انتقادات للقاهرة بسبب مواقفها المتراخية تجاه الأمن
ذا تايمز: قاذف صواريخ يشعل الخوف في مصر
قاذف صواريخ يشعل الخوف في مصر.. هكذا عنونت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على حالة الهلع التي تسود في مصر على خلفية المزاعم التي ساقها أحد المواطنين بشأن عثوره على سلاح غير تقليدي بالقرب من مطار القاهرة، وهو ما يزيد قلق السلطات في بلد يخوض حربا شرسة لاستئصال شأفة المسلحين المتشددين الذين ينشطون في سيناء.
وذكر التقرير أن مزاعم المواطن ابراهيم يسري بالعثور على قاذف صواريخ مضاد للطائرات والذي يُستخدم بالحمل على الأكتاف بالقرب من مطار القاهرة الدولي، تزيد حدة المخاوف إزاء الأوضاع الأمنية في بلد يشهد تسارعا في وتيرة الهجمات الإرهابية وحوادث الطائرات.
ونقلت الصحيفة منشورا كتبه يسري على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيه:" عثرت على قاذف الصواريخ قبل نفس السلام بحوالي 800 مترا في اتجاه المطار."
وأضافت الصحيفة أن العثور المزعوم على قاذف الصواريخ يجيء في الوقت الذي تواجه فيه مصر انتقادات متنامية بسبب ما وصفته بمواقفها المتراخية تجاه الأوضاع الأمنية منذ تبنى تنظيم ولاية سيناء،" فرع "داعش" في مصر، مسؤوليته عن حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية بعد انشطارها في أجواء سيناء، في الـ 31 من أكتوبر 2015، ما أسفر حينها عن مقتل كافة ركابها الـ 224.
كان ابراهيم يسري قد زعم مؤخرا أنه عثر قاذف صواريخ مضاد للطائرات " SA-7 وسط كومة من القمامة الملاصقة لمطار القاهرة الدولي وهو في طريقه إلى العمل
وأضافت الصحيفة أن العثور المزعوم على قاذفة الصواريخ يجيء في الوقت الذي كشف فيه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عن مقطع فيديو جديد يهدد فيه باستهداف الأقباط في مصر، واصفا إياهم بأنهم "الفريسة المفضلة" للجهاديين.
وأوضحت "ذا تايمز"، نقلا عن صحيفة "تليجراف" البريطانية أن أقصى مدى لهذا الصاروخ يصل إلى حوالي 2.5 ميلا، ولذا يمكن استخدامه من تلك المسافة لمهاجمة طائرة وهي تهبط أو تقلع.
كان يسري قد كتب على "فيسبوك" إنه شعر بالخوف في البداية من إبلاغ أجهزة الأمن عن هذا السلاح اعتقادا منه أن يظنوا خطأ أنه على صلة بة، لكن اتضح له في النهاية أن ترك هذا السلاح على الأرض أمر بالغ الخطورة.
وأضاف يسري:" المطار ليس ببعيد عن مكان تواجد السلاح، ومن الممكن أن يسبب كوارث إذا ما تُرك على حاله في هذا المكان لأي سبب."
وتابع:" الطائرات هنا أهداف سهلة لأنها تطير على ارتفاع منخفض، وهذا أفضل وضع لاستخدام هذا السلاح."
وأكد يسري أن السلاح لم يكن مزودا بأية صواريخ، مشيرا إلى أنه عانى في سبيل إقناع اثنين من رجال الشرطة في مكان قريب بتصديقه والتعامل مع الأمر بجدية، لكنهما في النهاية أخذا قاذف الصواريخ وأبعداه عن المكان.
واستعانت "تليجراف" بـ جيمس بيفان، المدير التنفيذي لمركز بحوث “صراع التسلح” الذي أكد أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان السلاح حقيقي بناء على صورة وسائل الاعلام الاجتماعية إلا أنه يبدوا وكأنه SA-7B، المضاد للطائرات .
وقال بيفان ان البطارية الموجودة في في الجزء الأمامي من السلاح يبدو أنها مصنعة من مواد بدائية.
وذكرت الصحيفة أنه يتم تصنيع هذه نسخة في مصر والعديد من هذه الأسلحة خرجت من ليبيا الى الدول المجاورة بعد سقوط نظام القذافي في عام 2011.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المستحيل التحقق من الطريقة التي وصل بها هذا السلاح إلى هذا الكان القريب من المطار، مضيفة أن أسوأ ما يقلق جهاز المخابرات المصرية والغربية هي فرضية أن يكون هذا السلاح قد زرع من قبل تنظيم ولاية سيناء، فرع داعش في مصر، لاستخدامها في هجوم على طائرة.
كان "داعش" قد نشر مساء أمس الأول الأحد تسجيلاً مصوراً تبنى فيه حادث تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية الذي وقع أواخر العام الماضي وتسبب في سقوط 29 قتيلاً من المصلين داخل الكنيسة. لكن التنظيم لم يكتفِ بتبني الحادث، لكنه توعد الأقباط في مصر بمزيد من الهجمات.