مع ترامب".
سام بازي، محلل شؤون الشرق الأوسط ومدير معهد مكافحة الإرهاب الإسلامي الذي يقع مقره بواشنطن دي سي، قال إن حزب الله يثير القلق على عدد من المستويات، لا سيما حال تصاعد المواجهة مع إيران.
وفسر ذلك بقوله: “في هذا الموضوع الخاص، لن تستطيع استهداف قلب أي نظام قبل أن تشل أذرعه الطويلة، وتحديدا حزب الله والحوثيين".
وأردف: “حزب الله يستطيع تنفيذ هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم، بما يجلب الفوضى إلى الغرب، والعديد من الأقطار في أنحاء العالم، كما يستطيع المسلحون العراقيون الشيعون الموالون لطهران مهاجمة الولايات المتحدة والقوات الغربية في العراق".
واستطرد: “بدون الغطاء السياسي والعسكري الروسي، تستطيع الولايات المتحدة محو قوات حزب الله المنتشرة في سوريا في ظرف أسابيع، مما قد يؤدي بالتأكيد إلى سقوط نظام بشار الأسد، بما يخلق فوضى في إيران، ويزيد من جرأة المعسكر السني العراقي".
ومع صعود ترامب إلى السلطة، تتزايد مشاعر الخوف وعدم التيقن في أوصال المجتمع الشيعي اللبناني.
نوايا حزب الله
من جانبه، يأمل حزب الله أن ينشغل ترامب في سياسة "أمريكا أولا"، ولا يضع إلا بصمات أقل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
نواف موساوي، عضو حزب الله داخل البرلمان اللبناني قال في تصريحات الشهر الماضي: “كلما اتجهت السياسة الأمريكية نحو العزلة، كلما ارتاح العالم من المشكلات".
وبالمقابل، يرى محللون أن ثمة أسباب تدعو حزب الله للتفاؤل، ولفتوا إلى أن سياسة ترامب المحتملة قد تؤدي إلى ترسيخ أركان الحركة اللبنانية المسلحة.
الباحث البريطاني سكوت لوكاس يرى أن "امتناع ترامب عن القتال في سوريا سوف يمنح مجالا أكبر لحزب الله، أحد اللاعبين الرئيسيين في سوريا".
آخرون يرون أن حزب الله لا يمتلك الموارد اللازمة لخلق اللا استقرار في المنطقة.
أليكس فاتانكا، الباحث بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن قال إن حزب الله في الوقت الحالي في أضعف حالاته سواء من ناحية الشرعية أو القوة البشرية جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدها في سوريا، ولا يستطيع خلق اضطراب في حقبة ترامب، لا سيما وأنه لا يريد لفت انتباه الرئيس الأمريكي.
علاقة ترامب- روسيا
ثمة تساؤلات بشأن النهج الأمريكي الودود تجاه روسيا، ومدى تأثيره على السياسة الأمريكية الجديدة بالشرق الأوسط.
الكرملين لا يعامل حزب الله فقط باعتباره حليفا بالمنطقة، ولكنه يسلح الحركة اللبنانية وفقا لتقارير.
تقارب ترامب مع روسيا يزيد من مساحة عدم التيقن بشأن الشرق الأوسط، وهو ما يثير القلق داخل إسرائيل، بحسب مائير جافيدانفار المحلل الإسرائيلي.
وفي 2014، التقى ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي بقائد حزب الله حسن نصر الله في بيروت لمناقشة تطورات المنطقة.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن بوجدانوف قوله: “مستمرون في العلاقات والاتصالات مع حزب الله لأننا لا نعتبرهم منظمة إرهابية".
موقع ديلي بيست الأمريكي نقل عن أحد قيادات حزب الله يدعى بكر قوله: “الروس حلفاؤنا ويزودونا بالسلاح ".
وفي سياق آخر، قال موقع ديلي كولر الأمريكي إن ترامب شدد لهجته ضد إسرائيل قبيل زيارة نتنياهو لأمريكا، اعتراضا على إقدام تل أبيب على إنشاء مزيد من المستوطنات.
موقع روسيا اليوم رأى أن نتنياهو يقدم نفسه لإدارة ترامب باعتباره "وسيط حرب".