إيكونوميست:
تهديدات ترامب ﻹيران تحيي «الثورة اﻹسلامية»
شعارات "الموت لأمريكا" بدأت تهدأ في السنوات الأخيرة، والحشود التي تتظاهر ضد أمريكا أعدادها تقل يوما بعد يوم، لكن بفضل دونالد ترامب الرئيس اﻷمريكي الجديد، جاء الاحتفال السنوي لهذا العام بيوم الثورة الإسلامية أمس الجمعة واحدًا من أكبر التجمعات منذ سنوات، بحسب مجلة "اﻹيكونوميست" البريطانية.
وقالت المجلة، إن ترامب أزعج حتى الطبقة الوسطى العلمانية بتصريحاته المعادية ﻹيران، مثل إيران تلعب بالنار، وفرضه عقوبات جديدة، بجانب أمر تنفيذي يمنع الإيرانيين من السفر إلى أمريكا.
ويقول المتشددون الذين حذروا من أن أمريكا كانت تستهدف الشعب الإيراني، وليس فقط نظامها، وبأن حكومتهم لن تثق في أمريكا مرة أخرى: "شكرًا سيد ترامب لإظهار الوجه الحقيقي لأمريكا"، هكذا سخر آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى في خطاب الذكرى.
حتى الإصلاحيون، الذين تمكنوا من تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وسلموا مواد انشطارية كافية لبناء عشر قنابل نووية كجزء من الصفقة، يشعرون بالخيانة، بحسب المجلة.
جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الذي تفاوض مع القوى العالمية الست، فقد ابتسامته، قائلا:" إيران لديها أيام صعبة قادمة".
حتى محمد خاتمي، الرئيس السابق الذي حاول في السابق رأب الصدع مع الغرب، دعا الإصلاحيين للانضمام إلى المتشددين في إدانة أمريكا.
ومن المرجح أن يمتد الغضب إلى الانتخابات الرئاسية المقررة مايو القادم، حسن روحاني، رئيس الجمهورية، كان يأمل أن يعزز الاتفاق النووي فرصة للترشح لولاية ثانية، لكن تصريحات ترامب غيرت المعادلة.
تخفيف العقوبات ساعد الاقتصاد الإيراني بنسبة 4٪ عام 2016، وكان صندوق النقد الدولي يتوقع نموًا يصل إلى 6٪ هذا العام، ولكن خطاب ترامب أبعدت المستثمرين المحتملين ولاسيما الشركات الكبرى التي كانت متحمسة.
وأوضحت المجلة أن المتشددين حتى اﻵن ليس لديهم مرشح واضح للرئاسة، أول وزيرة للجمهورية الإسلامية مرضية وحيد دستجردي طرحت على أمل كسب أصوات النساء، إلا أنَّ المحافظين يميلون نحو رجل عسكري، وأشار البعض نحو قائد قوة القدس -أحد فيالق الحرس الثوري الإيراني-.
وتساءلت المجلة، هل تدهور العلاقات بين إيران وأمريكا أمر لا مفر منه؟ كثيرون في إدارة ترامب يرون أن التجارب الصاروخية الإيرانية ليست مجرد أفعال محلية، ولكنها تسعى من ورائها لبسط نفوذها الإقليمي.
و قال خصوم إيران:" "نحن نتفق مع ترامب أن الاتفاق النووي أعطى الضوء الأخضر لإيران للقيام بكل ما تحب في المنطقة".
ولكن آخرين - بما في ذلك بريطانيا- يقولون إن سياسة أمريكية أكثر حدة تجاه إيران سوف يشجع المتشددين، ويبدو أن العقوبات الأخيرة رمزية إلى حد كبير، ومازال الاتفاق النووي صامدا.
وحتى اﻵن الحرب هي مجرد كلمة واحدة فقط من ضمن كلمات وتهديدات ترامب.