محلل إسرائيلي: مصر لم تعد قادرة على تأمين سفارتنا في القاهرة
قال "إيهود يعاري" محلل الشئون العربية بالقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن السبب وراء مغادرة السفير الإسرائيلي القاهرة، يكمن في تزايد قوة العمليات الإرهابية في مصر، والصعوبة التي تواجهها أجهزة الأمن المصرية في وقف الهجمات.
ولفت إلى أنه ليس جيدا رؤية السفارة الإسرائيلية في القاهرة مغلقة، لكن ضباط الأمن التابعين للخارجية الإسرائيلية وصلوا لنتيجة مفادها أن هناك مخاطر كبيرة تهدد حياة السفير "ديفيد جورفين"
أوضح "يعاري" أن "جورفين" وطاقمه الصغير يعملون منذ أسابيع من القدس، لكن مساحة العمل المتاحة أمامهم محدودة للغاية، وأن عناصر وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي فضلا عن "إسحاق مولخو" المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من يديرون الأمور الملحة مع مصر.
واعتبر أن ما وصفها بالعلاقات الجيدة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ستستمر، وأن تل أبيب تتمنى في مرحلة ما أن تتلاشى التحذيرات الأمنية ويبدأ "جوفرين" في زيارة القاهرة بين الحين والآخر، مثلما فعل سابقوه، منذ انقضاض المصريين على المقر القديم للسفارة الإسرائيلية في الجيزة عام 2011.
“يعاري” الصحفي والإعلامي المخضرم والمقرب من دوائر صنع القرار في تل أبيب تابع بالقول :”السبب وراء إعادة السفير هو تزايد قوة العمليات الإرهابية في مصر، والصعوبة التي تواجهها أجهزة الأمن المحلية في وقف الهجمات. نفذ جناح داعش كما نذكر، العام الماضي هجوم استهدف كاتدرائية الأقباط ومنذ يوليو الماضي نفذ تنظيم جديد اسمه "حسم" سلسلة هجمات، وهو الجناح الإرهابي الذي شكله شباب "الإخوان المسلمين" الذين تمردوا على قيادتهم القديمة. كذلك ظهرت أربع مجاميع إرهابية أخرى في محافظات مختلفة من البلاد".
وقال إن " الأهداف الرئيسية للهجمات هم ضباط الشرطة، ووزارة الداخلية، لكن يبدو أن هناك مخاوف تصاعدت حول إمكانية استهداف السفارة الإسرائيلية أيضا. الأزمة الاقتصادية في مصر، بعد إلغاء الدعم مقابل الحصول على قرض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، لم تساهم في تعزيز الاستقرار هناك".
وأضاف :”العلاقات مع مصر على وجه الخصوص تشهد تحسنا: يريد المصريون تشجيع قدوم السياح الإسرائيليين، وحج الأقباط للقدس، يتحدثون بجدية عن شراكة في نقل الغاز، والأهم من ذلك أن هناك تنسيقا وطيدا في الحرب على "ولاية سيناء" التابعة لداعش. لم يتردد السيسي في امتداح السلام مع إسرائيل، بل أدخل فصلا في هذا الشأن في المناهج التعليمية".
وختم بالقول:”ما تزال الأحوال العامة (في مصر) معادية، والسفير الإسرائيلي لا يشعر بالراحة. إذ عليه العمل والإقامة تحت حراسة مشددة والتحرك في موكب مصغر. ليس هناك الكثير من الدبلوماسيين يتمنون شغل هذا المنصب خاصة في السنوات الأخيرة. جوفرين جدير بالتقدير كونه تطوع للقيام بالمهمة، ونتمنى له أن يحظى بإكمالها".
كانت صحيفة التليجراف البريطانية نقلت أمس الثلاثاء 14 فبراير عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم أن تل أبيب سحبت في هدوء سفيرها لدى مصر ديفيد جوفرين منذ شهر ديسمبر 2016 وسط مخاوف أمنية تتعلق بحياته، وهو ما أكّده جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بحسب الصحيفة.